ترجمات عبرية

هآرتس– بقلم عاموس هرئيل – معدلات الاصابة في البلدات الحريدية مرتفع، ولكن الحاخامات يصرون على استئناف الدراسة فورا

هآرتس– بقلم  عاموس هرئيل – 12/10/2020

معدل الاصابة يهبط في كل القطاعات، ولكن في المجتمع الحريدي انخفاض بسيط فقط.  يبدو أنه لا مناص من العودة الى نموذج التسهيلات التفاضلي – ولكن من المشكوك فيه أن يحدث هذا “.

في نهاية عيد المظلة يبرز اتجاهان واضحان يتعلقان بانتشار فيروس الكورونا في اسرائيل. الاول حجم الاصابة يواصل الهبوط بكل المعايير المهمة (نسبة الفحوصات الايجابية، نسبة المصابين المؤكدين، عدد المرضى في وضع صعب). الثاني الهبوط واضح في كل القطاعات باستثناء الحريديين، والذي فيه سجل فقط انخفاض بسيط. تجمعات واسعة من الجمهور الحريدي يواصلون تجاهل تعليمات الكورونا بصورة فظة، دون أن تبذل الدولة اي محاولة حقيقية لانفاذ القانون بالقوة.

ان الاصطدام بين كلا هذين التوجهين سيقف في مركز مناقشات كابينتالكورونا، المتوقع انعقاده ثانية غدا. كما يبدو، فان وتيرة الانخفاض في معدل المصابين وفي الفحوصات الايجابية من شأنه ان يسمحباعطاءتسهيلات كبيرة في الاقتصاد. ولكن نظرا لان الامر الذي يحدث في جزء من المجتمع الحريدي أصبح مساويا لعصيان مدني، فليس هنالك مناص من العودة الى نموذج تفاضلي: تسهيلات في المدن الخضراء واغلاق في المدن الحمراء، مع تقديم مساعدة من الدولة، بصورة تساعد في تخفيض معدل الاصابة بالمرض هناك أيضا.

ولكن ما يظهر هو أن الحكومة لا تنوي القيام بذلك. مدير عام وزارة الصحة، البروفيسور حيزي ليفي قال امس لهيئة “كان” بانه من ناحية مهنية فان الاغلاق المشدد يجب أن يستمر فقط في 13 مدينة حمراء. ولكن ليفي اعترف ايضا ان هنالك “استياء حريدي” من النموذج التفاضلي. بكلمات اخرى، النية هي تقديم تسهيلات بالتدريج وبصورة متوازية في كل القطاعات، دون علاقة بالفروقات في معدلات الاصابة بينها، ابتداء من يوم الاحد.

المشكلة تتفاقم بسبب اصرار الحاخامات والسياسيين الحريديين على استئناف الدراسة. في البداية، هذا الاسبوع، طلاب التوراة للعمر الشاب وفي الاسابيع القادمة الدراسة في المدارس الدينية. وفي القيادة الحريدية هنالك خوف شديد من نتائج استمرار اغلاق مؤسسات التعليم؛ الاف الطلاب تسربوا من المدارس الدينية في نهاية الاغلاق الاول في نيسان. وخلال ذلك، في مدن حريدية يتم الابلاغ عن زيادة كبيرة في عدد البيوت المتصلة بالانترنت، بالرغم من حظر الحاخامات لذلك.

من وجهة نظر الحريديين، فان العودة الفورية للدراسة هي خطوة ضرورية ضد ضعف محتمل في العقيدة. ولكن هذا لا يتساوق مع وضع الاصابات في البلدات الحريدية. مؤسسات التعليم من شأنها أن تتحول ثانية الى بؤر عدوى. والاخطر من ذلك يصعب تصديق ان ضعف الجمهور الاسرائيلي سيوافق على تقبل تمييز شديد جدا ضده. حسب خطة الحكومة فانه في باقي مسارات التعليم سيتم في البداية فتح فقط الروضات والصفوف الدنيا. الدراسة في الصفوف العالية ستستأنف فقط قبيل كانون الثاني، في حين ان الحريديين يمكنهم العودة للدراسة تقريبا فورا، رغم تجاهل جزء منهم للتعليمات.

تضليلات متعمدة

ليس فقط في القرارات بشأن الكورونا يبدو ان كل اداء الحكومة خلال الازمة الحالية يتراوح ما بين الخطير مرورا بالمقلق وحتى المتناقض. ان تواصل الاحداث في الايام الاخيرة هو مثال جيد. استقالة مديرة عام وزارة المالية، كيرنتيرنر، استمرارا لاستقالات اخرى في قيادة الوزارة، تعكس شدة الشرخ الموجود ما بين المستوى المهني في الوزارة وبين الوزير اسرائيل كاتس ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. هذا يحدث ايضا بسبب  توتر شخصي مع كاتس وكذلك ازاء اصرار الليكود على القفز عن المصادقة على الموازنة في السنة الحالية، لاعتبارات سياسية فقط.

في ظهور في “حداشوت 13” في نهاية السبت ردد ضابط شرطة اخبار كاذبة تماما والتي اخيطت بغرز خشنة، تقول ان المتظاهرين ضد الفساد يخططون لاستخدام الغاز المدمع ضد رجال الشرطة. في حين ان الوزيرة ميري ريغف انشغلت بما هو مهم حقا – تصفية حسابات مع ايال باركوفيتش الذي تجرأ على أن يقول في القناة 12 بان شخصيات كبيرة في الليكود تتصرف كمنظمة جريمة في دفاعهم عن نتنياهو.

ريغف وجدت امس وقتا للتوجه للمستشار القانوني للحكومة (!) من أجل التدخل ومنع التعيين، النظري تماما، منذ البداية بباركوفيتش كمدرب للمنتخب الاسرائيلي لكرة القدم. هذا كان يمكن أن يكون حقا مضحكا، لولا ان دخلت الدولة في الاسبوع الرابع من الاغلاق والذي فيه تم احصاء اكثر من ثلاثين حالة وفيات بالكورونا في اليوم ومئات الالاف من المواطنين لا يعرفون من اين سيحصلوا على مورد رزقهم.

النظام المتشعب الذي يدافع عن نتنياهو، والذي بصورة مؤسفة ضُم اليه الشرطة، ينشغل بصورة مكثفة بصرف الانظار والتحريض. هذا يتم بسبب الوضع الذي حوصر فيه رئيس الحكومة ما بين استمرار المرض واشتداد المظاهرات. في المقابلة التلفزيونية لريغف لم تستبعد ايضا المزيد من الخدع الاخرى، ابتداء من الادعاء بان دول اوروبا موجودة في حالة اغلاق مثل اسرائيل وحتى كذبة ان معدل الوفيات في اسرائيل هو الاقل في العالم. فعليا، رغم الارتفاع الحاد في معدل الاصابات في اوروبا، ففي هذه اللحظة يكتفون هناك باغلاقات محددة او بتقييدات في الترفيه الليلي في المدن. والوفيات في اسرائيل بالنسبة لكل مليون شخص هي مرتفعة بشكل خاص الان مقارنة مع معظم الدول، التي دخلت خلفنا الى الموجة الثانية من الفيروس.

ازاء التضليلات المتعمدة هذه يجدر ان نذكر ثلاثة امور بسيطة. الاول الحكومة خرجت بصورة سريعة وغير محسوبة من الاغلاق الاول، وبهذا (“اذهبوا واستمتعوا” حسب اقوال نتنياهو) هي التي تسببت بالاغلاق الحالي. الثاني، لو أن نتنياهو وافق على اتباع اغلاقات تفاضلية منذ فترة، كما اوصى الخبراء، فلربما كان بالامكان منع اغلاق اقتصادي آخر – ولكنه خاف من القيام بذلك من اجل عدم اغضاب الحريديين. والثالث، الاغلاق هو المخرج الاخير، الذي يدلل على فشل كل الجهود الاخرى. اضراره – على الاقتصاد، والصحة وعلى الوضع النفسي للمواطنين – من شأنه أن يتنافس مع اضرار المرض نفسه.

تجند استثنائي

أعلن الجيش الاسرائيلي أمس عن فتح قسمين للكورونا في مستشفى رمبام والتي سيتم اشغالها من قبل حوالي مئة شخص من اعضاء الهيئة الطبية في الجيش. في هذه الاقسام سيكون بالامكان معالجة حوالي 80 مريض كورونا. هذه هي المرة الاولى منذ قيام الدولة والتي فيها يقوم الجيش بمعالجة مدنيين اسرائيليين، على الرغم من أنه في الماضي قام اطباء عسكريون بمعالجة مدنيين في عدد كبير من مناطق الكارثة في ارجاء العالم، والتي ارسلت اليها اسرائيل بعثات للمساعدة.

التجنيد الاستثنائي للجيش في مكافحة الكورونا تأتي بدرجة ما على حساب المعالجة الطبية اليومية المقدمة للجنود ورجال الخدمة الدائمة. القرار بهذا الشأن اتخذه رئيس الاركان أفيفكوخافي بعد تردد طويل في القيادة العسكرية بشأن حجم التدخل المطلوب من الجيش في المعالجة في الموجة الثانية من الفيروس. تدريجيا بدا ان تدخل الجيش تزايد، ولكن في هيئة الاركان العامة يخشون من تحمل مسؤولية كاملة عن الازمة ويفضلون وضع الامكانيات العسكرية تحت تصرف وزارة الصحة.

في الجيش ما زال هنالك مخططات محفوظة في الادراج حتى لسيناروهات اسوأ، مثل اشتداد آخر في معدل الاصابات في الشتاء. في حالة كهذه سيتم من بين امور اخرى دراسة استخدام المستشفيات الميدانية في قاعدتين من قواعد المجندين الجدد للجيش الاسرائيلي، قاعدة لواء غولاني في رغفيم في وادي عارة والقاعدة الموازية للواء المظليين في شومارية شمالي النقب.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى