ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – بطريقتهم المميزة، وجد الفلسطينيون ، السبيل للمشاركة في الاحتفال في واشنطن

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل 16/9/2020

من المشكوك فيه أن تكون حماس هي التي تقف من وراء اطلاق الصواريخ أمس، والاكثر احتمالية هو أن الامر يتعلق بالجهاد الاسلامي الذي سادته في ايران قلقون من التطورات الاخيرة. في نفس الوقت الصور من واشنطن كشف تناقض كبير بين القواعد التي يسمح بها رئيس الحكومة لنفسه وبين ما يطلبه من مواطنيه “.

في منتصف مراسم التوقيع على اتفاق السلام في واشنطن، حتى من لم تتم دعوتهم الى البيت الابيض قرروا المشاركة فيها بطريقتهم المميزة. صاروخان تم اطلاقهما من القطاع على اسدود وقد اصيب مواطنين من الشظايا. ايضا قبل ذلك، كان هذا يبدو مثل فرحة مصطنعة الى حد ما على خلفية ارتفاع معدل الاصابات بالكورونا في اسرائيل. ولكن اثناء الاحتفال اضيف الى قائمة تخوفات سكان اسدود ومحيطها الخطر الفوري والملموس لاضرار الصواريخ.

مشكوك فيه اذا كان حكم حماس في القطاع يقف مباشرة من وراء الاطلاق. فقط قبل اسبوعين تم التوصل هناك الى وقف لاطلاق النار مع اسرائيل بوساطة قطر ومصر. قيادة حماس تأمل الآن الحصول على مساعدات طبية متزايدة من اسرائيل ازاء تفشي الفيروس في غزة. هذا ليس الوقت المناسب للعب بالنار من ناحيتهم. الاكثر احتمالية هو أن المسؤول عن اطلاق النار هو فصيل فلسطيني اصغر. المشتبه به الفوري هو الجهاد الاسلامي الذي ربما استوعب روح سيده الايراني.

طهران قلقة جدا من التقارب بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين، الذي لاحقا يمكن أن يتسع ايضا ويصل الى توثيق العلاقات مع السعودية. ادارة ترامب تبلور الآن في المنطقة نظام استراتيجي قوي امام ايران. ويبدو أنهم سيحاولون التشويش عليه بقدر استطاعتهم. وهذه ليست بالضرورة الكلمة الاخيرة. طهران يمكن أن تحاول المبادرة الى القيام بعملية ضخمة في احدى دول الخليج ردا على الاتفاق أو بدلا من ذلك أن تحث حزب الله أو احدى المليشيات الشيعية العاملة برعايتها في سوريا من اجل القيام بتنفيذ عمليات من الحدود اللبنانية أو على حدود هضبة الجولان. وفي هذا الاسبوع تم الابلاغ عن احباط خطة ايرانية لاغتيال السفيرة الامريكية في جنوب افريقيا كانتقام متأخر على اغتيال امريكا للجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني الماضي في العراق.

السامي والمضحك

عند مشاهدة البث التلفزيون في اسرائيل، يبدو الاحتفال نفسه وكأنه دمج بين السامي والغريب، وحتى المضحك قليلا. هذا كان في المقام الاول عرض لدونالد ترامب. الرئيس الامريكي كان يحتاج الى انجاز في مجال السياسة الخارجية، ويبدو أنه ما زال يحلم بجائزة نوبل للسلام، التي حصل عليها (بدون مبرر حقيقي) المكروه من قبله جدا، الرئيس السابق براك اوباما. وقد تم تجنيد لهذه المهمة كل الشركاء المقربين منه، السياسيون وحتى الاقتصاديون، في الشرق الاوسط. الملياردير الاسرائيلي الامريكي حاييم تسبان، الذي ليس ممن يحبون ترامب، وصف بصورة فظة الاتفاق الذي تم التوصل اليه في محادثة مع “اخبار 13”. وقد قال إن الصفقة كان سلام مع اسرائيل مقابل بيع طائرات اف35 للامارات. قرار اسرائيل الغاء خطة الضم استهدف تهدئة الفلسطينيين؛ وفي الاصل، الضم كان حلم في ليلة صيف.

الخطاب الذي قرأه ترامب خطيا كان حذرا نسبيا وممل جدا مقارنة مع معظم خطاباته العلنية. ولكن في المؤتمر الصحفي القصير مع المراسلين الاسرائيليين سمع رغم ذلك عدد من التصريحات الترامبية النموذجية. مرة اخرى تبين أن الرئيس يرى الشرق الاوسط مثل صحراء كبيرة تمتزج فيها الرمال مع الدماء؛ وأنه على قناعة بأن الاسرائيليين والناس في امارات الخليج قد حاربوا في السابق بعضهم البعض في حروب دموية وقاتلة؛ وأنه ينوي استكمال بيع الطائرات رغم كل الانكار والتملص من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في المقابل كان لنتنياهو خطاب ممتاز. عندما تحدث عن الثمن الذي دفعته عائلته في القتال، موت شقيقه يوني، كان الحديث يبدو حقيقيا. ترامب اخطأ عندما قرر قبل ذلك بأنه “حتى بيبي سئم من الحروب”. نتنياهو لم يحب الحروب في أي يوم. وهو سجل انجاز كبير عندما قام بضم دولتين عربيتين لاتفاقات السلام بعد بضعة عقود من انجاز اسلافه، مناحيم بيغن مع مصر واسحق رابين مع الاردن.

رئيس الحكومة، كما يقول، نجح حقا في تحطيم النموذج الذي ادعى أنه لن يكون بالامكان التوصل الى اختراقة علنية وكاملة مع دول عربية اخرى بدون حل النزاع الفلسطيني. ولكنه غير محق في الادعاء بأن الاتفاق تبلور حسب صيغة “السلام مقابل السلام”. اسرائيل دفعت مقابل غير بسيط للطرف الآخر: الضم شطب من جدول الاعمال، مثلما قال في الاحتفال وزير الخارجية الاماراتي؛ من المعقول أن الاتفاقات من خلف الكواليس تشمل على الأقل ابطاء البناء في المستوطنات، ومثلما قلنا، يتوقع عقد صفقة الطائرات.

الممثلون العرب كانوا الوحيدون الذين ذكروا في الاحتفال الفيل الذي يوجد في الغرفة، المشكلة الفلسطينية. وقد تدفقت مياه كثيرة في نهر البوتوماك منذ المراسيم السابقة في واشنطن، التي تم فيها اطلاق مبادرة السلام للرئيس الامريكي في شهر كانون الثاني الماضي. من وعود ابواق بيبي في العاصمة الامريكية، ازاء الوعد الاحتفالي بـ “سيادة في يوم الاحد”، لم يبق الكثير. الآن السؤال هو هل ترامب ومستشاريه يمكنهم بطريقة معينة اقناع الفلسطينيين بالتنازل عن الرفض والعودة الى المفاوضات. احتمالية ذلك تبدو ضئيلة. والاكثر احتمالية هو أنهم في السلطة سيفضلون الانتظار قليلا على أمل فوز جو بايدن في الانتخابات في تشرين الثاني القادم.

الاقنعة رُفعت

على هامش الاقوال كما يبدو، خلال الحدث مثلما في احداث كثيرة تقودها ادارة ترامب، تم التخلي تماما عن قواعد الابتعاد الاجتماعي التي يقتضيها وباء الكورونا. وقد كان هناك تناقض كبير بين الحرص الشديد الذي فرض فيه في هذه الايام وضع الكمامات والقفازات وحتى ارتداء القالوش البلاستيكي فوق الحذاء عند الدخول الى مقر رئيس الحكومة في بلفور وبين المشاهد التي رأيناها على المسطحات وفي البيت الابيض. على هذه الخلفية، القرار الذي اتخذ باعفاء العائلة الكبيرة لنتنياهو من تعليمات الحجر لاسبوعين كان قرارا غريبا عند عودة هذه العائلة الى البلاد.

صحيح أنه كانت محاولة لحصر المشاركين في مناطق كبسولات وأنه تقرر الطلب منهم اجراء فحص الكورونا عند السفر وقبل دخول البيت الابيض. حتى الآن يوجد هنا تناقض كبير ومثير للغضب بين القواعد التي يسمح بها رئيس الحكومة لنفسه وبين ما يطالب به المواطنين الذين في يوم الجمعة سيفرض عليهم اغلاق مؤلم ازاء الزيادة الكبيرة في عدد الاصابات بالمرض.

حتى بهذا، فان فرض الاغلاق هو أمر مختلف فيه في اوساط الجمهور والخبراء. وعندما يكون سلوك الشخصيات الكبيرة هكذا ومستوى الثقة العامة بخطوات الدولة هو ايضا في الحضيض، فان الحكومة ستبدأ العملية القادمة وهي في حالة نقص شديد في الائتمان من جانب مواطنيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى