ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – الضغط في غزة من تفشي الوباء أدى الى تسوية هشة

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 2/9/2020

حماس من شأنها أن تستنتج من أحداث الايام الاخيرة أنه يمكن العودة الى استخدام القوة العسكرية ضد اسرائيل من اجل ابتزاز تسهيلات. وادارة ترامب تنوي استكمال بيع طائرات اف35 لدولة الامارات حتى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة “.

في اسرائيل خافوا من أن التصعيد في قطاع غزة سيغطي على الزيارة السياسية العلنية الاولى في اتحاد الامارات. ولكن في النهاية حدث العكس تماما. في الوقت الذي وصلت فيه البعثة الاسرائيلية الى أبو ظبي اغلق هنا الجيران القطريون من الخليج قضية اخرى مؤقتة بين اسرائيل وحماس. وكالعادة، هذه صفقة متواضعة نسبيا، التي ستصمد لفترة محدودة. والى أن يأتي سبب آخر للاشتعال فان قطر ستواصل احضار الاموال في كل شهر واسرائيل ستتعهد برفع قيود عن مشاريع للبنى التحتية وحماس ستتوقف عن اطلاق البالونات المتفجرة والصواريخ.

من قام هذه المرة بتسخين الساحة بشكل متعمد هو زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار. في شهر تشرين الثاني الماضي توصل الطرفان الى تفاهمات حول وقف اطلاق النار المستمر مقابل ضخ مساعدات، تسهيلات اقتصادية ومشاريع جديدة في القطاع. هذه الوصفة تعرضت لضربة اولى عند تفشي الكورونا في المنطقة في شهر آذار. ولأن أن حماس كانت خائفة من الوباء فقد اوقفت ارسال العمال الـ 7 آلاف من غزة الذين سمحت لهم اسرائيل بالدخول للعمل في اراضيها. هذه التسوية انهارت نهائيا قبل شهر عندما اعتقد السنوار بأنه شخص ضعف اسرائيلي نبع من الدمج بين تفشي الكورونا والازمة السياسية، وبدأ بالضغط.

خلافا للسابق، حماس حتى لم تحاول اخفاء خطواتها. هذه كانت خلاياها العسكرية التي اطلقت مئات البالونات المتفجرة في الوقت الذي فيه معظم القذائف اطلقته فصائل اخرى. اسرائيل ردت بعدة عمليات عقابية، هجمات جوية ضد عدد كبير نسبيا من الاهداف، تضييق منطقة الصيد وتقييد كمية الوقود التي تم ادخالها الى القطاع بصورة اضرت بشكل كبير بالتزويد بالكهرباء.

الآن كما هي العادة، تتطور معركة حول الرواية. في جهاز الامن يقولون إن الردود القوية للجيش الاسرائيلي هي التي اقنعت حماس بالتوقف؛ وفي حماس ينسبون الاتفاق لقوة المقاومة الفلسطينية. ولكن التفسير الحقيقي يختفي كما يبدو في مكان مختلف تماما. في الاسابيع الاخيرة سجل ارتفاع حاد في عدد الاصابات بالكورونا في القطاع. من فضاء “اخضر” بشكل كامل، انتقلت غزة الى المواجهة مع اكثر من 300 مصاب، رغم خطوات الحجر القاسية المتبعة تجاه من يعودون اليها من الخارج.

على خلفية الاكتظاظ والظروف الصحية الصعبة فان قيادة حماس توجد في حالة ضغط كبير من امكانية أن يتفشى الوباء بسرعة. حول مخيمات اللاجئين في وسط القطاع التي فيها ينتشر بالاساس الوباء، وضعت اكوام من التراب لمنع السكان من الخروج. ويبدو أنه في هذه الظروف فقدت حماس الرغبة في الحروب.

حسب الاتفاق الذي طبخه مبعوث قطر، محمد العمادي، ستحصل حماس في هذا الاسبوع على 30 مليون دولار احضرها المبعوث معه وستوزع بين موظفي حماس وبين العائلات المحتاجة. مبالغ اكبر بقليل سيتم ارسالها الى القطاع بدء من الشهر القادم. اسرائيل من ناحيتها سترفع القيود التي اعاقت اعمال البنى التحتية. وهناك ايضا تفاهم حول ادخال مساعدات طبية اخرى، الى جانب فحوصات الكورونا التي حصلت عليها حماس مؤخرا. ربما أن الامر يتعلق ايضا بأجهزة التنفس الاصطناعي.

السنوار كان مضغوط بسبب الوباء لمرة واحدة في نيسان. ولكن في حينه نجحت السلطات هناك في السيطرة عليه. هذه المرة يبدو أن الوضع معقد أكثر. ربما فتحت هنا ثغرة جديدة للنقاش في موضوع المواطنين الاسرائيليين وجثامين الجنديين الاسرائيليين المحتجزة في القطاع. في المرة السابقة ألمح السنوار بأنه منفتح ازاء المفاوضات مقابل المساعدات الطبية. الحاجة الآن اصبحت أكثر الحاحا كما يبدو.

ما زال يجب علينا ذكر مسألة التفاهمات الهشة، وأن السنوار يمكن أن يستنتج من احداث الايام الاخيرة بأنه يمكن العودة الى استخدام القوة العسكرية ضد اسرائيل من اجل ابتزاز تسهيلات وتفاهمات. الامر الآخر الذي يجب أخذه في الحسبان هو مزاج العمادي. في قطر غير متحمسين من الخطوة الاخيرة للامارات، الذين بصعوبة استثمروا الاموال في المناطق مؤخرا والآن تجاوزوهم بعملية التفافية بواسطة الاتفاق مع اسرائيل. ربما سيملون في وقت ما من أن يستخدموا كمحفظة لحماس اذا لم تتم ترجمة هذا الامر الى مكانة اقليمية حقيقية.

جلد ذاتي

في الضفة الغربية السلطة الفلسطينية ما زالت لا تظهر أي استعداد للعودة الى التنسيق الامني والمدني مع اسرائيل رغم أنه مرت تقريبا ثلاثة اسابيع منذ اعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن تجميد خططه لضم المستوطنات كجزء من المفاوضات مع دولة الامارات. يبدو ان رئيس السلطة الفلسطينية الذي تفاجأ من الخطوة السرية التي قامت اسرائيل والامارات بحياكتها، معني بتعهد واضح من نتنياهو بأن الضم لن يتم طرحه مستقبلا، من اجل العودة الى التنسيق.

محمود عباس يقوم بمعاقبة نفسه بدرجة ما، لأن السلطة، وبالاساس السكان الفلسطينيين، هم المتضررون الرئيسيون من قطع العلاقات، الذي يؤثر ايضا على الوضع الاقتصادي في رام الله. في هذه الاثناء قال أمس ممثلون رسميون في الامارات لمراسلين اسرائيليين بصورة صريحة إنهم ايضا هناك ينتظرون تعهدات اسرائيلية بأن لا يكون هناك ضم. وفي الاتصالات المبكرة بين الطرفين تم الحديث عن تعهد لخمس سنوات. وحسب علمنا، نتنياهو لم يستجب لذلك.

في نفس الوقت، بقيت مسألة تزويد طائرات اف35 لدولة الامارات. رغم الانكار التام من قبل نتنياهو فانه يتبين اكثر فأكثر بأنهم في الخليج يتوقعون حدوث صفقة مع الولايات المتحدة ويأملون أن تكون المعارضة الاسرائيلية هي معارضة لفظية، وبصورة تمكن الادارة الامريكية من تليين تعهد ترامب بالحفاظ على تفوق اسرائيل العسكري. وزير الدفاع بني غانتس صادق في هذا الاسبوع في مقابلة مع “جيروزاليم بوست” بأن هناك اتصالات حول صفقة الطائرات. واضاف بأن اسرائيل يمكنها أن تحصل ايضا على انظمة قتالية واسلحة كتعويض عما سيحصل عليه الاماراتيون.

موقع “فورين بوليسي” كتب بأنه على الرغم من أن الدفع قدما بصفقة طائرات كهذه يحتاج بشكل عام الى فترة زمنية تبلغ سنة تقريبا، إلا أن الادارة الامريكية معنية بانهائها قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني، أو على الاقل في حتى شهر كانون الثاني من العام القادم. وتيرة المصادقة على الصفقة في الكونغرس والتي من المتوقع أن تضع علامات تساؤل بخصوص تأثيرها على أمن اسرائيل، مرتبطة ايضا بقوة المعارضة التي سيظهرها نتنياهو. القانون الامريكي لا يمنح اسرائيل حق الفيتو على صفقات تعرض للخطر التفوق النوعي، بل فقط يلزم الرئيس بالتشاور معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى