ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – حماس قامت بخطوة استثنائية، اسرائيل مرة اخرى ، على شفا مواجهة عسكرية واسعة في القطاع.

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 11/5/2021

بعد أن قامت حماس بانذار اسرائيل واطلقت الصواريخ نحو القدس، تم اعطاء المصادقة على هجوم واسع ضد اهداف لحماس. وللمفارقة، حماس تقدم المعروف الاخير لنتنياهو لأن استمرار الاشتعال يمكن أن يدفن حكومة التغيير قبل ولادتها “.

بعد اكثر من سنة من الهدوء النسبي والمستقر كليا في قطاع غزة، اسرائيل وحماس مرة اخرى تقفان على شفا مواجهة عسكرية واسعة. حماس التي صعدت بالتدريج التصريحات والخطوات تجاه اسرائيل مؤخرا، اطلقت أمس سبعة صواريخ من القطاع الى منطقة القدس، ردا على الاحداث العنيفة التي اصيب فيها اكثر من 300 فلسطيني ونحو 30 شرطي اسرائيلي قرب الحرم.

اثناء مهاجمة سلاح الجو للقطاع قتل 20 شخص، منهم تسعة اطفال وثلاثة نشطاء من حماس. الآن يتوقع حدوث سباق ضد الزمن للوسطاء الدوليين، في محاولة لمنع التدهور الى عملية واسعة للجيش الاسرائيلي في القطاع للمرة الاولى منذ عملية الجرف الصامد في صيف 2014. في الجيش يتحدثون عن جولة لكمات يمكن أن تستمر بضعة ايام على الاقل. في الخلفية تستمر المواجهات في القدس، في الوقت الذي فيه النظام السياسي في اسرائيل عالق في ازمة لم يتم بعد ايجاد حل لها.

اليوم هو اليوم الرابع على التوالي لاعمال العنف في القدس التي بدأت بمواجهات شديدة بين رجال شرطة ومصلين ومتظاهرين فلسطينيين في الحرم. وحسب الصليب الاحمر، 13 فلسطيني اصيبوا اصابة بالغة. في الظهيرة ظهر ارتفاع كبير في التوتر في جهاز الامن وفي المستوى السياسي. الكابنت الامني عقد جلسة طواريء مع انذار لبضع ساعات. رئيس الاركان، افيف كوخافي، أمر بتعزيز آخر للقوات (اربع كتائب)، هذه المرة الى قطاع غزة، وأوقف مناورة هيئة الاركان الكبيرة مدة يوم الى حين اتضاح الوضع. في نفس الوقت اغلقت الشرطة والجيش الشوارع المحاذية لحدود القطاع ووضعت حواجز في المنطقة.

في الساعة الرابعة والنصف مساء تقريبا تبين سبب التوتر وسبب خطوات الاستعداد التي اتخذت. حماس اصدرت انذار لاسرائيل: اذا لم يخرج كل رجال الشرطة من المسجد والاقصى ومن حي الشيخ جراح حتى الساعة السادسة مساء وتم اطلاق سراح جميع المعتقلين فان حماس ستعمل ضدها. ورغم أن اسرائيل قامت بتغيير برامج، ضمن امور اخرى، تم بشكل متأخر تحويل مسار “مسيرة الاعلام” لليمين في البلدة القديمة، إلا أنها لم تستجب بالطبع للانذار. قبيل السادسة مساء تم اطلاق صاروخ مضاد للدبابات من القطاع على جيب اسرائيلي (اصيب مواطن اصابة طفيفة)، بعد ذلك على الفور اطلقت الصلية نحو القدس وبيت شيمش دون حدوث اصابات. بعد ذلك اطلق اكثر من 140 صاروخ ايضا على سدروت وعسقلان وبلدات غلاف غزة. يبدو أن الامر في هذه المرة يتعلق بهجوم مشترك ومنسق بين حماس والجهاد الاسلامي.

خطوات حماس هي خطوات استثنائية جدا، الانذار وكذلك الاطلاق نحو القدس. طبقا لذلك تمت المصادقة في الكابنت على خطوات رد بعيدة المدى نسبيا. ومثلما نشر في “هآرتس” قبل اسبوعين تقريبا في اعقاب اطلاق 36 صاروخ وقذيفة، أوصى الجيش الاسرائيلي برد عسكري واسع، لكن تم كبحه من قبل المستوى السياسي. هذه المرة اعطي الضوء الاخضر لهجوم واسع ضد اهداف حماس، قتل فيه ثلاثة نشطاء من الذراع العسكري لحماس. ظروف وفاة المواطنين لم تتضح بعد. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد هيدي زلبرمان، قال أمس إن الجيش الاسرائيلي مستعد لعملية واسعة. يمكن الافتراض بأنه على الاجندة توجد ايضا اغتيالات لكبار في حماس.

اسرائيل، كما يبدو، مصممة على مواصلة الرد بقوة على الاطلاق نحو القدس. مع ذلك، هناك مبررات قوية ضد الانجرار الى عملية واسعة على صيغة عملية الجرف الصامد (أو ما سمي هنا ذات مرة “مرة واحدة والى الأبد 2”)، أولا، العملية الاصلية قبل سبع سنوات لم تحقق الكثير، كما يعرف الاشخاص الذي قادوها، بنيامين نتنياهو وبني غانتس وافيف كوخافي. ثانيا، اسرائيل التي تهدد الآن بالانتقام من حماس، هي التي رعتها طوال سنوات في القطاع، من خلال اتباع سياسة تتجاهل خصومها في السلطة الفلسطينية. ثالثا، من ستتخذ القرارات الآن هي حكومة متنازعة، نصف الجمهور على الاقل فقد ثقته تماما بالشخص الذي يرأسها.

نتنياهو سواجه بصعوبات مناورة امام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ادارة بايدن اهتمت بابداء الاستياء من الخطوات الاسرائيلية الاخيرة في القدس، الحرم والشيخ جراح (بالتحديد من اسرائيل تسربت بشكل متعمد تفاصيل المكالمة الصعبة بين مستشاري الامن القومي للدولتين). في السنوات الاربعة الماضية عرف نتنياهو أنه كيفما تصرف تجاه الفلسطينيين فان الرئيس ترامب كان سيكون خلفه. جو بايدن لن يكون غير مبال تجاه اطلاق الصواريخ على المواطنين الاسرائيليين، لكنه ايضا لن يؤيد بشكل أعمى كل خطوة اسرائيلية عسكرية.

معروف أخير

الشخص الرئيسي الذي يقف من وراء احداث الاسبوع الماضي هو محمد ضيف، رئيس الذراع العسكري لحماس في القطاع. الضيف كسر صمت طويل في بداية هذا الشهر عندما نشر تهديد مباشر لاسرائيل – ستعاقب على المس بالفلسطينيين في شرقي القدس اذا لم تتوقف عن افعالها. في الفترة التي اعقبت تصريحه هتف شباب فلسطينيون بانفعال باسمه في اعمال الشغب في الحرم. في السنوات الاخيرة اوضح رجال الاستخبارات في اسرائيل بأنه يوجد لحماس عنوان واحد وهو رئيس المنظمة في القطاع، يحيى السنوار.

السنوار الذي كان في السابق من رؤساء الذراع العسكري والشخص الذي كان يقضي حكم بالسجن المؤبد في اسرائيل حتى اطلاق سراحه في صفقة شليط، وصف كشخص مر بعملية اعتدال وهو الآن يركز جهوده على تعزيز النظام وتحسين البنى التحتية في القطاع. ولكن شيء ما كما يبدو تغير في علاقات القوى الداخلية في المنظمة، ربما ايضا بعد الانتخابات للقيادة التي انتهت مؤخرا بفوز بسيط جدا للسنوار. حماس، خلافا للتوقعات التي سمعت في الجيش الاسرائيلي فقط أول أمس، عملت أمس بصورة واسعة واستفزازية ضد اسرائيل.

كبار قادة حماس، من بينهم خالد مشعل، بدأوا يتحدثون أمس بمصطلح انتفاضة ثالثة بدلا من هبة. المتحدثون اوضحوا بأن غزة ستقدم بواسطة اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل دعم للشباب الذين يناضلون من أجل القدس.

الى جانب الخطوات العسكرية اسرائيل ستظهر قبضة حديدية ايضا في الحرم. المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، قال أمس في “حداشوت 12” بأن الشرطة كانت “لينة جدا” في تعاملها في الحرم، والآن ستشدد خطواتها. هذا تصريح مستغرب جدا، بالتأكيد من جانب الشرطة التي ساهم سلوك غير مدروس لقادتها في القدس في زيادة حدة الوضع طوال شهر رمضان. شبتاي ليس وحده، في ستوديوهات التلفاز هبط فورا قطار جوي من المحللين والجنرالات المتقاعدين، الذين بعضهم تنافسوا فيما بينهم بتهديد حماس بالموت والدمار. المشاهد في البيت ظهر له ذلك مثل رحلة مفاجئة الى الخلف في نفق الزمن: فقط اذا ذهبت الكورونا من حياتنا والبروفيسور بربش فستعود الى ما كانت عليه الصواريخ وصافرات الانذار والانفجارات.

في الخلفية، لا يمكن كما يبدو بدون السياسة الاسرائيلية، المرتبطة بشكل وثيق بما يحدث. ساعات معدودة قبل جلسة الكابنت، حيث في القدس وصل عدد المصابين في المواجهات الى المئات، وجد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو أحد مساعديه، الوقت للتغريد في الحساب الرسمي في تويتر بأقوال دعم لمحاميه، ابن عمه المحامي دافيد شومرون، بسبب اغلاق الملف ضده في قضية الغواصات. هذا استعراض مدهش للانفصال عما يحدث في الدولة، حتى بالمعايير التي استخدمها هنا رئيس الحكومة.

في الاسابيع الاخيرة سئلت بعض الجهات الامنية والسياسية التي لا تعتبر من مؤيديه البارزين، هل نتنياهو يقوم بشكل متعمد بتسخين مواجهات عسكرية بهدف تحقيق مكاسب سياسية. جميعهم أجابوا بالنفي. اضافة الى ذلك، رغم الخصومة الشخصية الشديدة بينهم، إلا أن نتنياهو كان متناغم جدا مع وزير الدفاع بني غانتس طوال الازمات الاخيرة في القدس وفي المناطق، وايضا في الساحة الايرانية. مع ذلك، لا شك أن التصعيد الحالي يخدمه. هذا التصعيد سيصعب على نفتالي بينيت ويئير لبيد تشكيل ائتلاف في الفترة القادمة، وبالتأكيد سيصعب على محاولة تجنيد دعم القائمة المشتركة وراعم، سواء من الداخل أو من الخارج. في هذه الاثناء لبيد وبينيت وجدعون ساعر قاموا بنشر بيانات تأييد للخطوات العسكرية الهجومية للحكومة.

بصورة مفارقة، ربما ليس بالضرورة متعمدة، حماس تقدم معروف أخير لنتنياهو. استمرار الاشتعال في المناطق يمكن ان يدفن حكومة التغيير قبل ولادتها. يبدو أن كل يوم يمر، لا سيما اذا حدث ذلك تحت النار، يقلل فرص نجاح الكتلة التي توحدت ضد نتنياهو. في المقابل، يجب أن لا نحسده. مثلما تعلم اهود اولمرت قبله، من الصعب أن تكون رئيس حكومة غير شعبي وفي نفس الوقت تقوم بخطوات امنية خطيرة في الوقت الذي فيه الكثير من المواطنين يشككون في تقديراتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى