ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عكيفا الدار – الجيش الاسرائيلي يوجد “من اجلهم”،  من الواضح من أجل من

هآرتس – بقلم  عكيفا الدار – 10/10/2021

” لم يحصل أي ضابط أو أي جندي على ترقية أو على وسام بسبب الشجاعة في الدفاع عن قرية فلسطينية من المستوطنين المشاغبين  “.

كيف يعقل أن الجيش الاقوى في الشرق الاوسط لا ينجح في الدفاع عن بضع مئات، وربما آلاف، من المواطنين الفلسطينيين في منطقة صغيرة جدا تقع تحت السيطرة الحصرية لدولة اسرائيل؟ كيف يعقل أن الشباك يعثر بسرعة على ارهابي فلسطيني قام باقتحام مستوطنة تحت جنح الظلام وتسبب بالضرر لولد يهودي، في حين أن نفس الجهاز الامني اللامع يجد صعوبة في القاء القبض على ارهابي يهودي قام في وضح النهار باقتحام قرية فلسطينية واصاب رأس محمد حمامدة ابن 3 سنوات؟.

ما السبب في أن الجيش الاسرائيلي لا يحرك أي ساكن ضد مستوطن أخذ سلاح جندي من اجل اطلاق النار على الفلسطينيين؟ لماذا الشاب الفلسطيني الذي يتجرأ على القاء حجر على جندي اسرائيلي يعرف أنه يضع روحه على كفه، في حين أن فتى من “شبيبة التلال” اليهودي الذي يضرب الجندي لدينا يضحك طوال الطريق وهو في طريق العودة الى حي الجريمة الذي يعيش فيه والمسمى بؤرة استيطانية.

مصادر في جهاز الامن اشارت الى قتل استر هورغن على أيدي فلسطيني، وموت اهافياصانداك الذي قتل في مطاردة للشرطة في كانون الاول 2020 يعتبر نقطة “انعطافة” في الجريمة الوطنية المتطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة، 416 حادثة في النصف الاول من العام 2021 مقابل 507 حادثة في عام 2020 و363 حادثة في 2019. هذا التفسير هو ذر للرماد في العيون. ظاهرة “تدفيع الثمن” (لأن “الثأر” و”شرف العائلة” يوجدان فقط لدى ابناء عمنا)، وهذا اختراع آخر لمغسلة الكلمات. في كل هذه القصة لا يوجد نقاط انعطافة. فطالما أن الاحتلال مستمر ومعه مشروع الاستيطان والبؤر الاستيطانية سيكون هناك المزيد من اعياد نزول التوراة بانتظارنا. 

الفلسطينيون الذين صمموا على البقاء في بيوتهم في 1967، مثل اخوتهم الذين لم يهربوا أو يتم طردهم في 1948، كانوا وما يزالون في نظر معظم الاسرائيليين مكرهة ديمغرافية – امنية – دعائية. “النجاح الكبير” لاتفاق اوسلو هو أننا نجحنا في التخفيف من معظم عبئهم الديمغرافي – الاجتماعي، وفي نفس الوقت ابقاء السيطرة الامنية عليهم في أيدينا. بقينا مع 200 ألف شخص يعيشون في مناطق ج، رجال ونساء واطفال، وهم يزعجون عملية الاخلاء – البناء، اخلاء العرب والبناء لليهود. في هذا المشروع يشارك سياسيون ومستوطنون وضباط كبار في الطريق الى عالم السياسة.

بشكل رسمي، حسب اتفاق اوسلو والقانون الدولي، الجيش الاسرائيلي هو المسؤول عن أمن ورفاه جميع سكان المناطق ج (60 في المئة من اراضي الضفة)، يهود وعرب. ولكن الرسالة التي يتم ارسالها للضباط والجنود على الارض هي أن مهمتهم حماية اليهود. أي عسكري لم يحصل على ترقية أو على وسام بفضل شجاعته والجرأة التي اظهرها في الدفاع عن قرية فلسطينية، أو اخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية. يجب الأمل بأن بادرة حسن النية النادرة لقائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، الذي قام بزيارة خربة المفقرة، لن تقصر حياته العسكرية. 

عاموس هرئيل، المحلل العسكري في “هآرتس”، الذي شارك في احتفال استبدال الوظائف في قيادة المنطقة الوسطى في 2002، كتب بأن الاحتفال تأخر لأن المدير العام لمجلس “يشع”، بنتسي ليبرمان، تأخر في القدوم. “لننتظر قليلا”، طلبت الضابطة المشرفة على الاحتفال. “في نهاية المطاف نحن هنا من اجلهم”. هذا صحيح. العفو، من اجلهم وليس من اجل الفلسطينيين. ولكن “من اجلهم” لا يعني فقط حماية سلامة وممتلكات المستوطنين. الجيش الاسرائيلي هو لبنة اساسية في آلية تطهير المنطقة من تهديد الفلسطينيين، من اجل توسع المناطق التي يعيش فيها اليهود.
حاييم لفنسون كتب في تموز 2015 بأن معظم اراضي الفلسطينيين الخاصة، التي تمت مصادرتها لاقامة منطقة امنية فاصلة “تم ضمها للمستوطنات المجاورة”، ضمن امور اخرى، لاهداف السكن والزراعة. واقتحام آلاف الدونمات للاراضيالمفلوحة تمت حمايته بأوامر وضع اليد لغرض الامن، التي اصدرها قادة المنطقة الوسطى على اجيالهم. اضافة الى ذلك، خُمس اراضي الضفة الغربية تم الاعلان عنها “مناطق تدريب”، يحظر على الفلسطينيين السكن فيها أو زراعتها. في نفس السنة، في الوقت الذي هدمت فيه الادارة المدنية مبان بناها الفلسطينيون في مناطق التدريب في غور الاردن، قام قائد المنطقة الوسطى بالغاء أمر منطقة تدريب في نفس المنطقة من اجل السماح بتوسيع مستوطنة معاليه ادوميم. 

بالنسبة لمعظم الاسرائيليين، الذين خدموا في المناطق المحتلة والشباب الذين سيتم ارسالهم الى هناك، الفلسطيني هو شخص لا ملامح له ورمم لهم البيت، أو الفتى الذي لا اسم له والذي جلب الارسالية من البقالة. أنا لن أنسى في حياتي المكالمة الهاتفية التي اجريتها عندما كنت مراسل شاب في الاذاعة، مع ضابط الشرطة الكبير في مركز شرطة بيت لحم. اردت أن اعرف عن وضع المصابين في حادث الطرق الصعب الذي حدث على مدخل بيت لحم. ن.ب، أي “دقق جيدا” اجاب الضابط بهدوء، “لا توجد لك قصة”. بلغة الشرطة ن.ب تعني “اضرار بالممتلكات فقط” بدون اضرار بالأرواح. “لكني سمعت أنه يوجد قتلى”، شددت السؤال. “كما قلت لك، اضرار بالممتلكات فقط”، ابتسم الضابط. “كم قتيل عربي”. منذ ذلك الحين أنا أتجنب استخدام مصطلح ن.ب في أي سياق. 

نائب قائد الكتيبة الذي اصاب ناشط السلام الاسرائيلي تمت تبرئته، فقط وجه له توبيخ، وقام بالتحلية، مهاجمة راعي فلسطيني. هو ليس نبتة غريبة، فقد ارسلوه كي يكون هناك من اجلهم، أي من اجل اليهود، وليس من اجل “العرب” أو من اجل اصدقائهم “اليساريين”. بالنسبة له، ما حدث في عيد نزول التوراة في خربة المفقرة هو ن.ب (اضرار بالممتلكات فقط).

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى