ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل –  حتى بعد اطلاق الصواريخ، اسرائيل ، وحماس تسيران نحو تسوية طويلة المدى

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 2/12/2019

التوجه ما زال يتحرك باتجاه التسوية. حتى بعد نهاية اسبوع عاصفة جدا على حدود القطاع – شاب فلسطيني قتل بنار الجيش الاسرائيلي في مظاهرة قرب الجدار، صواريخ تم اعتراضها في سماء النقب الغربي، صافرات انذار كاذبة في عسقلان، اسرائيل وحماس تواصلان البحث بصورة غير مباشرة في تسوية طويلة المدى. المتحدثون بلسان حماس اصبحوا يطلقون عليها “تهدئة” تمييزا عن وقف اطلاق النار العادي، وفي الجيش يتحدثون حتى عن “تهدئة واسعة”. 

الامور ما زال من الممكن أن تتعطل، مثلما حدث في مرات كثيرة في السابق. والكثير يعتمد على احداث محلية. قتل الشاب في يوم الجمعة، خلافا للهدف الواضح للجيش الاسرائيلي المتمثل بانهاء نهاية الاسبوع بدون قتلى، أدى بصورة متوقعة الى اطلاق الصواريخ، كما يبدو من قبل نشطاء الجهاد الاسلامي. هناك الكثير من الفصائل في القطاع التي تريد استئناف اطلاق النار، وايضا حماس ليست دائما تخرج عن اطوارها من اجل كبحها. وهاكم عدد من العلامات المتراكمة بشأن منحى التسوية:

  • اقامة مستشفى ميداني قرب حاجز ايرز. حماس تواصل الدفع قدما بالمشروع بقيادة جمعية امريكية قامت في السابق بتشغيل مؤسسة مشابهة على الحدود بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان. قيادة حماس تتجاهل الشكاوى المتزايدة في المناطق والتي تقول إن الامر يتعلق بشكل عام بمؤامرة امريكية – اسرائيلية لجمع المعلومات. حتى ليلى خالد، من الجبهة الشعبية، المعروفة للاسرائيليين بسبب دورها في اختطاف الطائرات، حذرت من هذا المشروع. وهكذا فعلت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية في الضفة، من أن العقوبات التي فرضت ضد حماس فاقمت الوضع في القطاع، لكنهم في حماس يصممون على المضي قدما، ايضا بسبب العبء الثقيل الذي يلقيه آلاف المصابين بسبب اطلاق النار في المظاهرات على الجدار، على جهاز الصحة في غزة. 
  • في احتفال افتتاح مستشفى آخر في رفح، تحدث رئيس حماس اسماعيل هنية، عن الحاجة الى حمل علمين، علم المقاومة وعلم البناء. ويتوقع أن يسافر هنية اليوم الى القاهرة لاجراء محادثات مع المخابرات المصرية في اطار جهود التسوية. في هذه الاثناء تواصل حماس اتباع ضبط نسبي في استخدام القوة: في البداية الامتناع عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل في جولة التصعيد مع الجهاد الاسلامي في 12 تشرين الثاني. وبعد ذلك الغاء المظاهرات على الجدار للمرة الثالثة على التوالي (الشاب قتل في مظاهرة غير منظمة). 
  • في الرسالة التي ارسلها رئيس الاركان افيفكوخافي الى ضباط وحدات الجيش التي نشر ملخصها في الصحيفة هنا في الاسبوع الماضي، تم وصف حماس عدة مرات كعامل استقرار في القطاع وأشير عدة مرات بأنه يجب مساعدتها في تعزيز سيطرتها عليه. التسوية ذكرت عدة مرات كهدف تسعى اسرائيل الى تحقيقه، في حين أن الجهاد الاسلامي وصف كجهة تشوش على التسوية.
  • سواء قيادة الجيش الاسرائيلي أو وزير الدفاع الجديد نفتاليبينيت، أظهروا دعمهم لمشاريع في مجال البنى التحتية كجزء من عملية التسوية. وزير الخارجية اسرائيل كاتس عاد للحديث بدفع مشروع الجزيرة الاصطناعية على شواطيء غزة بعد أن حظيت حسب قوله بردود ايجابية من الوزير بينيت. وفي نفس الوقت عرض في “يديعوت احرونوت” رؤساء مجالس اقليمية في مستوطنات غلاف غزة مخططات لاقامة مناطق صناعية على طول الحدود، التي فيها يتوقع أن يعمل عمال فلسطينيون من القطاع، بحيث تكون متناسبة جدا مع الخطط التي تبحث في جهاز الامن.

تحفظ من بينيت

الوزير بينيت يعمل كمن جاء الى وزارة الدفاع لفترة محدودة، ويخطط لاستغلال كل دقيقة من وقته. وهاكم مجموعة جزئية من التصريحات والقرارات التي اتخذها منذ تسلم منصبه في 12 تشرين الثاني: الاعلان عن تشديد سياسة الرد في غزة وفي سوريا؛ ابعاد كل تواجد عسكري ايراني من سوريا؛ وقف اعادة جثامين الارهابيين للفلسطينيين؛ دعوة خبراء في اجهزة الحاسوب لمساعدة اسرائيل في ايجاد ربط الكتروني بالانترنت للشعب الايراني، ازاء اسقاط الشبكة من قبل النظام في الاضطرابات الاخيرة. وفي يوم الاحد الماضي تم اعطاء توجيه لمنسق عمال الحكومة في المناطق من اجل الدفع قدما باجراءات التخطيط والبناء للمستوطنين في منطقة سوق الجملة في الخليل.

منذ اكثر من عقدين والمستوطنون يضغطون من اجل السماح لهم بالبناء في السوق. وهذا يحدث من خلال عملية ممنهجةلابعاد الفلسطينيين عن الاحياء القريبة من بيوتهم. هذه الخطوات جرت بمساعدة الدولة منذ المذبحة التي نفذها باروخغولدشتاين في الحرم الابراهيمي في العام 1994، والعمليات الفلسطينية بعد ذلك. في المقابل، بينيت يريد تغيير الوضع القائم في الحرم الابراهيمي بواسطة ادخال مصعد لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول الى الموقع رغم معارضة بلدية الخليل.

الاجواء في الضفة الغربية غير عاصفة بشكل خاص في الاسابيع الاخيرة. في الشهر الماضي حاولت السلطة اخراج السكان الى “يوم غضب” بسبب التصريح الامريكي عن تغيير النظرة الى المستوطنات. ولكن استجابة الفلسطينيين للامر كانت ضئيلة جدا. في الوقت الذي تدخل فيه مبادرة السلام المشكوك فيها لادارةترامب في تجميد عميق والوضع الاقتصادي في السلطة مستقر مقارنة مع ما يحدث في الدول المجاورة، فان المنطقة هادئة تماما بمفاهيم فلسطينية.

في الجيش الاسرائيلي هناك تحفظ من الخطوات الاخيرة لبينيت التي ينظر اليها وكأنها تنفيذ صارخ لمصالح المستوطنين. الخليل وفرت الصاعق لاشعال المناطق في السابق، لكن طالما أنه لا توجد مواجهات فيها عدد كبير من المصابين فمن المشكوك فيه أن التوتر حول البناء هناك سينزلق بالضرورة الى مناطق اخرى في الضفة الغربية. 

الاردن يقوم بتفجير الجسور

في الاسبوع الماضي قام الجيش الاردني بمناورة كبيرة، خلالها تم اجراء مناورة حول سيناريو لمحاولة غزو الاردن من الغرب، الذي من اجل التشويش عليه تطلب تفجير الجسور على نهر الاردن. ممثلون عن العائلة المالكة حضروا المناورة التي بثت اجزاء منها ايضا في قنوات التلفاز.

أي دولة هي الدولة الغامضة التي تهدد المملكة من الغرب؟ الاردنيون لا يقولون بشكل صريح، لكن القصد واضح. وهو يندمج مع تصريحات واضحة مناهضة لاسرائيل سمعت مؤخرا في وسائل الاعلام في المملكة. الملك عبد الله الثاني غاضب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ قضية الاعلان الاسرائيلي عن نية ضم غور الاردن، وذلك عشية الانتخابات الاخيرة للكنيست في شهر ايلول الماضي.

الاردنيون نقلوا الرسالة ايضا من خلال التصميم على استعادة منطقة نهرايم والمناطق المحاذية لموشافتسوفر في وادي العربة بعد انقضاء 25 سنة على اتفاق السلام بين الدولتين. وكجزء من الجهود لتخفيف التوتر، بحثت امكانية زيارة قريبة لرئيس الدولة رؤوبين ريفلين في عمان.

ولكن يوجد للتوترات العلنية اسباب اخرى، اردنية داخلية. فالملك عبد الله يواجهة ضغوط شديدة تقريبا لا يمكن توجيهها. الاردن ما زال يستضيف اكثر من نصف مليون لاجيء سوري. والمساعدات الاقتصادية من السعودية ودول الخليج ضئيلة ونظام الاسد لا يطبق آمال الاردن بالسماح بتجديد الخطوط التجارية مع تركيا عبر اراضيه، وذلك يبدو كانتقام لدعم الملك للمعارضة في بداية الحرب الاهلية في سوريا.

الملك اضطر مؤخرا الى التراجع عدة مرات ازاء الضغوط الداخلية، بعد مظاهرات الاحتجاج على رفع الضرائب واضراب المعلمين. تحت هذه الضغوط فان رفع التوتر مع اسرائيل هو بمثابة بادرة حسن نية للمعارضة. اسرائيل تلقت مؤخرا رسائل بهذه الروح من البلاط الملكي: الغضب منكم حقيقي، لكن جزء من الخطوات العلنية التي نقوم بها ينبع من الضغوط الداخلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى