ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عكيفا نوفك – غانتس يفحص امكانية اجراء فحص

هآرتس – بقلم عكيفا نوفك  – 18/10/2020

اذا كان يجب اجراء تحقيق في قضية الغواصات فهذا لا يجب أن يحدث بسبب أنه سيضر أو لا يضر ببنيامين نتنياهو، بل لأن هذا تسبب بالضرر لدولة اسرائيل “.

ليس هناك كثيرون يتذكرون، ولكن حقا حتى اللحظة التي تم فيها تشكيل حكومة الوحدة الحالية، لوح بني غانتس امام نتنياهو بمسدس محشو بالرصاص: اذا تراجعت عن التفاهمات بيننا فأنا سأؤيد القانون الذي سيمنعك من الوقوف على رأس الحكومة. حقيقة أن غانتس قد احتفظ بهذه الفكرة اللحظية مقابل وعد بالتناوب، تدل على أنه ليس هناك نظرية قيمية مرتبة هي التي حركته، بل الحاجة الى ورقة مساومة سياسية.

هذا السلوك يتكرر الآن بالضبط في موضوع لا يقل أهمية. عند انتهاء عهد ضبط النفس والاحتواء، انتقل غانتس في هذا الاسبوع الى الخطة د. “أنا افحص امكانية تشكيل لجنة فحص في موضوع الغواصات”، قال لموقع “واي نت”، حيث أنه في نهاية الامر ما الذي يميز غانتس اكثر من “فحص امكانية اجراء فحص”. وماذا في الواقع هناك من امور ليفحصها؟ أنت لا تعرف أي شيء عن الموضوع؟ أنت وزير الدفاع، كنت رئيسا للاركان، وقد وعدت عشية الانتخابات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في الموضوع، فهل وعدت عبثا؟ وكما  علمنا اجدادنا، اذا كنت تريد اطلاق النار فأطلق النار ولا تتحدث.

ولكن غانتس حقا لا يريد اطلاق النار. قضية الغواصات هي بالنسبة له بالاجمال مجرد فأس ليحفر بها ويغضب نتنياهو، الذي في الحقيقة هو غير متهم في القضية، لكن محيطه القريب متهم فيها حتى عنقه. ليس عبثا يسارع نتنياهو في الرد على كل ذكر للموضوع. الجمهور يشخصه مع القضية، وكل انشغال فيها لا يخدمه سياسيا.

غانتس الجديد سعيد بذر الملح على جروح نتنياهو، لكن في توقيت متهكم بدرجة مخيفة – لقد كان يمكنه فحص امكانية الفحص في كل يوم منذ أن دخل الى وزارة الدفاع. إن شهادات المدراء العامين في الوزارة والمستشارين القانونيين فيها، التي تم كشفها في الاسبوع الماضي، هو يعرفها منذ زمن. ولكنه اختار فعل ذلك فقط عندما أكد الليكود على الرواية من ناحيته. حتى ذلك الحين تعلق بقرار المستشار القانوني للحكومة بعدم التحقيق في الموضوع، واظهر ثقته بالنظام. ايضا الآن غانتس لا يقوم بفحص المعنى الامني للقضية، بل المعنى السياسي. كيف أن عملية الفحص ستخدم حزبه، حزب ازرق ابيض. كيف سيرد نتنياهو وعائلته على ذلك. بالتحديد الشخص الذي لا يتوقف عن التحدث عن القيم والاستقامة، يحول أمن اسرائيل الى جلبة سياسية.

هنا يجب علينا أن نضع نجمة كبيرة وواضحة: غانتس ليس الشخص السيء في القصة. فهو شخص مليء بالنوايا الحسنة، شخص وطني مع مؤهلات تستحق التقدير. تقريبا كل اللكمات التي نزلت عليه من قبل الليكود مصدرها كونه شخص ساذج سياسيا وضعيف، وما زال عالقا حتى الآن في دائرة خطاب قيمي في قاعدة التدريب رقم 1. غانتس هو مثل بينوكيو الذي يقابل شمشون ويوفاف. وفي الوقت الذي يسرقونه فيه وينشرون شائعات ظالمة عنه هو يحاول ضمهم الى الكابنت خاصته. الآن نحن نشاهد غانتس الرصين وهو يحاول تعلم نظرية سياسية. وهناك من سيقولون إنه من المسموح له أن يكون فظ بشكل قليل بعد كل ما فعله نتنياهو به.

ولكن غانتس يتوقع منه أن لا يتحول الى ميكي زوهر، بل أن يبقى حيلي تروفر. واذا كانت هذه حقا “قضية الفساد الاكثر خطورة في تاريخ الدولة” فان عليه أن يتعلم من صديقه موشيه يعلون، الذي قام بتطوير استحواذ للموضوع ولم يتراجع في أي يوم ملليمتر واحد. واذا كان يجب اجراء تحقيق في قضية الغواصات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى