ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل –  انتهاء جولة القتال دون مشاركة حماس ، سيدفع الى الامام بتسوية بعيدة المدى

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 15/11/2019

جولة العنف الاخيرة في القطاع بدأت في هذا الاسبوع بصورة مختلفة عن المعتاد، لكنها انتهت مثل سابقاتها. اول أمس مساء نشرت تقارير أولية في وسائل الاعلام العربية عن اتصالات حثيثة بين المخابرات المصرية وقيادة الجهاد الاسلامي حول وقف اطلاق النار. وقبل منتصف الليل اطلقت صلية ثقيلة من الصواريخ من غزة على منطقة غوش دان. مصدر سياسي في القدس اعلن بأن “الجهاد يتوسل من اجل وقف اطلاق النار”، واوضح بأن “الهدوء سيقابل بالهدوء” (أي أن اسرائيل ايضا تريد ذلك)، وسلاح الجو ذهب الى هجوم واسع أخير على القطاع الذي قتل فيه بالخطأ ثمانية من أبناء عائلة من دير البلح.

صباح أمس كان واضحا، بعد يومي قتال، بأن الطرفين عادا الى مسار وقف اطلاق النار. وكما كان متوقعا، لم تخرج أي كلمة من القدس. المستوى السياسي يقف في الجبهة فقط بعد عمليات هجومية ناجحة للجيش. الحديث عن الاتفاقات يبقونه للابسي الزي العسكري، حتى لا تلتصق بالوزراء، لا سمح الله، تهمة الانهزامية. بناء على ذلك فان قيادة الجبهة الداخلية هي التي اصدرت توجيه بشأن العودة الى روتين الحياة في منطقة الجنوب، وبعدها جاء المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. عبر توجيه هاتفي للمراسلين الذين بشروا الجمهور في اسرائيل بأن وقف اطلاق النار دخل الى حيز التنفيذ. أمس اطلقت صواريخ بين الفينة والاخرى لعدة مرات خلال اليوم. وفي المساء فحصوا في المستوى السياسي رد أوسع من اجل اجبار الجهاد على الالتزام بوقف اطلاق النار. ولكن ليس مثل الجولات السابقة، اسرائيل كان يمكنها أن تلخص الاحداث كنجاح نسبي، حتى لو كان الثناء الحماسي الذي يوزعونه الآن على الجيش يبدو مبالغ فيه (بالاساس يتجاهلون أن هذا هو العدو الاصغر في القطاع).

الشريك الرئيسي للجيش في هذه النتيجة هو المنظمة الفلسطينية الكبيرة حماس التي قررت لاعتباراتها الخاصة عدم الانضمام هذه المرة الى المعركة ضد اسرائيل. هذه الخطوة لحماس بأنها اختارت عدم اطلاق حتى ولو صاروخ واحد حتى بعد قتل 34 فلسطيني في هجمات سلاح الجو الاسرائيلي، هي خطوة فريدة وهامة. يبدو أنها تعكس انعطافة استراتيجية لقيادة حماس في القطاع. فهي معنية كما يقول منذ فترة طويلة قسم الاستخبارات في الجيش بالتقدم نحو وقف طويل المدى لاطلاق النار مع اسرائيل.

إن ابعاد من يصنع المشاكل الرئيسي عن الطريق، قائد اللواء الشمالي في الجهاد، بهاء أبو العطا، يمكنه الآن أن يقود الى ذلك، لكن اسرائيل التي لا تتفاوض مع حماس بشكل مباشر ستضطر الى تقديم البضاعة لها: تسهيلات في حركة البضائع والاشخاص من القطاع وتسريع مشاريع كبيرة لاعادة اعمار البنى التحتية المنهارة في غزة.

كالعادة، أبو العطا يحظى بتعظيم ما بعد موته. مصادر استخبارية في اسرائيل تصفه بالارهابي المحترف والنشيط جدا والذي لم يتوقف أبدا عن تعزيز منظمته في القطاع والتخطيط لعمليات اخرى. وعن مستوى علاقاته مع قيادة الجهاد في دمشق ومن خلالها مع ايران، سمعت تقديرات متناقضة. فمن جهة هو حافظ على الاستقلالية ورفض أن يوافق على سلطة فوقه، واحيانا اتخذ خطوات كانت مخالفة للتوقعات في دمشق وطهران. من جهة اخرى الرواتب والمواد الخام والوسائل القتالية وصلت في معظمها الى القطاع من الخارج. وقبل وقت قصير جدا هو دقائق معدودة من عملية التصفية لقائد اللواء الغزي، فجر يوم الثلاثاء جرت محاولة سرية، فشلت كما يبدو في دمشق، لتصفية الرجل الثاني في قيادة الجهاد، اكرم العجوري.

المعروف بالتأكيد هو أن أبو العطا اعتبر في اسرائيل عقبة امام تسوية بعيدة المدى. اهداف عملية التصفية (التي سميت “الحزام الاسود”) تم تحديدها في الجيش كما يلي: توجيه ضربة قاسية للجهاد وخلق شرخ بين الجهاد وحماس (بواسطة امتناع حماس عن المشاركة في اطلاق النار) والسعي الى انهاء سريع للقتال من خلال “تشكيل واقع امني جديد في الطريق الى تسوية بعيدة المدى”. المصادقة النهائية على التصفية اعطيت في جلسة الكابنت في بداية الاسبوع الماضي.

منذ ذلك الحين انتظروا في الاجهزة الامنية حدوث تقاطع بين نافذتين للفرص. الاولى تتعلق بانخفاض ما في التهديد الفوري لعملية انتقام ايرانية ضد اسرائيل. الثانية، مرتبطة باحتمالية ضرب قائد اللواء الفلسطيني في الوقت الذي لا يكون فيه محاط بحزام بشري مكثف حوله. النافذة الاولى جاءت في الاسبوع الماضي كما يبدو بسبب انشغال ايران المتزايد بالاضطرابات الجماهيرية في العراق ولبنان التي تهدد بضعضعة سلطة الحكومات المقربة من طهران. أبو العطا فتح النافذة الثانية التي منها جاء الصاروخ الذي قتله. لقد نام في شقة سرية مع زوجته. وفي اسرائيل قرروا أن امكانية موت مواطنة واحدة فقط والقدرة على ضرب قائد اللواء دون هدم مبنى كامل، تبرر المصادقة على عملية التصفية.

الصدمة “المتوقعة” التي اثارها موت أبو العطا وعدم تقديم المساعدة من حماس مست بقدرة الجهاد على التسبب بأضرار. خلال 48 ساعة اطلقت من القطاع مئات الصواريخ، لكن الدمار الذي تسببت به كان قليل نسبيا وتلخص بعدد من المصابين باصابات طفيفة، بعضهم اثناء الاسراع الى المناطق الآمنة. في المقابل، حسن سلاح الجو و”أمان” والشباك بدرجة كبيرة القدرة على ضرب خلايا اطلاق الصواريخ، التي كانت تشكل عقب اخيل الجيش في الجولات السابقة. بشكل عام، مستوى نظام صواريخ الجهاد فاجأ الجيش للافضل بضعفه. ويجب علينا الافتراض أن المواجهة مع حماس ستكون قصة مختلفة تماما.

حتى وقف اطلاق النار تم احصاء نحو 20 قتيل من نشطاء الجهاد، وهذا يعتبر ضربة اخرى له. وفي نفس الوقت رفضت حماس لتقديم المساعدة له. من ناحيتهم، “الجهاد هو الذي تسبب بما حدث، فليأكل ما طبخه”، وصف ذلك ضابط رفيع في هيئة الاركان. 

اضافة الى المس بخلايا الاطلاق، الجيش ايضا قام بعمل تغطية فعالة لجهاز الدفاع الجوي: بطاريات القبة الحديدية نشرت في منطقة الجنوب ومنطقة المركز واعترضت نحو 90 في المئة من الصواريخ التي كان يمكن أن تضرب المناطق المأهولة. وحتى الحادثة في دير البلح نجح سلاح الجو بالحفاظ على اضرار قليلة نسبيا بالمدنيين. هذا رغم حقيقة أن الهجمات تمت في معظمها في مناطق مأهولة ومكتظة بشكل خاص. التي بينها نشر الجهاد مواقعه العسكرية والوسائل القتالية.

بين الردع والانذار

على سلسلة هذه الانجازات للجيش الاسرائيلي عتم الخلاف حول خطوة استثنائية اتخذت في صباح يوم الثلاثاء. بعد ثلاث ساعات على عملية التصفية. بتعليمات من قيادة الجبهة الداخلية تم الغاء الدراسة في المدارس في منطقة غوش دان، والعاملون الذين يعملون في وظائف غير حيوية تلقوا توجيهات بعدم المجيء الى اماكن عملهم. هذا القرار اثار انتقاد موضوعي من جانب اقتصاديين يقلقون على الاضرار بالاقتصاد الذي قدر بالمليارات ومعه انتقاد سياسي.

في اليمين المتطرف احتجوا على الاهانة الوطنية التي كانت نتيجة شل مركز البلاد بسبب اغتيال أحد الارهابيين، الذي كما يبدو غير مهم بشكل خاص. في اليسار، وفي هذه الصحيفة ايضا، اوضحوا بأن اسرائيل ضعيفة وخائفة. لقد فقدت الردع امام حماس، علي خامنئي وحسن نصر الله، يستخفون بنا وكل ذلك بالطبع المسؤول عنه هو نتنياهو.

عمليا، غزة هي عقدة لا نتنياهو ولا خصومه في ازرق ابيض يعرفون كيفية حلها، رغم الاقوال البليغة من حين لآخر، التي تسمعها المعسكرات السياسية المتخاصمة. حكومات اسرائيل ونتنياهو الذي يترأسها في العقد الاخير، لا تبحث عن حل في القطاع، بل في افضل الحالات هي تثير الصراع وتأمل بشكل ما منع حدوث كارثة. الحديث عن فقد الردع امام حماس مبالغ فيه ولا اساس له من الصحة. بالضبط مثل الاحتفال باعادة الردع ازاء الجهاد في اعقاب عملية التصفية.

النقاش حول شل منطقة غوش دان هام وربما يكون هام جدا. من فحص الامر مع عدد من الجهات التي كانت مشاركة في عملية اتخاذ القرارات تتبين الصورة التالية: اثناء الاستعداد للاغتيال كانت هناك نية لاعطاء تعليمات سلوك متشددة في منطقة الجنوب وفقط دعوة السكان في المركز لاظهار اليقظة. في الصباح الباكر وقبل ذهاب العمال الى العمل والطلاب الى المدارس تم اتخاذ تحذيرات بشأن اطلاق صلية مكثفة من النار ومخطط توجيهها نحو غوش دان. القرار كان يجب أن يتخذ في دقائق معدودة، لكن بعد ذلك لم يكن بالامكان تنفيذ تراجع وارسال الاولاد الى بيوتهم في ذروة زمن الاكتظاظ في الشوارع. 

معظم المباني في غوش دان قديمة نسبيا. في المكاتب وفي المدارس تنقص المنطقة الآمنة. في قيادة الجبهة الداخلية ايضا اخذوا في الحسبان أنه بالمقارنة مع سكان غلاف غزة المعتادين على القصف والذين يدركون اهمية الانصياع الى تعليمات الحماية، فان انضباط الحماية الشخصية في المركز ستكون منخفضة بدرجة كبيرة. اضافة الى المصابين كان هناك خوف من أن قتل مدنيين سيؤثر على اطالة أمد العملية العسكرية، رغم أن احد الاهداف التي حددت للجيش كان انهاء سريع للتصعيد. على خلفية هذه الاعتبارات تمت بلورة التوصية المهنية لقائد الجبهة الداخلية، تمير يدعي، التي صودق عليها من قبل رئيس الاركان افيف كوخافي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في ميزان الاعتبارات هذا، الحفاظ على الحياة مقابل الحفاظ على روتين الحياة، يمكن قبول القرار بتفهم رغم ضرره الاقتصادي ورغم حقيقة أنه في نهاية المطاف اطلقت فقط عدة صواريخ على غوش دان، التي تم اعتراضها جميعها بنجاح. ومع ذلك، في الموازنة التي يقوم بها الجهاد لنفسه، فان شل مركز البلاد يمكن أن يعتبر انجازه الاساسي، اذا لم يكن الوحيد.

ايضا شبكة العلاقات بين الجيش وبين عدد من رؤساء المجالس والبلدات في الجنوب وفي السهل الساحلي، تعرضت هذا الاسبوع الى هزة. كان هناك موظفون اظهروا عدم ثقتهم باعتبارات الجيش واتخذوا بأنفسهم دون صلاحية قانونية فعلية، قرارات حول الغاء الدراسة والعمل على خلفية الوضع الامني. في قيادة الاركان يعتبرون هذه الاحداث محددة، لكنهم يعترفون أنها تدل ايضا على مشكلة مستقبلية اكثر اتساعا. ما زالت هناك فجوة كبيرة بين ادراك الجيش للمخاطر المحتملة، بالاساس في سيناريو حرب في الشمال، التي سيكون فيها الضرر على الجبهة الداخلية اكبر بدرجة لا تقاس، وبين توقعات الجمهور بأن قوات الامن ستوفر له حماية كاملة تقريبا اثناء الحرب.

تهديد سياسي جديد

ايام التصعيد في غزة وضعت في الظل التطورات السياسية، لكن لا يمكن فصل العلاقة بين المجالين. نتنياهو ادار بداية الازمة بقبعته المزدوجة كرئيس حكومة ووزير دفاع. نفتالي بينيت تولى منصبه الجديد في يوم الثلاثاء قبل الظهيرة ودفع جانبا بدرجة ما من الاحتفال بالنجاح – العفو، من المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الاركان ورئيس الشباك – الذي جرى بعد نحو ساعة على توليه رسميا لمنصبه.

لا يمكن معرفة كم من الوقت سيبقى بينيت كعضو في حكومة انتقالية في وزارة الدفاع، لكن في الوقت الحالي هو يحاول ترسيخ صورته في اوساط الجمهور كمرشح شرعي للمنصب حتى على المدى البعيد. الفائدة المرافقة للمنصب، حراس وصور مشرقة مع ضباط كبار وصور سيلفي مع ابتسامات مع المقاتلين وزمن بث لا ينتهي في الاذاعة والتلفاز، تساوي الذهب بالمفاهيم السياسية، طالما لا يوجد أي تورط عسكري.

على طول التصعيد في الجنوب كان يبدو أن نتنياهو لا يصرف انتباهه عن الهدف الآخر الماثل أمامه وهو ضعضعة الامكانية التي احتمالاتها تظهر ضعيفة اصلا، في أن يقوم عضو الكنيست بني غانتس وازرق ابيض بتشكيل حكومة أقلية بدعم من القائمة المشتركة. أول أمس، في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ ما تزال تحلق في سماء سديروت وعسقلان، كلف رئيس الحكومة نفسه وعقد جلسة خاصة للكنيست، بعد أن انهى زيارة مشتركة مع بينيت وكوخافي الى فرقة غزة. وسرعان ما تبينت القيمة المضافة من ناحيته. في خطابه هاجم نتنياهو اعضاء الكنيست العرب واتهمهم بشكل مباشر بجرائم حرب التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة. 

نفس الرسالة يكررها المتحدثون بلسانه والمتملقون له في الشبكات الاجتماعية منذ بضعة ايام: جميع اعضاء الكنيست هم مؤيدون للارهاب. لذلك، حتى دعمهم من الخارج للائتلاف برئاسة ازرق ابيض سيكون مرفوض وممنوع. ليس صدفة، تم مؤخرا قطع ظهورات علنية لغانتس ورئيس اركان سابق آخر من حزبه، غابي اشكنازي، بهتافات شتائم من قبل اعضاء اليمين الذين اتهموه باليسارية وحب العرب.

الثناء على اداء الجيش في التصعيد في غزة كسبه رئيس الاركان الحالي بنزاهة. حتى لو رافقه احيانا نوع من التملق الصحفي. ولكن خلال احدى الموجات المفتوحة أول أمس طرح ادعاء مدهش يقول إن نجاح الجيش الاسرائيلي بقيادة كوخافي في ضرب خلايا اطلاق الصواريخ هو بالاساس اصلاح خطأ لسلفه آيزنكوت.

ليس مجرد اهمال متعمد: سياسة آيزنكوت، قيل، منعت الجيش من المس بالارهابيين في جولات التصعيد السابقة في غزة، وكل الهجمات وجهت فقط ضد مكاتب ومخازن العدو. بكلمات اخرى، رئيس الاركان السابق هو نوع من الخائن، الذي بتجاهله بشكل متعمد خلايا الاطلاق سمح للعدو بأن يطلق بدون ازعاج على سديروت وعسقلان.

تقريبا لا حاجة الى القول بأن الامر يتعلق بعرض عبثي تماما. ولكن يجب عدم الخطأ هنا: هدفه ليس فقط تعظيم كوخافي، بل الاهم هو تعظيم نتنياهو الذي قام بتعيينه لهذا المنصب. نتنياهو كما هو معروف، قام بتعيين آيزنكوت وغانتس ايضا؛ وفي الحالات الثلاثة صادق بشكل عام على توصية وزير الدفاع. لقد تم هنا تحديد هدف آخر في خطة تعكس صفحة الرسائل اليومية من المقر في شارع بلفور. آيزنكوت قصر عطلة استقالته من الجيش في نهاية آذار، وبسبب الحملات الانتخابية التي جرت منذ ذلك الحين اجتاز بصورة سريعة فترة التجميد المطلوبة من كبار قادة الجيش قبل الدخول الى السياسة. منذ اللحظة التي فعل فيها ذلك، اصبح تهديدا سياسيا محتملا يجب احباطه. 

لم يكن لدى كوخافي في هذا الاسبوع وقت لمتابعة البث. ولكن هالته لن تأتي بواسطة اغاني المدح المغطاة في بث القناة العسكرية، وهي بالتأكيد لا يجب أن تبنى على تشويه منهجي لنشاط سلفه. وتوجد مقولة عسكرية قديمة تقول إن الرد على سؤال من هم الضباط الاسوأ في منظمة، سيكون دائما، من كان قبلي ومن سيأتي بعدي. كوخافي لم يتصرف في السابق حسب هذه الطريقة. ولا يوجد سبب كي يسمح بذلك الآن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى