هآرتس – بقلم سامي بيرتس – ما الذي يجب على غانتس أن يفعله ؟ هذا لا يهم
هآرتس – بقلم سامي بيرتس – 30/12/2020
“أن تكون شخص طيب، هذا ممتاز، لكنه غير كاف. وغانتس حطم معسكره وبدد أوراقه“.
هل يمكن لشخص جيد ونزيه، أن يكون قادر احيانا على الحاق ضرر كبير؟ شخصية رئيس ازرق ابيض، وزير الدفاع، رئيس الحكومة البديل ورئيس الاركان السابق، بني غانتس، هو الدليل على ذلك. فقد جاء ليصنع معروف. وآمن بأنه قادر على أن يصلح. وقد حلق على اجنحة وعد اكبر بأضعاف من مقاسه – أن يحل محل بنيامين نتنياهو وأن يدافع عن جهاز انفاذ القانون وأن يوجد الشعب، وحتى أن يمحو الفجوات الايديولوجية، حيث أنه “لم يعد يوجد يمين أو يسار”.
إن قرار دخوله الى حكومة برئاسة نتنياهو لم يكن يشكل كارثة، لو لم يكن الاتفاق الائتلافي مثقب جدا، ولو أنه تم تنفيذه. بعد التعادل في ثلاث جولات انتخابية وضع غانتس جانبا الشعارات وشمر عن ساعديه. فقد فهم عظم الساعة وخطورة الازمة الصحية والاقتصادية. وقد اهتم بأن يبقي وزارة العدل بعيدة عن نتنياهو وعبيده الذليلين. هذا هو الهدف الوحيد الذي سجله ازرق ابيض. وحتى هذا الهدف عرضه غانتس للخطر عندما كان مستعد لأن يقلص من صلاحيات وزير العدل المعين من قبله، آفي نسنكورن. ولكن الاتفاق الائتلافي الذي نظم حكومة التناوب الخاصة اتضح أنه وثيقة هواة من ناحية غانتس، واستتبتعها بالضرورة سلسلة من الاضرار. منذ ذلك الحين وهو يتلقى في مرماه المزيد من الاهداف. الى درجة احتمالية أن يضطر الى الانسحاب من المباراة وهو يترك خلفه خراب.
دمر البديل. بعد عقد من سلطة نتنياهو الفردية، بدون أي حزب كبير يتحداه، غانتس، يئير لبيد، غابي اشكنازي وموشيه يعلون، نجحوا في تشكيل حزب يشبه في حجمه الليكود. حزب ربما تكون كلمة كبيرة قليلا. ازرق ابيض لم يكن حزب، بل مشروع لمرة واحدة ولهدف واحد ووحيد وهو اسقاط نتنياهو. غانتس ليس هو السبب الرئيسي لحل هذا المشروع، ايضا لبيد يتحمل مسؤولية كبيرة عن ذلك: لو أنهم دخلوا معا الى حكومة نتنياهو، فان غانتس لم يكن ليتحول بهذه السهولة الى ممسحة. البديل تهدم لدرجة أن جزء من مقاعد ازرق ابيض تذهب في الاستطلاعات الى جدعون ساعر الموجود على يمين نتنياهو.
لقد دمر اسم رئيس الاركان. ليس هناك الكثير من الاصول الثابتة لدى الجمهور الاسرائيلي مثل لقب رئيس الاركان. نجاح ازرق ابيض في الحصول على 35 مقعد منسوبة، ضمن امور اخرى، لاحتوائها على ثلاثة رؤساء اركان. الجيش الاسرائيلي كان دفيئة لرؤساء حكومة مثل اسحق رابين واهود باراك. وفشل غانتس، بما في ذلك فشله القيادي في حزبه، الذي يتفكك في هذه الاثناء الى عوامل، يضع غيمة ثقيلة فوق هذه الدفيئة. وقد اسقط اسهم هذه العلامة التجارية واوصلها الى الحضيض، والمتضرر الرئيسي من ذلك هو غادي آيزنكوت. الحديث يدور عن رئيس اركان يتفوق بقدرته على الثلاثة من ازرق ابيض. يوجد له عمق ورؤية استراتيجية افضل مما لدى غانتس، عمود فقري وقيمي أقوى مما هو لدى اشكنازي، دفء وسحر شخصي اكبر مما لدى يعلون. هو في الحقيقة تتم مغازلته من قبل كل الاحزاب، لكنه سيضطر الى اقناع الجمهور بأنه ليس غانتس (هو في الحقيقة ليس كذلك).
تدمير الثقة. غانتس ليس السياسي الاول (وليس الاخير) الذي يخل بوعد انتخابي، لكن هو أول من خرق وعده الانتخابي الرئيسي، وجوهر وجود ازرق ابيض. والحرج في اوساط الوسط – يسار لم يكن في أي يوم اكثر من ذلك. هم يتفاخرون بانتخابهم سياسة نظيفة، أمينة واكثر قيمية، لكنهم حصلوا على سياسي مستخذي وغير قيادي ولم ينجح في أن يستخدم الاوراق الكثيرة التي وفرها له ناخبوه. عدم الثقة هو مشكلة رئيسية في الحياة العامة وفي السياسة الاسرائيلية، وقد رأينا ثمنه في ادارة ازمة الكورونا. غانتس بدلا من أن يصلح الثقة أحدث شرخ في السور المتهاوي. هذا يشهد ضده وضد الاشخاص الذين ذهبوا معه، والآن يتركونه. ولكن ايضا ناخبيه الذين سارعوا الى تنصيب شخص على أساس رتبته وتهذيبه فقط يحتاجون الى اعادة التفكير في المسار من جديد.
ماذا يجب على غانتس أن يفعل الآن؟ هذا لا يهم. هو لا يملك أي مؤهلات سياسية. أن يكون شخص له نوايا حسنة هذا أمر ممتاز، لكنه غير كاف. لقد حطم معسكره وبدد أوراقه.
******