ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم شلومو افنري – يجب خفض نسبة الحسم

هآرتس – بقلم  شلومو افنري – 2/4/2021

بسبب الخوف من أن ازرق ابيض وميرتس من جهة، والصهيونية الدينية من جهة اخرى، لن تجتاز نسبة الحسم فان الاحزاب الرائدة في الكتلتين دعت مؤيديها للتصويت للحزب المتأرجح القريب منها.  

إن عدم الحسم في الجولة الانتخابية الاخيرة يدعو الى الحاجة الى اجراء تغييرات محتملة في طريقة الانتخابات وحتى في طريقة الحكم. لقد طرحت في السابق عدة اقتراحات بهذه الروح، بعضها يذهب بعيدا جدا. كل اقتراح كهذا يقتضي تقييم يأخذ في الحسبان ليس فقط مباديء الحكم والتمثيل، بل ايضا المصالح السياسية للاحزاب والكتل الحزبية، وتطبيقها بالتأكيد لن يكون عملا سهلا.

لكن ربما أن تغيير واحد يمكن تطبيقه بسهولة نسبية ومن خلال توافق كبير لأنه يتعلق بنسبة الحسم.

نسبة الحسم الحالية هي أحد اسباب التشوهات الشديدة التي ميزت جولة الانتخابات الاخيرة خلافا للهدف الاصلي والمعلن الذي من اجله حددت نسبة الحسم.

نسبة الحسم حددت للمرة الاولى قبل انتخابات الكنيست الثانية في العام 1951، وحددت بـ 1 في المئة. الهدف كان واضح وهو منع تزايد الاحزاب الصغيرة سريعة الزوال، التي تعكس طموحات شخصية أو مواقف سياسية هامشية كليا. نسبة الحسم المتدنية هذه حددت في الايام التي كان فيها عدد السكان في اسرائيل صغير وتم الفهم بأن استبعاد آلاف الاصوات القليلة من اصوات المصوتين الذين أيدوا القوائم التي لم تجتز نسبة الحسم،لم يكن يشكل أي مس كبير على بالعملية الديمقراطية. لاسباب ليس هذا هو المكان للوقوف عندها تم رفع نسبة الحسم، في البداية الى 1.5 في المئة وبعد ذلك الى 2 في المئة.

التغيير الجوهري والمشين كان في 2014 بمبادرة من احزاب اليمين. هو لم ينبع لاعتبارات موضوعية للحكم أو التمثيل، بل نبع لهدف قبيح وصارخ من اجل تقليص تمثيل العرب في الكنيست والمس بالاحزاب الاربعة التي مثلتهم. وكانت تجد صعوبة في اجتياز نسبة الحسم المرتفعة نسبيا، 3.25 في المئة، اذا ذهبت الى الانتخابات بصورة منفردة.

مثلما يحدث احيانا، كان لهذه الخطوة نتائج غير متوقعة، وبالتأكيد مخالفة لاهداف اليمين. فقد أدت الى توحيد الاحزاب الاربعة في قائمة عربية واحدة أعطت تمثيل للوطنيين العرب والاسلاميين والشيوعيين، الامر الذي لم ينجح الجمهور العربي في فعله بسبب تركيبته المتنوعة والتعددية، تحقق بسبب تعصب اليمين اليهودي. هكذا وجدت القائمة المشتركة التي حصلت في الانتخابات السابقة على 15 مقعد، هذا تحذير لمن يعتقد أنه بمساعدة هندسة انتخابات متطورة كما يبدو يمكنه أن يحقق ما لم ينجح تحقيقه بواسطة مواقفه السياسية أو دعايته الانتخابية.

ولكن لنسبة الحسم العالية كانت نتائج غير متوقعة اخرى أضرت بمبدأ التمثيل الذي يقف في اساس الطريقة النسبية القائمة. فقد شوهت حملة الانتخابات الاخيرة بصورة جوهرية لأنها حولت نسبة الحسم ليصبح الموضوع الرئيسي في الخطاب العام في طرفي الحملة الانتخابية.

بسبب الخوف من عدم اجتياز ميرتس وازرق ابيض من جهة والصهيونية الدينية من الجهة الاخرى لنسبة الحسم، حسب المعطيات التي تكرر ظهورها في الاستطلاعات، فان استطلاعات الحملة الانتخابية تركزت على تقارير عن نسبة الحسم وليس على سياسة أو على قادة هذه الاحزاب. المقاعد الثمانية التي حصل عليها ازرق ابيض الفاشل لبني غانتس والمقاعد الستة لميرتس، مثلما حصلت الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش، جاءت بدرجة كبيرة من صرخات استغاثتها ومن الخوف في كل من الكتل بأن جزء من الاحزاب القريبة منها لن تجتاز نسبة الحسم واصواتها تضيع هباء. هذه المخاوف أدت بالاحزاب الرائدة في الكتلتين الى أن تعرض على ناخبيها عدم التصويت لها بل اعطاء اصواتهم للحزب المتأرجح القريب منها.

من الارجح أنه ليس كل مؤيدي ازرق ابيض في الانتخابات الاخيرة، 300 ألف مصوت تقريبا، تأثروا بالقدرة السياسية وبقرارات غانتس. يبدو أنهم ذهبوا لمنع تبديد الاصوات في حالة أن حزبه لن يجتاز نسبة الحسم. ايضا ليس كل من صوت في هذه المرة لميرتس كان حقا يؤيد مواقفه. الادعاء بأن الامر يتعلق بتصويت استراتيجي هو تشويه للحقائق. الذي يوجد فيه ايضا مس بالتمثيل. اقوال مشابهة يمكن قولها ايضا عن جزء من مصوتي الصهيونية الدينية.

النتيجة الانتخابية كانت اضعاف قوة الاحزاب الكبيرة أو المتوسطة: لو أن نسبة التصويت لم تكن مرتفعة جدا لما كان هناك شك بأن عدد من مصوتي ازرق ابيض وميرتس كانوا سيصوتون ليوجد مستقبل أو العمل، وجزء من مصوتي الصهيونية الدينية كانوا سيعطون اصواتهم لليكود أو يمينا برئاسة نفتالي بينيت. حسب المعطيات الموجودة فان الامتناع عن التصويت لحزب يتأرجح حول نسبة الحسم كان سيخفف على الطرفين تشكيل الحكومة لأنه كان سيعزز الحزب الاكبر في كل كتلة من الكتلتين ويقلل الضغط الذي يمكن للشركاء المحتملين استخدامه عليها.

إن منع التمثيل لحزب مؤيديه كانوا اقل من 1 في المئة من المصوتين في دولة عدد سكانها هو 2 مليون نسمة يختلف عن منع التمثيل في الوضع الحالي الذي فيه يوجد في اسرائيل 9 ملايين مواطن. في الوضع الحالي فان عتبة 3.25 في المئة تمنع حزب يمثل تقريبا 100 ألف صوت من الدخول الى الكنيست. وهذا مس شديد بالديمقراطية وقرار الناخب.

أنا أدرك أن اقتراح العودة الى نسبة حسم 2 في المئة سيكون منطقي اكثر سواء تجاه الناخبين أو بالنسبة للنظام، يمكن أن يواجه بمعارضة. السبب الاساسي للمعارضة ستكون أن نسبة حسم منخفضة يمكنها أن تشجع احزاب صغيرة سريعة الزوال. لا يبدو لي أن هذا الخوف سيتحقق. بالتأكيد لأن هذا التغيير سيمنع التشويه غير المعقول الذي فيه المتنافسون في الحملة الانتخابية، الاستطلاعات ووسائل الاعلام، تتركز فيه على نسبة الحسم بدلا من مواقف المرشحين وانجازاتهم.

من الصعب الافتراض بأن غانتس كان سيحصل على اكثر من ربع مليون صوت، لو أن المنافسة كانت ترتكز على سجله فقط وليس على الخوف التاريخي من أن تضيع الاصوات التي ستعطى له. من المرجح ايضا أن الانجازات المتواضعة لميرتس كانت ستعكس قوته الحقيقية وليس خوف ناخبين كثيرين لا يتفقون مع مواقفه، الذين شعروا بأنهم مهددين باحتمالية أن هذا الحزب، الذي له جذور عميقة وراسخة في النظام السياسي في اسرائيل، لن يتم تمثيله في الكنيست. عدد كبير من الاحزاب كسبوا من هذه المخاوف وحظوا بانجازات التي هي فعليا انجازات طفيلية.

الى جانب العودة الى نسبة حسم منخفضة يجب تغيير الوضع القائم الذي فيه الحزب الذي حصل على 1 في المئة من الاصوات لكنه لم يجتز نسبة الحسم، يحصل على التمويل الذي يتم اعطاءه للاحزاب؛ سيكون من المنطق أن من سيحاول اجتياز نسبة الحسم المنخفضة نسبيا سيتنافس وهو يدرك بصورة واضحة الاخطار التي يأخذها على نفسه وأنه اذا فشل فسيتحمل النتائج.

أنا آمل أنه سيكون بالامكان اجراء نقاش عقلاني حول نسبة الحسم رغم اجواء التطرف السائدة في البلاد. هذا النقاش سيمنع تشويه التصويت الاستراتيجي كما يبدو، بدلا من انتخاب يرتكز على السجل وعلى مواقف الاحزاب والاشخاص. وهو ايضا سيمكن من اقصاء النقاش الاستحواذي حول نسبة الحسم عن مركز الحملة الانتخابية. يجدر فحص ذلك بالتحديد الآن. هذا التعديل يناسب مصالح الحزبين الكبيرين، وربما أن الاحزاب التي تأرجحت على شفا نسبة الحسم ستوافق عليه. لأنه يمكن أن يحررها من صدمة عدم نجاحها في اجتياز النسبة الحالية في الانتخابات القادمة، حتى لو استفادت منه في الانتخابات الاخيرة. ومن غير الواضح اذا كان هذا الانجاز سيتكرر في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى