ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – العائق ضد الانفاق بدأ يؤتي أكله ، وفي القطاع يفحصون البدائل

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 21/10/2020

رغم فقدان الذخر الاستراتيجي لحماس، من المرجح أن لا يؤدي الكشف عن النفق على حدود قطاع غزة الى تدهور عنيف. وفي الوقت الحالي يركز يحيى السنوار على تحسين وضع سكان القطاع بالوسائل الاقتصادية “.

كشف النفق على حدود قطاع غزة أمس يذكر اسرائيل وحماس بالايام الخوالي التي كانت فيها قوة الاحتكاك العسكري بين الطرفين أعلى بكثير. ولكن الظروف الحالية، وباء الكورونا والحاجة الملحة لحماس الى مساعدات عسكرية للقطاع ورغبة اسرائيل في الدفع قدما بصفقة الأسرى والمفقودين، هي ظروف مختلفة تماما. لذلك، هناك احتمالية معقولة بأنه على الرغم من هذا الذخر الاستراتيجي العسكري الهام الذي فقده الفلسطينيون، فان الكشف عن النفق لن يؤدي في اعقابه الى تدهور عنيف. مساء أمس اطلق صاروخ واحد من القطاع على مستوطنات غلاف غزة وتم اعتراضه من قبل القبة الحديدية.

اسرائيل بدأت باقامة حاجز ضد الانفاق على حدود القطاع في 2017، كعبرة متأخرة لمفاجأة الانفاق في عملية الجرف الصامد في صيف 2014. معظم المشروع، فوق وتحت الارض، تم استكماله. الانتهاء الكامل من المشروع سيكون في شهر آذار السنة القادمة. التكلفة الشاملة للمشروع كبيرة، نحو 3 مليارات شيكل. يصعب تخيل أن الجيش الاسرائيلي كان سيحصل على مصادقة على ميزانية كهذه التي معظمها تم تمويلها من خارج ميزانية الدفاع في ظل الازمة الاقتصادية الحالية.

ولكن، حتى قبل انتهاء الاعمال فان العائق بدأ يؤتي أكله. حتى الآن كشف حوالي 20 نفق، عدد منها بمساعدة تكنولوجيا تم نشرها من خلال اقامة الجدار الجديد. هذا ما حدث ايضا مع النفق الجديد الذي حفر من المنطقة التي تقع شرق خانيونس الى منطقة كيسوفيم داخل اراضي اسرائيل، في القطاع الاوسط من حدود القطاع. الحفر وصل الى اراضي اسرائيل على بعد بضع عشرات من الامتار وبعمق كبير نسبيا. النفق لن يتجاوز الجدار نفسه، الذي لا يسير تماما مع الحدود، وفي جزء من الحالات يكون الجدار شرق الحدود قليلا. ولأن النفق لن يتجاوز الجدار فلا يوجد أي خطر منه على المستوطنات الاسرائيلية في المنطقة التي توجد في الطرف الآخر.

المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد هيدي زلبرلمان، قال مساء أمس إنه يبدو أن النفق كان “في طور التشكل” وأنه تم كشفه من قبل الجيش قبل أن يستكمل العمل فيه. بكلمات اخرى، هذا نفق جديد نسبيا والعمل فيه تم في السنوات الاخيرة، رغم بناء العائق في الطرف الاسرائيلي. زلبرلمان رفض القول من هي المنظمة التي قامت بحفره بذريعة أن الامر لم يستوضح بصورة نهائية بعد من ناحية استخبارية. مع ذلك، التقدير المعقول هو أن حماس هي التي تقف وراء هذا المشروع. حفر انفاق هو عملية باهظة التكلفة. ومن بين جميع التنظيمات في القطاع، بالاساس من يتولى الحكم، يمكنه تمويل ذلك. فقط انفاق معدودة حتى الآن حفرت من قبل الجهاد الاسلامي.

ومثلما في معظم الصراعات بين التنظيمات الارهابية والعصابية والجيوش الاكبر، هناك نوع من “المنافسة في التعلم” التي فيها الطرف الضعيف يحاول العثور على نقاط ضعف في تنظيم الطرف الاقوى، والطرف الاخير يعمل من اجل اصلاحها. هذا ما حدث على مدى السنين ايضا في القطاع.

حتى العام 2011 كان السلاح الاساسي للتنظيمات الفلسطينية في غزة هو الصواريخ. ومنذ اللحظة التي دخلت فيها القبة الحديدية الى حيز العمل وتبين أن الجيش الاسرائيلي نجح في أن يعترض بواسطتها معظم الصواريخ التي اطلقت على المناطق المأهولة في جنوب البلاد، بدأ الفلسطينيون يبحثون عن بدائل. نجاحهم كان جزئيا، لكن اثناء عملية الجرف الصامد تمكنوا من الدخول الى اراضي اسرائيل من خلال عدة انفاق وقتل جنود. العملية التي بدأت بعملية ضد القذائف، غيرت الاتجاه الى عملية ضد الانفاق، وحتى انتهائها تم العثور على نحو 30 نفق وتدميرها.

استكمال العائق يمكن أن يصعب اختراق انفاق اخرى الى اراضي اسرائيل. ومن الآن واضح أن التنظيمات في القطاع تعمل على ايجاد وسائل بديلة تتجاوز نظام الدفاع الاسرائيلي. ومن بين امور اخرى، من المعقول أنه ستبذل جهود لاستغلال المجال الجوي – بواسطة استخدام متزايد للطائرات المسيرة والطائرات بدون طيار.

ولكن في هذه الاثناء، الاستخبارات الاسرائيلية تعتقد أن معظم عمليات حماس العسكرية تجري من اجل بناء القوة، أي اعدادها تمهيدا لمواجهة مستقبلية، وليس بهدف الوصول الى تصعيد مع اسرائيل في الوقت القريب. في أواخر العام 2020 يبدو أنه على الاقل على المدى القصير، زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، اتخذ خياره الاستراتيجي. السنوار معني بتحسين الوضع الحرج لسكان القطاع وهو ينشغل تماما في محاولة فعل ذلك بوسائل اقتصادية.

السنوار يريد تأمين المساعدة الثابتة لقطر، بما يتجاوز الثلاثين مليون دولار شهريا، التي تعهدت بتحويلها الى القطاع حتى نهاية هذه السنة. ربما أن دخول لاعبين جدد – قدامى الى الساحة، مثل اتحاد الامارات والسعودية، من شأنه أن يوفر له مصادر دخل اخرى. تجاه الخارج، اسرائيل تهتم باظهار خط متصلب تجاه حماس.  ولكن عندما ننظر على طول السنين يمكن أن نرى أنه يوجد لها تفضيل استراتيجي واضح. حكومات نتنياهو المتغيرة تفضل ادارة النزاع مع حماس بثمن الحد الادنى والامتناع قدر الامكان عن مواجهة محتملة اغلى ثمنا. حتى لو أن هذه المواجهة يمكن أن تثمر تغيير اساسي في الوضع.

الآن وبالدمج بين ضائقة الكورونا والحاجة الى حل ضائقة عائلات الاسرى والمفقودين، هناك كما يبدو فرصة للتوصل الى تسوية تضمن هدوء لمدى اطول في القطاع. الجهات الامنية، وبالتأكيد الجيش الاسرائيلي، يؤيدون المصادقة على مشاريع كبيرة في مجال البنى التحتية في القطاع، على أمل التوصل الى وقف لاطلاق النار طويل المدى. الحكومة تنشغل بالكورونا وهي منقسمة الى قسمين بسبب الازمة السياسية، وهي تجد صعوبة في هذه الاثناء في توفير حبل النجاة لعملية من شأنها أن تؤدي الى نتائج كهذه، خاصة اذا كان يكتنفها تحرير سجناء فلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى