هآرتس – بقلم عامي ايلون – عومر بارليف لم يرتبك

هآرتس – بقلم عامي ايلون – 30/12/2021
” الدرس الذي تعلمه بارليف ولم يتعلمه من يقفون ضده هو أن حفنة المستوطنين العنيفين هم جزء صغير من طرف جبل الجليد لظاهرة الارهاب اليهودي “.
عومر بارليف، المقاتل الشجاع والذي كان قائد دورية هيئة الاركان، تحولفي الشبكات الاجتماعي الى “خائن” و”قاتل” و”ارهابي”. ومن بين الذين اعلنوا “دماء القتلى اليهود على يديك”، كان ايضا رؤساء سلطات وشخصيات عامة. بالنسبة لهم خطأه لا يغتفر. فقد قال الحقيقة. في اللقاء مع دبلوماسية امريكية استخدم الوزير بارليف التعبير الذي يعكس الوضع القائم وهو “عنف المستوطنين”. موجة الوحل التي القيت عليه ردا على ذلك تظهر بأن العبرة من قتل رئيس الحكومة اسحق رابين لم يتم استخلاصها. ايضا بعد قرار الشباك وضع حراسة على بارليف المهدد فان الوزيرة اييلت شكيد تصب الزيت على النار وتواصل الافتراء عليه باتهامات لا اساس لها وبذلك هي تدافع عن المستوطنين الذين يتصرفون بصورة عنيفة.
من يهاجمون بارليف يسارعون الى توسيع مفهوم “ارهاب” عندما يكون من ينفذون اعمال العنف من الفلسطينيين. إن مس الفلسطينيين بجنود الجيش الاسرائيلي الذين يخدمون في المناطق يعتبر ارهاب. ولكن الضرر الذي يلحقه اليهود بالفلسطينيين الابرياء يسمى “جريمة قومية متطرفة” و”عملية تدفيع ثمن” و”عنف شبيبة التلال”. إن رفض تسمية اليهودي باسمه واستخدام كلمات مغسولة يمكن الذين يدعون الصدق في اوساطنا من غسل ايديهم وتجاهل التداعيات القاسية لظاهرة الارهاب اليهودي. هذه ظاهرة تتحدى مؤسسات السلطة وتفكك الهيئة الرسمية لاسرائيل ومستقبل الدولة. ورغم ذلك، هناك وزراء واعضاء كنيست يتجاهلون هذا الخطر ويعتبرونه ظاهرة هامشية، وحتى مبررة، ازاء عنف الفلسطينيين.
يجب القول بصوت واضح بأنه يوجد ارهاب يهودي!، الارهاب هو الذي أدى الى قتل رابين واحراق عائلة دوابشة. هذا هو الارهاب الذي أدى الى احراق الفتى محمد أبو خضير وهو على قيد الحياة، وهو الارهاب الذي أدى الى قتل فلسطينيين ابرياء واصابة فلسطينيين آخرين من قبل اليهود. ايضا تخريب ممتلكات الفلسطينيين مثل اقتلاع اشجار الزيتون واحراق حقول وتخريب في البيوت وتخريب سيارات ومصادر مياه، هي اعمال ارهابية اجرامية. من الضروري التوضيح: العمل الارهابي هو كل عمل استهدف تحقيق هدف سياسي عن طريق الاضرار المتعمد بالمدنيين، والمس بروح أو ممتلكات، بدون صلة بهوية المنفذ، سواء كان فلسطيني أو يهودي.
لذلك، من الجدير التوضيح للوزيرة شكيد والوزير متان كهانا واعضاء الكنيست الذين يدافعون علنا عن الارهاب اليهودي بأن الوزير بارليف لم يرتبك. فهو يعرف جيدا الخطر المحدق بالدولة بسبب عنف هؤلاء المشاغبين الذين يعتبرون انفسهم مواصلي درب نشطاء “التنظيم السري اليهودي” والحاخام مئير كهانا، ويتماهون مع باروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصلي مسلم في الحرم الابراهيمي، ويعتبرون يغئال عمير نموذج يحتذى به.
الدرس الذي تعلمه بارليف، ولم يتعلمه من يقفون ضده، هو أن حفنة النشطاء العنيفين هؤلاء هي فقط طرف جبل الجليد. رابين قتل على يد يغئال عمير الذي اعتبر نفسه رسول للجمهور ولم يكن ليعمل في غياب شروط اخرى: مجموعة اجتماعية قريبة تؤيد الفكرة. زعماء دينيون يرسمون ايديولوجيا تغير قواعد الاخلاق وتحول القتل الى أمر مشروع، وزعامة سياسية تغض الطرف عن الدعوات للقتل، وهو غض طرف يفسر كتأييد بالنسبة للنشطاء الارهابيين.
قتل رابين علم بأن الكلمات تقتل. كلمات مثل “نازي” و”خائن” و”مجرم” “يديه ملطخة بدماء اليهود” يتم تفسيرها في نظر يهود مشاغبين خارجين عن القانون كاذن للقتل. من يقولون إن الامر يتعلق بحفنة هم صادقون – بضع مئات على اكثر تقدير، وأن معظم المستوطنين هم ملتزمون بالقانون – ملح الارض ومن يعتبرون انفسهم مواصلي درب طلائعيي الاستيطان العامل. ولكنهم مخطئون جدا الذين يصمتون واحيانا حتى يغفرون لنشطاء الارهاب اليهودي، لكونهم لا يقومون بادانة الارهابيين اليهود بشكل واضح ولا يسمونهم باسمهم، وبهذا فانهم يعطونهم الدعم.
بارليف حارب الارهاب كجندي وقائد طوال سنين. وهو يواصل حمل هذا العبء ايضا في مهمته كوزير للامن الداخلي. من اجل الصمود في وجه التحديات يجب التمسك بالحقيقة بشجاعة. وخلافا لمنتقديه فان بارليف يقف بحزم في هذه الامتحانات الصعبة.