ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عكيفا الدار – نعم، فقط ليس بيبي

هآرتس – بقلم  عكيفا الدار – 3/1/2021

نتنياهو لم يغير موقفه طوال الفترة الطويلة التي تولاها كرئيس للحكومة. ونحن نأمل أن يغير من سيأتي بعده مواقفه عندما سيتولى هذا المنصب. لأن الامور التي ترى من هنا لا ترى من هناك. على أي حال، الاصلاح لن يأتي من احزاب اليمين القومي المتطرف مهما كان اسم رئيسها “.

أولا، شكرا للدكتور دورون نبوت الذي اتاح لي الفرصة (“هآرتس” 26/12) كي أوضح هنا للقراء الذين تولد لديهم الانطباع من مقالي السابق (“هآرتس”، 22/12) بأنه في الانتخابات القادمة أنا سأصوت لجدعون ساعر أو افيغدور ليبرمان – لأن هذا لم يكن المقصود. يبدو أنني لم اؤكد بما فيه الكفاية عندما تحدثت عن وضع يكون فيه مرشحان مطلوب انتخابهما: بنيامين نتنياهو مقابل ساعر أو ليبرمان، ولا يوجد غيرهم (مثل انتخابات شخصية لرئاسة الحكومة). ايضا عندها سأتزود بكيس كبير للتقيؤ. في محادثتي الاخيرة مع نتنياهو بعد أن جلب لنا اهود باراك فيروس “لا يوجد شريك”، الذي أضر بشدة بمعسكر السلام، قلت له إنه لن اغفر له مطلقا على أنه في انتخابات 1999 صوت لباراك. والآن لن اغفر له على الانطباع الخاطيء الذي تولد وكأنني اؤيد ساعر أو ليبرمان.

نبوت يكتب أنه لو كانوا يجبرونه على أن يصوت لحزب برئاسة نتنياهو أو ليبرمان أو ساعر فانه كان سيصوت لليكود. هو يمتدح مزايا نتنياهو وانجازاته الكثيرة ويذكر بالآراء العنصرية لساعر وليبرمان والقضايا الجنائية التي نجا منها ليبرمان بمساعدة شهود اختفوا. المحاضر الكبير يدعي أن كل من يقول غير ذلك يكشف بصورة واضحة حقيقة أن ما هو مهم بالنسبة له هو نظام “عادل”. أي أن ما هو مهم لمئات آلاف المواطنين الذين يتظاهرون ضد نتنياهو – نظام “عادل”. هل هذا صحيح، من اجل امر كهذا يزيحون رئيس حكومة يتولى منصبه؟ بالاجمال هو متهم بتلقي الرشوة والتحايل وخرق الامانة.

لنفترض أن نتنياهو يستحق الاعجاب بسبب أنه فتح ابواب امارات الخليج أمام السياح الاسرائيليين (بثمن تزويد الامارات بسلاح متطور)، ولنفترض أنه يستحق التصفيق على الحصول على اللقاح (متجاهلين الادارة الفضائحية لازمة الكورونا) وبسبب معالجته للضواحي (واضعين جانبا تعميق الفقر). أي ديمقراطية عادلة كانت ستضع مصيرها في أيدي زعيم، مهما كان ناجحا، لكنه متهم بمخالفات فساد خطيرة مثل الجرائم المتهم بها؟.

يصعب العثور على سياسي اسرائيلي لم تشوبه أي عنصرية أو القليل جدا من الاحتيال. ولكن لا أحد من المتنافسين على التاج يحمل على ظهره عبء محاكمة جنائية. سياسي نزيه كان سيعلن عن كونه لا يتمتع بالاهلية، ويقوم بتهدئة مؤيديه العنيفين ويثبت في المحكمة بأنه “لم يكن هناك شيء ولا يوجد شيء”، ويعود بقوة. نتنياهو يفضل التحصن في بلفور وأن يقود مواطني اسرائيل من انتخابات الى انتخابات اخرى، على أمل أن يحصل على اغلبية في الكنيست تنقذه من رعب المحاكمة. عفوا، المحكمة العليا “اليسارية” قررت أن رئيس حكومة يمكن أن يخصص جزء من وقته بين جلسات الكابنت الامني وجلسات المحكمة المركزية.

عندما أراد اريئيل شارون أن يبرر الانفصال قال “الأمور التي ترى من هنا لا ترى من هناك”. وشبيها بذلك، المسؤولية التي كانت ملقاة على كاهل مناحيم بيغن جعلته ينسحب من شبه جزيرة سيناء. اسحق رابين، الصقر، صافح رئيس م.ت.ف ياسر عرفات. نتنياهو يتولى منصبه لفترة أطول من كل سابقيه. هو يرى كل شيء – في السياسة، في الاقتصاد، في المجتمع، في المناطق المحتلة، وكل الاتصالات مع ثلاثة رؤساء امريكيين. في كل هذه الفترة لم يظهر أي تغيير حقيقي في مواقفه. التغيير الوحيد والاكثر بروزا ظهر في علاقته مع الجهاز القضائي ومع حراس العتبة. تغيير الى الاسوأ. ايضا التغيير في نوعية الوزراء والمستشارين المحيطين به ليس الى الافضل.

نتنياهو لا يعترف بالاخطاء، وأصلا لا يرى أي ضرورة لتغيير نهجه. لا يوجد سببب يجعلنا نعتقد أنه اذا واصل ادارة الدولة فسنرى نتنياهو آخر، أكثر نزاهة واعتدالا. ساعر، مثل المتنافسين الآخرين أمام نتنياهو، لم يجلس بعد على كرسي رئيس الحكومة أو أصيب بمتلازمة “لقد اخترتني للحكم”. هناك امكانية كي نأمل بأنه سيتعلم أنه من اجل أن ينجح في وظيفته، يجب عليه أن يكيف مواقفه مع الواقع المتغير.

نوصي الدكتور نبوت بأن يقرأ الاقوال الحكيمة لدافيد غروسمان. “الصراع ليس على نعم بيبي، لا بيبي”، الصراع هو على التخريب مقابل الاصلاح. على المرض مقابل الشفاء. وفي هذا الصراع سيقرر كل شخص “أين يقف”. مهما كان الامر، الاصلاح والشفاء لن يأتيا من احزاب اليمين القومي المتطرف، مهما كان اسم رئيس القبيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى