ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – الاتفاق في افيتار لا يعكس حل وسط ،  بل خضوع لارادة المستوطنين

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 29/6/2021

” رغم التوازن الداخلي في الحكومة إلا أنه فعليا القرارات يتم اتخاذها لصالح مصلحة بينيت. ومثلما في حلول وسط كثيرة في المناطق فان الحلول المؤقتة يمكن أن تتحول الى حقائق على الارض “.

الاتفاق الآخذ في التبلور بين الحكومة والمستوطنين في بؤرة افيتار الاستيطانية غير القانونية لا يعكس حل وسط، بل يبشر بانتصار كبير للمستوطنين. الايام الاولى لحكومة بينيت – لبيد تثبت مرة اخرى ما كان معروف منذ فترة طويلة: رؤساء المستوطنون هم مجموعة الضغط الاقوى في الدولة. تبديل الحكومة وانتهاء ولاية بنيامين نتنياهو لا يقلل من هذه الحقيقة، ربما العكس: ممثلوهم يوسي دغان ودانييلا فايس يعرفان بالضبط على أي زر يكبسون من اجل تشغيل نفتالي بينيت واييلت شكيد.

حسب التفاهمات التي تلوح في الافق بين الطرفين، سيخلي المستوطنون الارض التي صعدوا اليها دون اذن قبل نحو شهر ونصف. ولكن البيوت التي بنيت بسرعة وفي الليل، تقريبا 40 مبنى ثابت، ستبقى على حالها. والى أن يتم استيضاح المكانة القانونية للارض سيتم انشاء موقع عسكري في المكان ويعطى حتى وعد بأن تبنى هناك مدرسة اتفاق دينية. بينيت قال بعد ظهر يوم الاثنين في جلسة قائمة يمينا إن الاتفاق ما زال لم يتم انهاءه بعد ووصفه كـ “موضوع حساس”. تنفيذ الاتفاق يتعلق ايضا كما يبدو برأي المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت.

إن ما تم الاتفاق عليه، حسب المستوطنين، بعيد جدا عما قالته الدولة حتى قبل بضعة ايام. وزير الدفاع، بني غانتس، المسؤول المباشر عن الجيش، قال لرؤسائهم فقط قبل بضعة ايام بأنه لن يكون هناك حل وسط وأن البؤرة سيتم اخلاءها. ولكنه اكتشف بسرعة بتجربته الخاصة أن هذه الحكومة لا يتوقع منها المزيد من الاستمتاع مقارنة بالشراكة القسرية السابقة مع بنيامين نتنياهو. فقط في الاسبوع الماضي منع الشركاء في الحكومة محاولته في أن يشكل بسرعة لجنة تحقيق في قضية الغواصات. الآن هم يفرضون على غانتس خنوع في قضية البؤرة الاستيطانية. وزير الدفاع يمكنه فقط أن يتذمر بصمت، مع ذلك، هو يعتبر الجناح الساخط في الائتلاف الجديد، الشخص الذي لم يتصالح بعد مع التنازل القسري عن منصب رئيس الوزراء المناوب.

في الحالتين، الادعاء الذي يسمعه غانتس من نظرائه متشابه، التوازن الداخلي في الحكومة الجديدة دقيق جدا ويمنع أن يعرض للخطر استمرار ولايتها بخطوات استثنائية، التي لا تكون مقبولة على جميع اجزائها. عمليا، القرارات تتخذ لصالح مصلحة بينيت، حيث توجد في الخلفية دفيئته الايديولوجية وهي حركة الاستيطان. هذه كان يمكن أن تكون حكومة تغيير، لكن هذا الوعد يتم تجسيده في هذه الاثناء من جانبين، غير مهمين بحد ذاتهما. نتنياهو تم اخراجه من الصورة وعمل الحكومة اليومي لم يعد يتميز بالسم الذي نشره هو ومساعدوه بشكل دائم في سنواته الاخيرة في هذا المنصب. 

في المسائل المهمة الآن، اليسار هو الذي ينحني امام اليمين. صوت ممثلي الجناح اليساري في الحكومة، العمل وميرتس، ولنفترض حتى يوجد مستقبل، لا يسمع. فقط عضو الكنيست موسي راز (ميرتس) نشر حتى الآن بيان ادانة للاتفاق مع المستوطنين. حتى سابقة لم يتم وضعها منذ سنوات طويلة وهي اقامة مستوطنة ثابتة بدون مصادقة في الضفة، ستبقى على حالها. ومثلما في تسويات كثيرة في المناطق، من ايام الون موريه في السبعينيات فصاعدا، فان الحلول المؤقتة ستتحول في نهاية المطاف الى حقائق ثابتة على الارض. اقامة موقع عسكري على الارض التي غزاها المستوطنون أو وعد بفحص مكانتها دون تحديد زمن ثابت، لا تسرع عودة الوضع الى ما كان عليه. 

ستمر سنوات كثيرة حتى يتمكن سكان القرى الفلسطينية قرب مفترق زعترة من العودة الى اراضيهم التي اقيمت عليها البؤرة الاستيطانية. من هذه الناحية فان الخطوة المتسرعة التي قام بها المستوطنون حققت غايتها. المجلس الاقليمي شومرون وعد بسيطرة اسرائيل على النقطة التي تعتبر نقطة استراتيجية لأن التواجد فيها يكسر التواصل الجغرافي الفلسطيني (مقاربة مشابهة تقرر مكان عدد كبير من المستوطنات والبؤر الاستيطانية). الجيش الاسرائيلي، الذي حتى بهذه الصورة يحتفظ بقوات اضافية بشكل ثابت في منطقة افيتار في الاسابيع الاخيرة ازاء المواجهات العنيفة مع الجيران الفلسطينيين، سيعلق حاليا مع الحاجة الى وضع قوات في موقع لا يوجد له في الحقيقة أي ضرورة عسكرية.

لقد احسنت دانييلا فايس كالعادة تلخيص الامر. فقد كانت هناك على التلال منذ ايام غوش ايمونيم قبل خمسة عقود. في مؤتمر صحفي اليوم سرحت فايس ببساطة: “في غوش ايمونيم تعلمنا أن دورنا هو ليس أن نثني ظهر الحكومة، بل أن نرفعه. الانجاز هو أننا نتقدم ونوصل الحكومة الى وضع هي تريده. من كان يتوقع أن هذه الحكومة ستجد طريقة للتحدث بدون لي الذراع، بل من خلال تقدير من يبنون البلاد. هذا انجاز مهم جدا. هذا الامر تعلمته من الحاخام لفنغر”. بينيت سيشرح الآن بالتأكيد أن الحل الوسط الذي يمكن أن يضمن الاخلاء الطوعي للسكان، منع سفك الدماء وحرب اهلية. ولكن اذا لم تحدث ازمة في اللحظة الاخيرة حول تطبيق التفاهمات فان الرسالة للقادة والجنود في الضفة الغربية بقيت واضحة: التسلسل الهرمي للسلطة على الارض بقي على حاله – في النهاية السلطات ستفعل ما يريده المستوطنون. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى