ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميرة هاس – الشريط المتحرك لجيش الدفاع عن المستوطنات

هآرتس – بقلم  عميرة هاس – 24/1/2021

لا يمكن فهم المجتمع الاسرائيلي دون الأخذ في الاعتبار الذين في كل ليلة نفذوا وينفذون اقتحامات فظة لخصوصية الفلسطينيين. وهذا ما حدث قبل عشرة ايام في اقتحام قرية المغير وقرية كفر مالك “.

غطاء وسادة، هذا ما وضعه الجنود على رأس ايمن أبو عليا من قرية المغير، الذي قتل جنود آخرون (ومن يعرف، ربما يكونون هم أنفسهم)، إبنه علي (15 سنة). هذه الجزئية التي ذكرتها الأم الثكلى عرضا خنقت بشكل خاص حنجرتي. غطاء وسادة: ما الأكثر بيتي من هذا؟ شيء من غرفة النوم استحوذ عليه الجنود بعدم مبالاة المنتصرين، وبمشاهد السيادة المتسامحة مع الذات، قاموا بوضعها على رأس شخص مكبل اليدين من اجل تشويش ادراكه واذلاله.

الأب الثاكل الغارق في الألم على ابنه الميت، اقتيد فجرا في الشوارع المظلمة. ربما غطاء الوسادة الابيض هو الشيء الواضح الوحيد الذي تمكن سكان القرية من رؤيته عندما نظروا الى الخارج. 24 شخص من سكان المغير وكفر مالك تم اعتقالهم في الليلة بين 13 – 14 كانون الثاني. عشرة اشخاص منهم تم اطلاق سراحهم بعد بضع ساعات، ومن بينهم أبو عليا. في الجيش الاسرائيلي والشباك قالوا بشكل صريح إن الاعتقالات استهدفت ردع سكان القرى عن التظاهر ضد البؤر الاستيطانية القديمة والجديدة، التي تلقي الرعب على كل المنطقة بدون ازعاج. قبل سنتين اسرائيليون مسلحون جاءوا من البؤرة الآخذة في التوسع، عيدي عاد، اطلقوا النار على مزارعين من قرية المغير. تسعة اشخاص اصيبوا وحمدي النعسان توفي متأثرا بجراحه. القاتل لم يتم تقديمه للمحاكمة.

مئات الجنود أبناء 19 – 21 سنة، يتم تكليفهم كل ليلة بالقيام بمهمة ارهاب الدولة، وهم يقتحمون بيوت الفلسطينيين في الضفة، بدون أمر من قاض أو اشراف جسم ليست له مصلحة. الصلاحية هي أمر عسكري صدر قبل 54 سنة، عندما اعتقدنا أن الاحتلال مؤقت. ولكن خاب أملنا، والآن لا يمكن فهم مجتمعنا دون الأخذ بعين الاعتبار عشرات آلاف الاسرائيليين الذين ارتكبوا، في وعيهم “أنا أستحق”، هذه الانتهاكات الجسيمة لخصوصية ملايين الفلسطينيين. كم من القوة اسرائيل تمنح هؤلاء الجنود الشباب. هم يطرقون الابواب أو يقومون باقتحامها بصوت تفجير يخترق نوم الساكنين في البيت، بصراخ وهدير يقومون باقتحام الغرف وبنادقهم مصوبة، ويطلبون من الاولاد والشباب والشيوخ النهوض من الأسرة. تخيلوا، هؤلاء الابطال الكبار: مسلحون كالعادة واحيانا معهم الكلاب والخوذ على رؤوسهم وهم يقفون أمام اشخاص يرتدون البيجامات. هم يقومون بتجميع أبناء العائلة في غرفة واحدة أو غرفتين، وأحيانا يقومون فورا بالاعتقال، واحيانا يفتشون في أدراج الملابس الداخلية ويقومون بثقب الفرشات بالرصاص، واحيانا يقومون بافراغ اكياس الارز والسكر، واحيانا يسيطرون على البيت ويجعلونه موقعا عسكريا. هم ينبحون بالأوامر، ويصرخون “اصمت”، واحيانا يقومون باخراج أبناء البيت الى الخارج في الطقس البارد. هل الظلام أو انغلاق القلب الذي اكتسبناه هو الذي يمنع الجنود من رؤية الشفاه الزرقاء للاطفال.

إن الحرص على شعور ابناء العائلة بالبرد هو عرض آخر للسيطرة، مثل اقتحام البيت بالقوة والبنادق مصوبة نحو رؤوس الشيوخ والنساء. في الاعتقالات في المغير قبل عشرة ايام تقريبا، لم يسمح الجنود للمعتقلين بارتداء ملابس دافئة. هل وصل اليهم هذا الامر بصورة بديهية، الى الاولاد المدللين لعشرات الأمهات اليهوديات، أم أن القائد أمرهم بالحرص على أن يشعر المعتقلون بالبرد؟ “في مظاهرات ايام الجمعة أنتم ابطال، أما هنا فأنتم بنات”، هكذا استهزأ مسؤول الشباك من معتقلي المغير وكفر مالك، بعد أن تجرأ أحدهم على القول بأنه يشعر بالبرد. لا يجب أن تكوني خبيرة في النوع الاجتماعي كي تستوعبي منهم حدود عالم رجل الشباك الصغير ذاك. المعتقلون تم اجلاسهم في الشارع واياديهم مكبلة وعيونهم معصوبة. وعندما قال أحدهم لجاره شيء ما، جاء الجندي وضربه. بين الحين والآخر قام جندي بشد القيود على أيدي أحدهم كي يصبح مؤلما اكثر. وقد سمعنا عن هذه الترهات قبل عشرين أو ثلاثين سنة. فهل الضربات وتشديد القيود هي ممارسات يتم نقلها عبر جينات الاسرائيليين، أو أن هذه أوامر يتم نقلها من دورة الى اخرى؟.

الكثير جدا من الجنود، القادة ومسؤولي الشباك هؤلاء – ابطال وضعوا سكان مدنيين في حالة رعب، في خوف وألم – تحولوا عندنا الى رؤساء احزاب، والى متنافسين على رئاسة الحكومة، والى وزراء واعضاء كنيست. الجنود هم برغي صغير في الشريط المتحرك لجيش الدفاع عن المستوطنين. الجهل وغياب حب الاستطلاع لديهم، هي امور حيوية مثل الخوذات الموجودة على رؤوسهم. برغي صغير، لكنه مهم. لأن عددهم كبير، ولأن عددا منهم يتحولون الى قادة، لأنهم يكررون شعار الشباك، أن كل متظاهر ومعارض للحكم الاجنبي هو ارهابي. الشعار الذي يشل أي تفكير مستقل.

إن عنف شبيبة التلال الاجرامي، الذين في الاسبوع الماضي قاموا بتحطيم الارقام القياسية، هو أمر صادم. الصدمة الناتجة عنه لا تزال نوع من السلوك المقبول فيما يسمى “الوسط الاسرائيلي”، خاصة لأن من يخافون الله هاجموا ايضا رجال الشرطة والجنود. ولكن ما هو رد جيشنا على شغب المستوطنين؟ هو لا يقف فقط ضدهم، بل ايضا ينفذ المزيد من الاقتحامات للقرى التي تتجرأ على الوقوف ضد المشاغبين. هنا “الوسط الاسرائيلي” يصمت. من ذلك هو لا يصاب بالصدمة. هنا هو يدعم العنف. لأن العنف يضمن أن من تلتهم الاراضي ستواصل العمل بكامل القوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى