ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عكيفا الدار – بعد “السلام مقابل السلام”.. هل سيقف الإسرائيلي في طابور الترحيب بالزوار العرب لـ”القدس المشتركة”؟

بقلم: عكيفا ألدار، هآرتس 4/10/2020

في كل يوم من أيام عيد الغفران، نعود إلى قصص الحرب الفظيعة ونتعزى بأنها شقت طريق الرئيس المصري أنور السادات إلى القدس. عندما وقّع مناحيم بيغن على اتفاق السلام مع مصر كان بيننا من لم يرغب في دفع أي ثمن – إعادة شبه جزيرة سيناء وحقول النفط فيها وإخلاء المستوطنات في “يميت” وتوديع رمال شرم الشيخ. وقف أمامهم معسكر سلام موحد بدءاً بـ “قاعدة” الليكود الذي كان في الحكم، وحتى اليسار المتطرف. وعندما وقع إسحق رابين على اتفاق السلام مع الأردن كان المعسكران الكبيران شريكين في هذا السلوك. وبعد 43 سنة على تلك الزيارة التاريخية للرئيس المصري، وبعد 26 سنة على مصافحة رابين للملك حسين، يستقبل انضمام دولتين عربيتين أخريين لـ “دائرة السلام” الآن بامتعاض، حتى في أوساط اليسار.

لا يرتبط انتقاد اليمين للاتفاق مع دول الخليج، بإقامة علاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين، ويكمن هذا الانتقاد في تجميد الضم لفترة غير معروفة. لم يقتنع الممتعضون في اليمين بمناورة رئيس الحكومة نتنياهو بأن الأمر يتعلق بالسلام مقابل السلام. ولا علاقة لانتقاد اليسار بإخراج العلاقات الاقتصادية والأمنية في الغرفة الخلفية ووضعها في واجهة العرض. يؤمن أعضاء هذا المعسكر بأن الاتفاق الذي طبخه نتنياهو بمساعدة الرئيس الأمريكي ترامب استهدف إخراج القليل من الهواء الذي بقي في عجلات نموذج حل الدولتين. استقبل اليسار التنازل عن الضم كتحطيم للبيضة التي لم تولد، حيث اشترط ترامب الضم بتأييد حزب “أزرق أبيض”، الذي وضع الفيتو على هذه العملية. وحسب الخطة، يتعلق الضم في الضفة الغربية بتنازل إسرائيل عن مناطق داخل حدود الخط الأخضر، الأمر الذي يحتاج إلى أغلبية 80 عضو كنيست وإجراء استفتاء.

أتفق مع رأي عودة بشارات، (“لو كنت تعيش في غزة”، “هآرتس”، 17/9) ورأي افنير غبرياهو (“ليس من المؤسف انتقاد اتفاق متهكم واستقوائي”، “هآرتس”، 22/9)، لأن الدفع قدماً بالعلاقات مع دول الخليج استهدف في الأساس صرف أنظار العالم عن تعميق سيطرة إسرائيل على ملايين الفلسطينيين. وحسب معرفتي بالاثنين، أود الاحتجاج على محاولة محرر “هآرتس”، ألوف بن، عرض الذين يشككون بنوايا نتنياهو وترامب للسلام ويقاومون الاحتلال ومظالمه على أنهما توأم سيامي لليمين المتطرف (“يا معارضي كل الاتفاقات اتحدوا”، “هآرتس”، 29/9). إن ربط سادة البلاد ومن يقاتلون من أجل حقوق الإنسان معاً يتجاهل الجانب القيمي – الأخلاقي للشرخ الإسرائيلي الداخلي.

وأتذكر جيداً القشعريرة التي أصابتني عند مشاهدة الرئيس السادات وهو يطل من باب الطائرة. لا أستطيع تخيّل إسرائيلي يحب السلام وهو يلوح أمامه بلافتة كتب عليها “خائن، عد إلى بيتك” و”اذهب من هنا، أيها الديكتاتور”، مثلما يتخيل ألوف بن. هل كان السلام مع مصر خطأ؟، تساءل ألوف بن. و”هل كان من الأفضل مواصلة الحروب إلى حين انتهاء الاحتلال وتحقيق العدالة للفلسطينيين؟ بالطبع، السلام مع مصر لم يكن خطأ، ومن المؤسف أن فوتت إسرائيل هذه الفرصة عشية حرب يوم الغفران. ولكن لو عرفنا في حينه، عندما كان ألوف بن في الصف العاشر، أن بيغن كان ينوي خداع السادات ودفن القسم الفلسطيني في اتفاق السلام مع مصر تحت مشروع الاستيطان (أقل من 10 آلاف مستوطن في 1977 إلى 450 ألف مستوطن الآن)، فإن فرحة السلام الوحيد كانت أقل احتمالية.

لقد حان الوقت كي نذكر أن إسرائيل تعهدت في اتفاق كامب ديفيد بالتوصل إلى اتفاق عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط على قاعدة قرارات مجلس الأمن 242 و338. ويبدو أن هذه القرارات ليس لها أي ذكر في الاتفاقات مع الإمارات والبحرين.

لغرض النقاش، سنضع جانباً تحقيق العدالة للفلسطينيين، وسنركز على تحقيق العدالة لنا نحن الإسرائيليين. هل هناك شيء أكثر عدالة من إنهاء الاحتلال وإنهاء النزاع مع الفلسطينيين وضمان استمرار وجود إسرائيل كدولة ديمقراطية مع حضور يهودي راسخ؟ من هنا نصل إلى سؤال: هل يسبق مصالحنا عملية استهدفت دفع هذه المسألة الوجودية إلى تحت بساط الفنادق الفاخرة في أبو ظبي، أم يغرقنا في مستنقع وحل ثنائي القومية؟ مثل الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، استهدف “السلام مقابل السلام” الذي وقع مع إمارات النفط إفشال احتمالية حل متفق عليه يستند إلى تقسيم المنطقة الجغرافية التي تقع بين البحر والنهر.

حتى يوم الغفران المقبل، سوف تستخدم الحكومة الأمريكية الجديدة، بمساعدة مصر والسعودية، الاتفاقات مع الإمارات والبحرين كرافعة لتقليص الاحتلال في الطريق إلى إنهائه الكامل، في الوقت الذي ستكون فيه إسرائيل مقيدة بتجميد الاستيطان. وإذا تحقق عدل كهذا يثير الشفقة فسأقف مع أصدقائي في أول الطابور للترحيب بالحجاج الذين سيأتون بأعداد كبيرة من الدول العربية إلى القدس، العاصمة المشتركة لإسرائيل وفلسطين. يا صديقي ألوف بن، إني على ثقة بأنك ستأتي أيضاً. هل تعرف أحداً من اليمين سينضم إلينا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى