ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هريئيل – من المراكز التجارية وحتى السعودية :نظام الحكم تغيّر، الاسرائيليون لم يتم ابلاغهم بالتغييرات

هآرتس – بقلم عاموس هريئيل – 4/12/2020

معالجة الكورونا، الازمة الاقتصادية وكذلك خصي جهاز الامن. في الطريق الى الانتخابات الدولة مشلولة. ليس فقط طهران: حتى ادارة بايدن فقط من شأنها ان ترد على طريقتها على الاغتيال في طهران “.

في السنة الاخيرة تم تغيير طريقة الحكم في اسرائيل. ولكن فقط المواطنين هم الذين لم يتم ابلاغهم بالتحديثات. الطريقة المتفق عليها والتي طبقاً لها تم ادارة بموجبها ادارة العمل بصورة جماعية واتخذت هنا معظم القرارات الحاسمة طوال عقود عديدة كفّت فعلياً عن العمل. هذا هو الاستنتاج الذي يظهر تقريباً من كل محادثة مع شاغلي المناصب الرفيعة في الحاضر والماضي. الجهاز الحكومي محطم، ومثله ايضاً المؤسسة الامني، كلاهما ايضاً يمران بتفكك عميق وممنهج الى درجة التحطم.

لب المشكلة يكمن في الازمة السياسية النابعة من جهود نتنياهو للتمسك بالسلطة رغم لائحة الاتهام الثلاثية ضده. ان عدم القدرة على الوصول الى حسم في ثلاث جولات انتخابية اجرب نتنياهو على انشاء ما وصف بانه حكومة طوارئ وطنية لمحاربة فايروس الكورونا، ولكن هذا المشروع لم يغادر المحطة في أي وقت من الاوقات. نتنياهو وشركائه من ازرق ابيض عالقين في إئتلاف معظم انشغاله في معارك استنزاف متبادلة، مع بذل جهود لافشال احدهما الاخر. النتائج تظهر في كل خطوة وعلى كل شبر، في القرارات المتعلقة بالتعامل مع الكورونا، وبالشلل الاقتصادي ومؤخراً ايضاً بخطوات سياسية وامنية هامة. هذا الوضع يقود قريباً هكذا يبدو الى حل الإئتلاف والى جولة انتخاب رابعة خلال سنتين.

في قضية الكورونا الامر تجسد جيداً في مهزلة المولات في نهاية الاسبوع الماضي. بتوجيه من الحكومة فتح عدد قليل من المولات بالتحديد في “بلاك فراي داي” واستناداً الى حسابات اكتظاظ مضللة. ان تجمع الجمهور، نتيجة لسلوك خاطئ ويشوبه الاهمال من الحكومة، من شأنه ان يزيد من الارتفاع في الاصابة، ويؤخر القيام بتسهيلات اكثر ضرورة مثل استمرار فتح نظام التعليم.

لقد كتب الكثيرر عن التجميد الذي أدى الى رفض نتنياهو المصادقة على الموازنة من اجل ان يتبقى له فتحة للهرب الى انتخابات. في وزارة المالية ينشغل بالاساس هورودس في تصفية اعشاش المقاومة الاخيرة، من جانب موظفين يرفضون الاعتراف بعظمته. قسم الموازنات مشلول ومكتئب. مدير عام مكتب رئيس الحكومة تحول الى وظيفة قائمين بالاعمال والذين تعتبر الوظيفة اكبر من مقاساتهم. الخطة متعددة السنوات للجيش الاسرائيلي هي احد المتضررين الرئيسيين من هذا الوضع. رئيس الاركان افيف كوخابي يبذل جهوداً كبيرة في تحويل موازنات داخلية في الجيش في محاولة لتطبيق جزء من مباديء الخطة. ولكن فعلياً ليس فقط ان الدولة تدار بدون موازنة طوال سنتين بل من المرجح ان الذهاب الى جولة انتخابات رابعة سوف يجمد موازنة الدولة حتى طوال معظم سنة2021. فيي مثل هذه الظروف فان الخطة متعددة السنوات والتي من شأنها ان تحدد ملامح الجيش الاسرائيلي للعقود القادمة تعتبر كسيناريو متفائل احتمالات تحقيقه ضئيلة جداً ومن المتوقع ان تمر بتقليص كبير ازاء العجز الموازناتي التي تسببت به الكورونا.

المجال الحساس والاكثر تعقيداً في تشغيل القوى السكرية يتعلق بالحوار ما بين المستوى السياسي والمستويات المهنية، في الجيش الاسرائيلي وفي اذرعة الامن الاخرى. ولكن حوار كهذا تحول الى امر غير فعال عندما يكون النظام الاساسي لا يعمل. حسب قانون الاساس: الجيش، فإن الجيش الاسرئيلي خاضع لإمرة الحكومة. المشكلة هي ان الحكومة غير موجودة. ثمة فقط رئيس حكومة، والذي يدير الدولة مع حفنة من المخلصين والمقربين، مع ابعاد وزراء حزبه وبالتأكيد وزراء الحزب الخصم. الكابينت السياسي الامني، والذي يقل من اجتماعاته، ليس موجوداً تقريباً ففي الصورة. ومثله ايضاً وزراء الدفاع والخارجية بيني جانتس وجابي اشكنازي.

العميد “احتياط” اساف اوريون كان رئيس للواء الاستراتيجي في قسم التخطيط في هيئة الاركان العامة. اوريون الذي يعمل اليوم في معهد ابحاث الامن القومي يقول ان هذا هو “واقع جديد ومضلل، فيه نحن نستخدم الكلمات القديمة بدون ان نفهم انه ليس بامكانها وصف الوضع الجديد. تحت القشرة المعروفة للمؤسسات والمنظمات لم يعد يوجد الكيانات التي عرفناها. نظراً لان كل شئ يحدث خلال عملية طبخ بطيئة، عندمت ترتفع فيها الحرارة في كل مرة درجة واحدة، فاننا لا نلاحظ ذلك حين حدوثه”.

بعد اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده، اوردت وسائل الاعلام في اسرائيل بانه اذا كان الامر يتعلق بعملية اسرائيلية، يبدو انه في هذه المرة قد تم اشراك قيادة وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي في حينه بالسر. أي شعور بالراحة شعره جانتس واشكنازي؟. على الاقل هذه المرة سمعا عن ذلك قبل الصحافيين.

هذا لم يحدث عندما عقد نتنياهو سراً اتفاقات التطبيع مع اتحاد الامارات ولم يخبرهما بالاتصالات الامريكية ببيع طائرات “ف 35” المتطورة للامارات واخيراً لم يخبرهما بسفره الشهر الماضي بالسعودية ليلتقي سراً بولي العهد محمد بن سلمان. التي عرفوا عنها في الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية فقط من خلال تلميح على التويتر من مستشار الاتصال لدى نتنياهو.

حتى في المفاوضات الجارية مؤخراً مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية يقود النقاش وزارة الطاقة وليس وزارة الخارجية. هذه المسألة التي في الماضي يشارك بها 5 جهات مختلفة تدار اليوم من قبل شخص واح وهو مستشار  الامن القومي ميئير بن شابات.

بالنسبة لاوريون، مثلما بالنسبة لشخصيات رفيعة اخرى سابقة، فان القشة التي قسمت ظهر البعير كانت زيارة السعودية. وهو يقول “لقد علمتنا السنين ان هنالك سلسلة وظيفية، الكل يحترمها وان النقاش السياسي- العسكري يرتكز على ثقة بين الطرفين ولكن ماذا تبقى من الثقة؟ ومن يشرف على ذلك؟ لا الكابينت ولا الحكومة وبالتأكيد ليست الكنيست”.

حرب استنزاف

عملية الاغتيال بالقرب من طهران حظيت بمدائح مهنية في وسائل الاعلام الدولية وباعجاب ذاتي، يصل الى حافة النشوة هنا في البلاد. من التقارير يبدو ان الاستخبارات، التخطيط والتنفيذ كان لا يشوبها شائبة. ولكن استعراض الغطرسة ليس في محله. يجدر الانتباه الى التداعيات السلبية المحتملة، من انتقام ايراني فعال وحتى الى حدوث ازمة مع ادارة بايدن والتي ستتولى مهامها بعد حوالي شهر ونصف.

حتى اذا كانت سلسلة النشاطات الاخير، السرية والعلنية، تحبس الانفاس في دقتها وجرأتها، فان الحياة ليس فيلم جيمس بوند. اذا شعرت اسرائيل بانها راضية عن نفسها، في الوقت الذي فيه اجهزة امنها لا تعمل كما يجب وليست متزامنة مع كل الجهات المهنية، فان من شأنها ان تدفع ثمناً باهظاً نتيجة لعملية انتقام ايرانية. لا يجب الاستهانة بتآكل الاجراءات الدارجة. يكفي النظر الى ما حدث لإدارة ترامب في قضية الكورونا. لقد غطى على ال3 سنوات من الفوضى والانحراف عن المعايير الاساسية ازدهار للاقتصاد الامريكي. وعندما جاء الفايروس فان شيئا لم يساعد وانهارت الادارة تحت الضغط بصورة جعلت الرئيس يخسر الانتخابات.

في الصحف كتب الكثير في السنوات الاخيرة عن انهيار حراس العتبة، في الشرطة والجهاز القضائي ولكن الى جانب الصراع القضائي المتخيل الذي يديره ضد “الدولة العميقة”، فإن نتنياهو مشغول في حرب استنزاف هدفها ان يشكل من جديد القيادة الامنية. هذا سيجد تعبيره في السنتين القادمتين في قرارات بشأن هوية رؤساء الشاباك، الموساد وفيما بعد رئيس الاركان القادم. حى اليوم نجاحه في التأثير على هذه التعيينات كان محدوداً واحياناً تسبب له باحباط كبير.

في المرات السابقة وقف امام نتنياهو وزراء دفاع حازمين نسبياً، والذين اثّروا على تعيين رئيس الاركان. هذه المرة التعيينات في القيادة الامنية من شأنها ان تكون جزءاً من صفقة شاملة تتضمن تعيين مفتش عام للشرطة ومدعياً عاماً للدولة. اذا ظلت الحكومة قائمة، مع ذلك، حتى ذلك الحين، فان جانتس سيكون عليه ان يظهر هذه المرة حزماً استثنائياً من اجل الا ينهي هذه لنقاش بهزيمة.

تحذير سابق لأوانه

وزارة الصحة عادت واكدت طوال الاسابيع الاخيرة الارتفاع في عدد المصابين المؤكدين بالكورونا. الوزارة ترفق بهذه البيانات تهديدات باغلاق ثالث في طريقه الينا. فعلياً السبب الاساسي حتى الان في الارتفاع في الاصابات المشخصة هو الارتفاع الكبير في عدد الفحصوات اليومية. في حين انه سجل ارتفاع بسيط نسبياً في  نسبة الفحوصات الايجابية. لقد تراوحت هذا الاسبوع من 2% الى 2.5% مقابل 1.5% الى 2% .

ان خوف وزارة الصحة مفهوم. اذا وجد شعور بأن التطعيم سيكون قريباً فان مزيدا من الاسرائيلين سيستخفون بمخاطره وسيصابون- وسيزيد بذلك خطر المرض والموت لدى المسنين والمصابين بامراض صعبة نظراً لان الكتلة الحاسمة من التطعيمات من المتوقع ان تصل في منتصف السنة القادمة. هنالك حاجة للمحافظة على استجابة جماهيرية للتعليمات على الاقل ذلك الحين.

حتى الان، التحذيرات الاوتوماتيكية من فرض اغلاق ثالث ليست مقنعة، بالاساس عندما يعرض الامر باعتباره طريقة العمل الممكنة الوحيدة. فعلياً، اصبح واضحاً منذ اكثر من شهر ان مركز الاصابة عاد الى الجمهور العربي. هناك يتفشى المرض بمعدل ضعفين اكثر من معدله في مجمل السكان. المشكلة لم تعد تتعلق فقط بالاعراس بل بالعودة الجماعية من زيارات الى تركيا حيث يتجاهل العائدون تعليمات العزل. ولكن استعداد الدولة لتقديم مساعدة للبلدات العربية محدود، في الوقت الذي فيه القرارات التي اتخذت في كابينت الكورونا لا تطبق: لا زيادة الغرامات، ولا زيادة انفاذ القانون، ولا اغلاق في المدن الحمراء وكذلك ايضاً ليس ما كان للحظة يعتبر “حبيب نتنياهو” وهو منع التجول الليلي في المدن البرتقالية.

الاغلاقات هذه المرة هي اقل شمولاً. تحليل البيانات التي يجمعها جوجل يظهر ان الجهور هذه المرة في اغلب دول اوروبا خفّض نشاطاته بحوالي الثلث، مقابل حوالي الثلثين في الشتاء والربيع الموجة الثانية صعبة ولكن حتى الان لم تؤد الى انهيار المستشفيات مثلما حدث في اقليم لومباردا في شمال ايطاليا في الموجة الاولى. لاوروبيون يتعلمون بصورة محزنة التعايش مع المرض حتى وصول التطعيمات بدون اوهام حول احتمالات هزيمته التامة قبل ذلك.

سياسة “صفر كورونا” حظيت¬ بنجاح فقط في دول قليلة. في شرق اسيا وكذلك في استراليا ونيوزيلاندا. في الدول الاسيوية هذا حدث مع اضرار كبير بحريات الفرد، والتي في اغلبها ايضاً هي محدودة في الايام العادية. استراليا ونيوزيلاندا استغلتا كونهما دول جزر والتي فيها اغلاق البوابات عن العالم بسيط نسبياً. معظم الجمهور في كلا الدولتين تماهى مع خطوات الحكومات وكان مستعداً للتضحية المطلوبة منه. ولكن الصيغة التي عملت هناك لا تناسب بالضرورة اوروبا وبالتأكيد لم تطبق في اسرائيل. هنا سيكون هنالك ضرورة بتعامل لطيف حتى وصول التطعيمات وتوزيعها. حقيقة ان الامر سيتم كما يبدو خلال جولة انتخابية اخرى لا يبشر بالخير عن احتمالات للتخلص من الفايروس في اسرائيل قريباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى