ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – دروس ازمة الكورونا وآثارها علىالشرق الاوسط

هآرتسبقلم  عاموس هرئيل – 10/2/2021

تقديرأمانيعتبر ايران وحزب الله تهديدات رئيسية، لكنتصعب معرفة كيف ستؤثر مكافحة الفيروس وسياسة بايدن علىدول المنطقة  “.

قبل التحدث عن تقدير شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيليلسنة 2021، يجب التذكير للحظة بتقدير شعبة الاستخبارات من العامالماضي، بالاساس فيما لم يكن موجود فيه. عندما عرضت تقديرات شعبةالاستخبارات على وسائل الاعلام الاسرائيلية في 13 كانون الثاني 2020،لم يكن فيها أي اشارة الى الحدث المركزي الذي سيهز كل العالم خلال اقلمن شهرين.

ايضا بالنسبة للصحف في البلاد فان الكورونا كانت في حينه فقط تعتبرمجرد شائعة بعيدة، صوت رعد يتردد لم يصل بعد الى شواطئنا. في مدينةووهان في الصين كانوا قد شخصوا مرضى اوائل قبل ذلك ببضعة أسابيع. ولكن السلطات في الصين بذلت جهود كبيرة من اجل اخفاء حجم الكارثةالآخذة في التشكل. لم يكن لدىأمان، مثل معظم اجهزة المخابراتالغربية، أي فكرة. وزارات الصحة في دول مختلفة لم تعرف أي شيء أكثرمن ذلك.

التفشي المحتمل للأوبئة ومثله ايضا التغيرات في المناخ، لم يشملها التنبؤالسنوي ولم تعتبر في حينه قضايا تهم الاجهزة الاستخبارية في اسرائيل. هذه الثغرة سيتم سدها بالتدريج ازاء دروس السنة الماضية. اكثر من أيظاهرة اخرى، الفيروس هو الذي شكل الواقع الدولي في السنة الماضية،وسيواصل فعل ذلك في السنة الحالية وايضا في السياقات الاستراتيجية. في الوقت الذي فيه جميع الحكومات تعاني من ضائقات اقتصادية وصحيةغير مسبوقة في العصر الحديث، يبدو أن الشهية للحروب قلت.

هنا يكمن درس آخر بخصوص ما اطلق عليه رجل الاقتصاد نسيم طالبالبط الاسود، مرة كل بضع سنوات يكون هناك حدث غير متوقع ويقومبالتهام جميع التوقعات المسبقة. رجال استخبارات ومحللون في وسائلالاعلام يجب أن يكونوا مدركين لحدود قدرات تحليلاتهم وتنبؤاتهم. وتفشيالكورونا ابطأ خطوات المحور الشيعي الذي تقوده ايران في المنطقة وقلصالاحتكاك مع اسرائيل في اشهر الوباء الاولى. في مرحلة لاحقة ورغمالصعوبات الاقتصادية، عادت ايران الى ضخ الاموال لمنظمات ارهابيةوعصابات في المنطقة. واستمرار بناء القوة العسكرية لهذه المنظمات بقيأولوية بالنسبة لايران.

العامل الرئيسي الذي سيؤثر على سير العام الحالي الى جانبالكورونا، يبدو أنه تغيير الادارة في واشنطن. في طهران مثلما في عواصماخرى في المنطقة، يتابعون بتوتر تغير السياسات التي يمليها الرئيس جوبايدن مقارنة بسلفه دونالد ترامب. هذا هو المفتاح للمسألة الاساسية التيستحدد وجه الشرق الاوسط في الفترة القريبة القادمةهل ستعود الولاياتالمتحدة الى الاتفاق النووي مع ايران؟ (الجواب المرجح هو نعم)، وبأيشروط؟ (هذا أمر لم يتضح بعد).

ايران، وفي اعقابها حزب الله، بقوا في مركز اهتمامأمان“. الاستخبارات العسكرية تعرض ايران كمصدر القوة الايديولوجية والمالية الذييغذي شبكة اقليمية معقدة، جزء منها موجه ضد اسرائيل. بعد العاصفة التياثارتها اقوال رئيس الاركان، افيف كوخافي، قبل اسبوعين تقريبا، فان رئيسجهاز الاستخبارات، الجنرال تمير هايمن، ظهر اكثر حذرا في اللقاءات معالمراسلين في هذا الاسبوع.

هايمن عرض وصفا مفصلا وواضحا للجداول الزمنية التي بحسبهايعمل الايرانيون. هم يقتربون من نقطة الانطلاق نحو القدرة النووية العسكرية،لكنهم لم يتجاوزوها بعد، رغم أنهم خرقوا بصورة واضحة الاتفاق مع الدولالعظمى الذي تم التوقيع عليه في 2015. واذا أرادوا انتاج رأس نوويمتفجر فان هذا الامر ما زال يتوقع أن يستغرق سنتين تقريبا. حملةالحدالاعلى من الضغطلادارة ترامب لم تحرف طهران عن هدفها، لكنها تسببتلها مع ذلك بضرر اقتصادي كبير عن طريق فرض العقوبات.

ايران، حسبأمان، توجد في نقطة خضيض تاريخية. الى جانبالازمة الاقتصادية واضرار الكورونا، هي تعاني من اضرار عمليات المعركةبين حربين، ولم ترد بعد على عمليات الاغتيال في السنة الماضية لشخصياتايرانية رفيعة مسؤولة عن تفعيل الارهاب في المنطقة (الجنرال قاسمسليماني)، ومسؤولة عن المشروع النووي (محسن فخري زادة). الولاياتالمتحدة تحملت المسؤولية عن العملية الاولى؛ وايران تتهم اسرائيل بالعمليةالثانية.

الهدوء الحالي لا يدل على أن الحساب تم اغلاقه من ناحيتها. فحسبتقدير الجيش الاسرائيلي ايران ما زال يمكن أن ترد على هذه العملية عنطريق اذرعها مثل المليشيات الشيعية في العراق وفي سوريا. هذا الحسابيتقاطع مع اعتبارات حزب الله الذي ما زال يهدد بهجمات خاصة به. التوترفي الشمال يمكن أن يتدهور الى درجةايام حرب، تصعيد محدود يستمرلبضعة ايام على طول الحدود، مع بذل جهود متبادلة من الطرفين للامتناععن الانزلاق الى حرب شاملة. على الصعيد الاستراتيجي، في ايران قلقونمن اتفاقات التطبيع بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين. المحور المناهضلايران، الذي تم تشكيله بالسر قبل ذلك بسنوات، يقوم بتنسيق نشاطاتهبصورة علنية وواضحة.

منذ بضع سنوات الساحة الفلسطينية تحتل في نظر الجيشالاسرائيلي وأمانمكان هامشي بالنسبة لما يحدث في الساحة الشمالية. الافتراضات الاساسية بقيت على حالها حتى في بداية السنة الحالية. وحسب رأي الجيش فان قيادة حماس في القطاع اختارت استراتيجيا مسارالتسوية، هدنة طويلة المدى مع اسرائيل، على أمل حدوث تحسن كبير فيالاقتصاد وفي البنى التحتية. ايضا السلطة الفلسطينية لا تبدو متحمسةلمواجهة عسكرية مع اسرائيل. بالعكس، دخول بايدن الى الصورة يزيد لديهاالأمل في استئناف المفاوضات السياسية. والطريقة التي غيرت فيها الكوروناالواقع العالمي ما زالت تشكل تذكيرا بحدود قدرة التنبؤ: ايضا في هذه السنةيمكن حدوث تغييرات لم يتم أخذها على الاطلاق في الحسبان.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى