ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ستاف شبير – ترامب أثبت: أن مشروع الاستيطان قد فشل

هآرتس – بقلم  ستاف شبير – 11/11/2020

المستوطنون فشلوا في استيطان القلوب وفشلت كل محاولات تبرير المستوطنات بالحاجات الأمنية، النفقات التي يحصل عليها الفرد في المستوطنات من ضرائبنا هي 3 أضعاف ما يخصص للفرد في إسرائيل، علينا التعاون مع بايدن الذي أدرك أنه من اجل أن تبقى إسرائيل ديموقراطية فانها بحاجة للسلام والانفصال “.

اليمينيون يتحسرون على هزيمة دونالد ترامب وكأن الأمر خسارة كبيرة لإسرائيل. يوجد بهذا شيء ما مفاجئ إذا نظرنا بالتحديد من زاوية نظرهم: في سنوات حكمه، فإن الرئيس الذي أظهر اكبر تعاطف مع وهم المستوطنين المتعلق بالضم-تنازل عنه. التراث الذي تفاخر ترامب به في الشرق الأوسط سيكون هو اتفاقات التطبيع مع الدول العربية. ويمكن أن نتجرأ ونسميها بكلمة جميلة: سلام.

يمكن أن نقسم قرارات ترامب فيما يتعلق بإسرائيل إلى قرارات رمزية وقرارات عملية. ضمن الفئة الأولى يمكن تعداد نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، في الثانية القرار في التنازل، مقابل الاتفاق مع اتحاد الإمارات، عن ضم أراضي من الضفة.

بنيامين نتنياهو اخترع السردية التي تقول إن الأمر يتعلق بلعبة صفرية المجموع: لقد حصلنا على سلام دون التنازل عن شيء. ومثل العديد جداً من الأمور التي يقولها -أيضاً هذا كلام كاذب. إسرائيل تنازلت عن الضم ووافقت، وبحثّ من الولايات المتحدة، على أن تعرض للخطر، لدرجة ما، تفوقها العسكري. هذا ثمن مناسب عندما يتعلق الامر  بأمننا ومستقبلنا. ولكن العبرة الأهم هنا هي أن القيادات اليمينية جداً في إسرائيل والولايات المتحدة، فضّلت اتفاقات سلام على الضم.

“إذا صوتم لليمين، ستحصلون على يسار” هكذا يشتكون دائماً في اليمين، ولكن يوجد سبب لذلك -مع كل الشعبوية، في النهاية هنالك واقع، أي ملايين الفلسطينيين الذين لن يختفوا فجأة. في هذا الواقع، فإن احتمالية ان تعيش حياة معقولة وآمنة، فيها لن يضطر الإسرائيليون لإرسال المزيد من أولادهم إلى حروب زائدة، تؤثر بهم أكثر من احتمالية احتلال أرض إسرائيل الكاملة.

في هذا الواقع، هنالك عالم وراء حدودنا: في إطار تسوية العلاقات في الشرق الأوسط، وإقامة التعاون الأمني من أجل صد هجمات إيران وتقوية الاقتصاد في المنطقة بعد أزمة الكورونا، سيتضمن ذلك في النهاية أيضاً اتفاقا مع الفلسطينيين. هذا أمر لا مناص منه وترامب ونتنياهو يعرفان ذلك.

وإذا كنا نتحدث عن الحقائق، فإليكم حقيقة أخرى: مشروع المستوطنات هو وهمي. ليس له، كما يمكننا أن نتعلم من بين أمور أخرى من أبحاث شاؤول أرئيلي، أساس اقتصادي. عشارات الملياردات التي استثمرت بها، وهو أضعاف ما استثمر في يوم من الأيام في طبريا، لم تنجح في خلق اقتصاد قابل للحياة.

ثلث المستوطنين –الحريديون- هم في فقر مدقع. بدون الدعم المكثف لأموال ضرائبنا فإنهم كانوا سينهارون. النفقات المالية من الموازنة للفرد في المستوطنات هي أعلى ب3 أضعاف مما هو في إسرائيل. وزراء اليمين طوروا طرقاً سرية من اجل ضخ اموالنا للمستوطنات، لأنههم يختفون إذا اكتشف الجمهور كم نوظف هناك، فإنه سيغلي من الغضب.

المستوطنون أيضاً لم ينجحوا (في الاستيطان في القلوب). معظم الإسرائيليون لا يتجاوزون الخط الأخضر إلا إذا طلب منهم ذلك في الخدمة العسكرية، ورغم المحاولات لتبرير المستوطنات بأنها ضرورات أمنية – فإنهم في الجيش الإسرائيلي ينتظرون اليوم الذي فيه يمكنهم الدفاع عن الحدود بدلاً من التعرض لخطر الخسائر بسبب الحاجة لحماية مواطنين محاطين بسكان معاديين لهم.

من المؤلم التنازل عن الروابط التي تربطنا بالوطن. سيندهش زملائي في اليمين -هذا مؤلم أيضاً لليساريين. ولكن الحياة، والدولة، هي غالية جداً علينا. غالية جداً إلى درجة أننا نفضل النظر إلى الواقع، وإلى الحقائق. وفي الواقع، من الصعب أن نتعجب من إنكار الوقع في قيادة اليمين. في السنوات الأخيرة اكتشف هناك من ينكرون المناخ، من ينكرون الكرونا، من ينكرون نتائج انتخابات. من عليهم أن يستفيقوا هم ممثلو إسرائيل الديموقراطية. السردية الفائزة – حتى في اليمين، هي السلام. هي المستقبل. الآن يجب التعاون مع إدارة بايدن وهاريس، الذي يفهم أنه من اجل أن تبقى إسرائيل ديموقراطية وذات أغلبية يهودية هي بحاجة للسلام والانفصال.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى