ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم شاؤول مشعال – ما الذي يختفي وراء اتفاقات السلام

هآرتسبقلم  شاؤول مشعال – 28/10/2020

دول الخليج التي هي بحاجة الى شرعية عربية يمكنها أنتتوجه بدعم من امريكا الى مبادرة السلام العربية، واسرائيلعندها ستضطر الى الاستجابة لذلك “.

هناك ما نخاف منه، عندما يكون هناك عدم ثقة يحيط بالعلاقات بينرئيس الحكومة ووزير الدفاع والقيادة الامنية في دولة اسرائيل، وعندما تظللغيمة قاتمة على مصداقية تقارير بنيامين نتنياهو في موضوع بيع الغواصاتوالسلاح الامريكي المتطور وطائرات اف35 لدول عربية. من شبه المؤكد أنهذا هو طرف جبل الجليد الذي يخفي قصة شيء ما اتفق عليه بين دولالخليج وادارة ترامب بخصوص حل القضية الفلسطينية.

بالضبط بسبب المقاربة الواقعية التي تقف في اساس الاستراتيجيةالسياسية لدول الخليج، تحقيق مصالح اقتصادية وأمنية والبعد الذي تحتلهسخونة حلم القومية العربية الذي ميز مصر في ظل حكم الرئيس جمال عبدالناصر والراديكالية القومية  التي تميزت بها العراق وسوريا، هذه الدولبحاجة شديدة الى شرعية عربية للخطوات بعيدة المدى التي تتخذها ضداسرائيل. انظمة اتحاد الامارات ودول الخليج الاخرى غير قوية بما فيهالكفاية للاستخفاف بالانتقاد الصاخب من جانب جهات معارضة داخليةوخارجية. ومن اجل ضمان استقرارها يجب عليها أن تكون قادرة على تبريرمصالح لدولها بمفاهيم مقبولة من التضامن العربي.

من اجل اضعاف حدة الانتقاد لخطوات المصالحة مع اسرائيل، يجبعليها اتباع خطوات سياسية تحظى بدعم واسع من قبل الجمهور. وليس منالمستبعد أن هذه الخطوات ستكون مبادرات هدفها احداث اختراقة سياسيةفي النزاع بين اسرائيل والفلسطينيينالتي ترضع من استراتيجيات عملاقليمية على صيغة خطة السلام العربية من العام 2002 التي صاغتهاالمملكة العربية السعودية.

اساس هذه الخطة هو صنع سلام شامل بين اسرائيل وبين الدولالعربية والعالم الاسلامي بشكل عام، مقابل الانسحاب الى حدود حزيران1967. وعلى الرغم من أن اسرائيل لم ترد حتى الآن على هذه المبادرة، إلاأنها ما تزال قائمة في الوعي العربي، وحتى أنها حظيت بذكر متكرر فيتصريحات حكام دول الخليج. لا يجب أن نستبعد وجود تفاهمات ضمنية بينالولايات المتحدة ودول الخليج، بما في ذلك السعودية، التي ستقود ذات يومالى أن أسس مبادرة السلام العربية لحل المعضلة الاسرائيلية الفلسطينيةستطفو بالتدريج على السطح. وستشوي اسرائيل على نار المعضلة: التمترسفي المكان التقليدي الذي اساسه استمرار الوضع القائم، أو انقلاب سياسيوتغيير شامل في المواقف السائدة بالنسبة للقضية الفلسطينية.

هذه المبادرة من الجانب العربي، التي من غير المستبعد أن تحظىلاحقا بالدعم الامريكي، ستصعب على اسرائيل مواصلة وضع الدرعالايديولوجي والتمسك بالشعارات الامنية. هكذا، ستمنع أي احتمالية لحليكون مقبولا على الطرفين. في هذه الظروف هي لا تستطيع أن تواصلالادعاء بجدية بأن اتفاقات السلام مع دول الخليج هي عكس النموذج، أيالانتقال من السلام مقابل الاراضي الى السلام مقابل السلام، وهو ادعاء لااساس له، والذي مع ذلك يغرس في وعي الجمهور الاسرائيلي وهم أنالفلسطينيين قد هزموا هزيمة نكراء ولن يكون لهم أي خيار عدا عن قبول الاملاءاتالاسرائيلية التي تعني موت طموحاتهم في تقرير المصير والاستقلال الذاتي.

في الظروف الحالية حيث المصلحة الامريكية في دول الخليج تنبع مندمج القضايا الاقتصادية والاعتبارات الجيوسياسية، لا يجب أن نتوقع أنتعرض امريكا للخطر المكاسب التي راكمتها في منطقة الخليج الفارسي فقطمن اجل مواصلة دعم اسرائيل بشكل مطلق، التي تصمم على عدم التنازلعن نفوذها في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.

من شبه المؤكد أنه من وجهة النظر المشتركة لمجمل الدول العربية التيتؤيد اتفاقات سلام مع اسرائيل، فان حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيينيقتضي اسلوب منهجي: أن لا يستمر تركيز الجهود على التوصل الىاتفاقات ثنائية بين اسرائيل والفلسطينيين، بل التطلع الى اتفاقات متعددةالاطراف ولها طابع ديناميكيترتيبات تستند الى علاقات سلام قائمة علىالاعتراف المتبادل، الى جانب الحفاظ على تفسيرات تعطي لجميع الاطرافالقدرة على تبني مبررات وطنية ودينية لاتفاقات سياسية تميل الى الثبات،وتبقى تعتبر كمؤقتة بمفاهيم ايديولوجية. استراتيجية مهجنة كهذهتشجيعتسويات تميل الى الثبات وفي نفس الوقت تعتبر ايديولوجيا مؤقتة، تحوي فيثناياها ليس فقط احتمال لتغيير بعيد المدى في شبكة العلاقات بين العالمالعربي الاسلاميالسني وبين اسرائيل، بل ايضا امكانية كامنة لانشاءعلاقات من التعايش بين هذين وبين ايران الشيعية. مقاربة من هذا النوعستظهر في البداية وكأنها غير مقبولة، وبعد ذلك ستواجه معارضة شديدة،وفي نهاية المطاف ستصبح هذه الاستراتيجية هي التي تشكل الواقعالمحتوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى