هآرتس – بقلم عكيفا الدار – السلام مقابل السلام؟ نتنياهو دفعبأغلى العملات لليمين: اراضي ارض اسرائيل
هآرتس – بقلم عكيفا الدار – 17/9/2020
“ لو أن اتفاقات كتلك التي وقع عليها نتنياهو تم عقدها من قبل سياسيليس من جماعة الليكود، فان نتنياهو كان سيعود الى الشرفة واصدقاءهكانوا سيخرجون ملابس الـ اس.اس من النفتالين “.
من يهمه ما هو مكتوب في اتفاقات السلام – التطبيع مع اتحادالامارات والبحرين؟ يكفينا أن الفلسطينيين “غاضبين” وأن الايرانيين“ينفجرون غضبا“. اذا كانت قصة الغرام مع امارات النفط هي شر بالنسبةلهم، فهي بالضرورة جيدة لليهود، بالاساس لليمين وللمستوطنين. ولكن هذاليس دائما. في حالتنا هذا السلام “التاريخي” مع دول لم تحارب في أي يومضدنا كان يجب أن يثير الهستيريا في اوساط الليكود ومرورا بمجلس“يشع“. الصفقة التي وقع عليها نتنياهو هي “السلام مقابل السلام“، كماكان تقديم السيجار والشمبانيا والمجوهرات لبلفور، يعتبر كهدية بين اصدقاء.
يكفي تصفح الوثيقة التي نشرتها الجامعة العربية في نهاية قمة وزراءالخارجية التي عقدت في يوم الاربعاء الماضي من اجل الفهم بأن نتنياهودفع مقابل السلام بالعملة الاغلى على اليمين: اراضي ارض اسرائيل. الوثيقةتربط الاتفاق مع الامارات بتعهد مبدئي بمبادرة السلام العربية، التي تربطالتطبيع بانسحاب اسرائيل الى حدود حزيران 1967 (مع تعديلات حدوديةمتفق عليها) وحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين. ليس هذا فقط، القراريؤكد التزام اسرائيل بالتراجع عن خطة الضم، وحتى الامتناع عن الضمالفعلي.
يبدو أن خطة “إي 1″ لربط معاليه ادوميم بالقدس، ستواصل مراكمةالغبار عليها، وربما كذلك ايضا القرار باخلاء القرية البدوية، الخان الاحمر. ولم نقل أي شيء بعد عن صفقة السلام مقابل سلاح امريكي متطور لدولةعربية. كما أننا لم نتطرق للحساب الذي سيدفعه الديمقراطيون لاسرائيل اذالم تساعد المساهمة التي قدمها نتنياهو لحملة الحزب الخصم في ابقائه فيالسلطة.
عن سؤال هل يوجد لرئيس حكومة تتم محاكمته على قضايا جنائية،تفويض شعبي واخلاقي من اجل البت في “قضايا مصيرية لدولة اسرائيل“،أجاب نتنياهو في 2008 عندما أدار رئيس حكومة في حينه، اهود اولمرت،مفاوضات متقدمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. “هناك خوف – وهوخوف ليس بدون اساس، بأنه سيتخذ قرارات على اساس المصلحةالشخصية لبقائه السياسي، وليس طبقا للمصلحة الوطنية“، قال نتنياهو فيحينه عن اولمرت بأنه “يوجد في هذه الضائقة الخاصة – العميقة جدا“.
المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، قال إن تقديم لوائحاتهام ضد نتنياهو تسحب منه الحق في التدخل في اختيار المدعي العامللدولة والمفتش العام للشرطة وكذلك التدخل في مبادرات تشريع حكومية، مثلالقانون الفرنسي وفقرة الاستقواء. ولكن ماذا بشأن حق المتهم نتنياهو فيالبت في “امور مصيرية لشعب اسرائيل“، كما وصف رئيس المعارضةنتنياهو الاتفاقات السياسية؟ هل يعتقد المستشار أن الاتفاقات مع اتحادالامارات والبحرين، مقابل الغاء خطة الضم، وبشكل خاص توقيت العملية، لمتستهدف تضخيم اسم المتهم بصفر اضافي؟.
في مكتب المستشار القانوني للحكومة كان بامكان مندلبليت أن يجدرأي قانوني يتعلق بهذا الامر الذي كتبه في الماضي المستشار اليكيمروبنشتاين. عشية انتخابات 2001 كتب روبنشتاين، الذي اصبح بعد ذلكنائب رئيسة المحكمة العليا، لرئيس الحكومة في حينه اهود باراك، بأنه فيايام كهذه يجب على الحكومة الامتناع بقدر الامكان عن اجراء تغييراتجوهرية، “بالاحرى، في الوقت الذي تكون فيه المفاوضات والاتفاق تجريعشية الانتخابات، حتى لا تثير القلق، ولو ظاهريا، بأنه تم التوصل الى هذهالاتفاقات لاعتبارات خارجية“. مندلبليت يجب عليه فقط أن يغير كلمات “عشيةالانتخابات” بـ “عشية افتتاح المحاكمة الجنائية لرئيس الحكومة“.
إن رأي روبنشتاين تطرق الى قرار باراك استئناف المفاوضات معالفلسطينيين، في محاولة اخرى لوضع حد لسفك الدماء. خلافا لنتنياهو،باراك فعل ذلك بشكل علني وبتعاون كامل من كل اعضاء الائتلاف. اعضاءالليكود انقضوا في حينه على رأي المستشار كمن وجدوا غنيمة كبيرة. وقداعلنوا بأن باراك “الذي فقد التفويض الاخلاقي والجماهيري والبرلماني لاجراءمفاوضات، فقد اليوم ايضا التفويض القضائي والقانوني“.
هؤلاء هم نفس الاشخاص الذين يملأون افواههم بالماء عندما يتنازلزعيمهم المخادع عن السيادة في يهودا والسامرة. صفقة مشابهة لو كانتعقدت من قبل سياسي ليس من جماعتهم، فان نتنياهو كان سيعود الىالشرفة واصدقاءه كانوا سيخرجون ملابس الـ اس.اس من النفتالين.