ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – القبض على السجناء احياء هو النتيجة الافضل من ناحية اسرائيل

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 12/9/2021

” لو أنه تم قتل الفارين لكانت مكانتهم كأبطال وطنيين ستكون مضمونة، وكان الجهاد الاسلامي سيطلق الصواريخ من القطاع. مطاردة الفارين المتبقيين مستمرة، ويتم فحص احتمالية أن واحد منهما على الاقل يختبيء في منطقة جنين “.

إن ما أفسدته مصلحة السجون قامت باصلاحه في ليلة السبت اذرع الامن الاخرى. مطاردة مشتركة للشرطة والشباك والجيش أدت الى القبض على اربعة سجناء من بين الستة سجناء الذين هربوا في بداية الاسبوع الماضي من سجن جلبوع، قرب القرى العربية داخل حدود الخط الاخضر. مطاردة الاثنين الآخرين مستمرة ويتم فحص احتمالية أن يكون واحد منهما على الاقل قد نجح في اجتياز الخط الاخضر ويحاول الاختباء في منطقة جنين في شمال الضفة الغربية.

النتيجة الجزئية التي تم تحقيقها هي الافضل الذي كان يمكن أن نأمله من وجهة نظر اسرائيلية. خلافا للتوصيات الثابتة للعديد ممن يجلسون خلف لوحات المفاتيح، فانهم في جهاز الامن فهموا جيدا أنه في الظروف التي تشكلت فان الهدف المرغوب فيه هو القاء القبض على السجناء وليس قتلهم. لو أن الفارين قتلوا بنار قوات الامن لكان قد تشكلت بهذا وصفة مضمونة للتصعيد: مكانتهم كأبطال وطنيين كانت مضمونة وكان شباب كثيرون في الضفة الغربية سيرغبون في الذهاب في اعقابهم. ربما الاخطر من ذلك هو أن الجهاد الاسلامي، الذي خمسة من الفارين محسوبين عليه، كان بالتأكيد سيطلق الصواريخ من القطاع نحو اسرائيل. موت الفارين كان يمكن أن يشعل تصعيد مواز في ساحتين.

الآن في الوقت الذي فيه الاربعة في أيدي الشرطة والشباك، وهم معافون وسليمون، لا يوجد حساب دموي جديد ولا يوجد للتنظيمات الفلسطينية ذريعة للتمسك بها من اجل اعادة اشعال المناطق. ولا يقل عن ذلك اهمية هو أن اذرع الامن اثبتت قدرة استيقاظ سريعة جدا، بعد سلسلة اخفاقات محرجة مكنت من الهرب من السجن. شعور الارتياح المعين، في الحكومة وفي جهاز الامن، ينبع ايضا من حقيقة أن اكثر الاشخاص شهرة من بين السجناء، زكريا الزبيدي ومحمود العارضة، قد القي القبض عليهما احياء. من التفاصيل الاولى التي ظهرت في الاحاطات التي قدمتها الشرطة تظهر الفجوة البارزة بين المبادرة والشجاعة التي اظهرها الفارون في تخطيط الهرب من السجن وبين ما حدث بعد ذلك. قصة بدأت مثل فيلم هوليودي انتهت مثل الاخراج في قناة مجتمعية. الهرب الجريء استبدل بارتجال يائس بعد ذلك. المعتقلون الاربعة الذين القي القبض عليهم كانوا متعبين ومشوشين قليلا. خلافا  لجزء مما نشر بعد الهرب يتبين أنه لم تنتظرهم سيارة هرب خارج السجن. لقد ساروا مشيا على الاقدام، وباستثناء توقف واحد في القرية العربية الاسرائيلية، الناعورة، يبدو أنهم لم يحصلوا على مساعدة كبيرة من الخارج.

من الارجح أن الحاجة للحفاظ على السرية منعتهم من أن ينسقوا مسبقا خطواتهم مع اشخاص خارج السجن. وكما كتب هنا أمس فان المنطقة التي اختاروا الاختباء فيها أملتها عليهم نتائج مطاردتهم. الاربعوا بقوا داخل حدود الخط الاخضر وهم لم يكونوا مسلحين. هذه الحقيقة ضمنت استسلامهم بدون أي اصابة. واذا وصل واحد من الاثنين الى جنين فربما سيشعرون هناك بأنهم اكثر أمنا. اجهزة السلطة الفلسطينية تقلل من الدخول الى المخيم، والنشطاء المسلحين سيوفرون الحماية للفارين من السجن الاسرائيلي. ولكن دخول اسرائيلي الى المدينة سيرافقه تبادل لاطلاق النار، ويمكن ايضا أن ينتهي بموتهما. يجب ايضا الاخذ في الحسبان احتمالية أن يريد الاثنين تنفيذ عملية في محاولة للتسبب بالضرر قبل القاء القبض عليهم أو قتلهما. في نفس الوقت يستمر التوتر في الاقسام الامنية في السجون. السجناء الفلسطينيون يخططون ليوم اضراب واحتجاج في يوم الجمعة القادم، بعد المس بغرف السجن في اعقاب الهرب.

إن القاء القبض على السجناء الاربعة ابرز نبوءات الغضب لاتباع رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الذين قالوا إن الهرب من السجن هو الدليل على ضعف حكومة بينيت – لبيد، وهو ينبع بشكل عام من عدم الردع الاسرائيلي امام الارهاب. الهرب نبع من استغلال اخفاقات كثيرة في المنشأة المحمية جيدا من قبل مؤسسة امنية ضعيفة جدا التي قيادتها العليا لا تنجح في أن تغرس فيها مستوى مرتفع من المهنية والانضباط. هذا الحدث كان يمكن أن يحدث في ولاية نتنياهو، الذي تم في فترة ولايته اضعاف مصلحة السجون والشرطة بشكل متعمد، بالضبط مثلما حدث في نهاية المطاف في ظل نفتالي بينيت.

في المقابل، ايضا احتفالات النصر لمؤيدي الحكومة في الشبكات الاجتماعية بعد عملية الاعتقال، محرجة بدرجة معينة. الحديث لا يدور عن عملية “عنتيبة”، بالضبط مثلما الهرب لم يكن هو فشل  حرب يوم الغفران. كل ما حدث في الليلة الماضية هو أن قوات الامن قامت بعملها. يبدو أنه حتى بعد مغادرة نتنياهو فان اسرائيل تتصرف كدولة في حالة فوضى وتتحرك بانتظام بين التقصير والاحتفال. وظهرها الى الحائط فان الشرطة زودت بينيت بما يبدو أنه لحظة نجاة سريعة من ازمة امنية خطيرة. احيانا رئيس الحكومة يحتاج الى الحظ. وهذا ما حدث لبينيت ايضا قبل شهر، في ذروة تفشي سلالة دلتا للكورونا، حيث أن قرار اعطاء التطعيم الثالث أدى الى وقف ارتفاع الاصابة دون أن يحتاج الامر فرض الاغلاق في الاعياد.

ولكن ربما يكون النشر الهام في نهاية الاسبوع قد تم ابعاده قليلا على خلفية الانفعال الذي اثارته مطاردة السجناء. في “اخبار 12” نشر المراسل عميت سيغل أنه في محيط بينيت يقدرون أنه يتوقع حدوث “تدهور امني مهم” في قطاع غزة، الى درجة حدوث عملية عسكرية اخرى خلال بضعة اسابيع. بعد عملية حارس الاسوار في شهر ايار الماضي لم تنجح اسرائيل في املاء قواعد لعب جديدة في القطاع، وحتى الآن لم يتم التوصل الى اتفاق يضمن ادخال جميع اموال المساعدة القطرية الشهرية الى القطاع بالشروط التي تضعها اسرائيل. أول أمس تم اطلاق صاروخ من القطاع على النقب الغربي، بعد فترة قصيرة على القاء القبض على الفارين الاولين. ومساء أمس تم اطلاق صاروخ على سدروت وتم اعتراضه. ايضا هذا يمكن أن يكون اشارة من حماس. 

اريك (هارس) بيربينغ، الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة في الشباك قال في محادثة مع “هآرتس” إنه في التصعيد الاخير ارادت حماس تعزيز العلاقة بين ما يحدث في القطاع وبين ما يحدث في القدس والضفة. هذه المنظمة اطلقت في شهر ايار ستة صواريخ نحو القدس ردا على المواجهات بين رجال الشرطة والمصلين في الحرم. هذه العلاقة لم يتم قطعها منذ ذلك الحين، ومن المهم لحماس الحفاظ عليها وعلى صورتها كحامية للشعب الفلسطيني من اسرائيل.

بيربينغ اشار لظاهرة اخرى يمكن أن تؤثر على القضية الحالية، ويجب أن تقلق اسرائيل ايضا على المدى البعيد. مخيمات اللاجئين في شمال الضفة تحولت الى مناطق شبه مستقلة، تسيطر فيها مليشيات مسلحة تمنع السلطة من أي موطيء قدم. في عدد من الحالات فان من يمول هذه المليشيات هو محمد دحلان، زعيم فتح في المنفى وخصم رئيس السلطة محمود عباس. كلما اقترب حكم عباس من نهايته بسبب عمره فان ذلك يعتبر تطور سيؤثر ايضا على الواقع الامني تجاه اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى