ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عبد ل. عزب – يجب عليك قول نعم لبني غانتس

هآرتس – بقلم  عبد ل. عزب – 19/11/2019

في العام 1981 نزلت على والدي كارثتين، وقد كانتا المرتين الوحيدتين اللتين رأيته يبكي فيهما: والدته، الزعيمة التي لا يوجد خلاف عليها لقبيلتنا، توفيت في سن 118 سنة. وفرسه البيضاء المحببة والمفضلة ماتت. بعد انهاء العزاء المزدوج قام بشراء فرس، التي بالطبع لم تحظ بشيء من المحبة التي اعطاها للفرس الاولى. ذات يوم ربيعي قلت له: جدي، أريد جولة على الفرس. وأنا لم أكن في أي يوم فارس مغوار أو حتى قريبا من ذلك. وهو قال لي: ها هي الفرس قرب شجرة التين الكبيرة، اذهب واركبها كما تريد. أنا تقدمت ولكن الفرس وقفت على ارجلها الخلفية وهددت بالرفس ولم تسمح لي بامتطائها. عدت لجدي وقلت له: يا جدي، ما هذه الفرس المتوحشة، هي لا تسمح لي بركوبها. وقال لي: تعال معي. تقدمنا من الفرس وأمسك بالسرج وقال لي اركب. الفرس حاولت المعارضة، لكن جدي (81 سنة في حينه) ثبتها على الارض بقوة وأنا امتطيتها. وفي طريق العودة الى البيت وهو يضع يديه خلف ظهره قال لي جدي جملة مستهزئة عن الشباب أمثالي – أنا حفيده المحبوب عليه.

أيمن عودة، لقد حان وقت زعامتك. أنت غير مطلوب منك هنا اخضاع فرس جامحة، بل مسخ كبير مخيف: المعارضة الطبيعية المفهومة والمبررة لحكومة برئاسة بني غانتس. أنا لست من أتباع هذا الشخص، وأنا بعيد عن ذلك. هو يميني، ويجر وراءه مجموعة يمينية تكره “الزعبيين” وغيرهم الكثير. ولكنك تعرف معنى المثل العربي “قال له ما الذي يجبرك على شرب المر. واجابه: الأمر منه”

أنت القائد وأنا المواطن العادي، متفقين في الآراء وتشاركنا فيها الاغلبية الساحقة من مواطني اسرائيل العرب. نحن نريد أن نكون شركاء كاملين في المجتمع الاسرائيل من ناحية سياسية واقتصادية وثقافية، وفي أي مجال اجتماعي آخر. 

منذ قيام دولة اسرائيل وحكوماتها المختلفة، بما فيها الحكومات المدعومة من اليسار، لم تسمح لنا بذلك. ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نكون صادقين ونعترف بأننا نحن ايضا لم نكن متحمسين للشراكة. في معظم الحالات خفنا من ذلك. ومؤخرا أسمع بأننا قريبا سنفوت كما يبدو فرصة اخرى للتأثير، وأن لا نكون شركاء، ليس كاملين أو قريبين من ذلك، لكن شركاء لنا تأثير. غانتس بحاجة الينا، وفقط شخص غبي سيعتقد بأننا لا نحتاج اليه حتى اكثر.

غانتس ليس طموحنا. أنا كنت ارغب جدا في أرى نتسان هوروفيتس وستاف شبير وأنت وحتى اهود باراك رئيسا للحكومة. ولكن في الوضع الحالي امامنا خياران، الاول هو بنيامين نتنياهو، وكل من يتنافس معه على رئاسة الحكومة هو افضل بالنسبة لنا منه. نتنياهو هو رمز لجهاز الكراهية، هو نبع متدفق للتحريض الذي مع مرور الوقت نسبة السموم فيه ترتفع وتدفقه يزداد. نتنياهو هو كل ما يجب على شخص عقلاني ويحب السلام والاستقرار والأمن أن يرفضه. وهو وحده خطير بما فيه الكفاية. هو شخص عنصري وكاره بدرجة لا تسمح بأن يتسرب الى قلبك، يا أيمن، التفكير بدعم غانتس.

غانتس هو شخص يميني وعسكري. وحسب رأيي هذا عيب كبير. ولكنه ليس خطيبا طليقا باللغة الانجليزية وليس ديماغوجيا. ولكن الطريقة الاسرائيلية المباشرة والتي تميزه مع افلام الرعب في بداية حملته الانتخابية جعلت الدم يغلي في عروقي وجعلتني أفكر بأنه من الافضل بقاء نتنياهو. على الأقل هذا شر نعرفه.

ولكن هناك امور غيرت رأيي. الاول، سلوك وتصريحات نتنياهو، الذي منذ فشله في انتخابات نيسان لا يوفر أي جهد من اجل التحريض ضد العرب وقادتهم وكل من يفكر بالشراكة معهم. وقد انتقل من الشعارات الكاذبة المحببة جدا على مؤيديه وكأن اعضاء الكنيست العرب يؤيدون الارهاب، الى التحريض الحقير: الآن هو يقول إن اعضاء الكنيست العرب يريدون القضاء على دولة اسرائيل.

الثاني هو غانتس نفسه. تصريحاته اصبحت معتدلة، من الواضح أنها لم تصبح معتدلة بشكل كاف، لكن هذا الشخص يجري اتصالات مستمرة تقريبا مع اعضاء القائمة المشتركة، رغم تحريض نتنياهو وليبرمان هو لا يستبعد أبدا أي شراكة من أي نوع، خلافا لتصريحاته في بداية حملته الانتخابية. لقد اكتشف كما يبدو أن مواطني اسرائيل العرب يمكنهم ليس فقط مساعدته على تشكيل الحكومة، بل أن يكونوا شركاء مفيدين وداعمين اكثر من الاصوليين، على سبيل المثال، الذين يمكنهم العودة الى احضان اليمين في أي وقت. 

يا عودة، أنت الآن تقف امام لحظة تاريخية، وليس أقل من ذلك. ولا يجب عليك اغلاق أنفك وتأييد غانتس، بالعكس، يجب عليك فتح جميع حواسك، وقم باجراء مفاوضات ائتلافية من خلال التمسك الشديد بالمباديء. ولكن في نفس الوقت، من خلال الأخذ في الحسبان لمباديء الشخص الذي يوجد امامك. يجب عليك اجراء المفاوضات بتصميم وتصلب، لكن مع نظرة الى الذين يقفون امامك كشركاء وليس كأداء. لا تقم باعطائهم أي شيء بالمجان، لكن قم باعطائهم اكثر وأفضل ما يمكنك اعطاءه لهم.

أنا أرتعش من مجرد التفكير بأننا نحن العرب ربما سنكون الذين أبقوا حكم الكراهية والتحريض لنتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى