ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس  – في هذه الاثناء، هو ليس زعيما

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس  – 6/10/2021

” هناك امور ما زال بامكان بينيت أن يفعلها لتحسين صورته كزعيم، حتى مع القيود من جهة زملائه في الائتلاف. ولكنها تقتضي منه أن يرفع يده عن بعض القضايا وأن يكف عن الانشغال فيها، مثل الكورونا والتحديات الامنية “.

الاستطلاعات التي نشرت في هذا الاسبوع في القناة 13 بمناسبة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، لا تشير الى انعطافة دراماتيكية ظاهرة مقارنة مع نتائج الانتخابات. رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، لم يضعف ولم يزداد قوة رغم انكشافه الكبير. في حين أن الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو تعزز قليلا، لكن حسب جميع الاستطلاعات لا يمكنه تشكيل حكومة برئاسته. الانباء الجيدة من ناحية بينيت هي أن الظروف التي تسمح له بتولي منصب رئيس الحكومة مع حزب له ستة مقاعد لم تتغير. كل مركبات الحكومة المليئة بالتناقضات، توجد لها اسباب وجيهة للبقاء معا في هذه الاثناء. الانباء السيئة هي أنه كان يمكن توقع بعد اربعة اشهر على تولي بينيت لمنصبه أن يكبر من خلال هذا المنصب وأن يحصل على الدعم بفضل الصلاحيات والانكشاف الكبير الذي يمنحه اياه منصبه، لكن ذلك لم يحدث. لماذا؟.

في المعارضة هناك جهود دائمة لليكود لتقزيم بينيت والادعاء أن الامر يتعلق بحكومة غير شرعية والصاق شعار “المخادع السياسي” به. هذا هو المطلوب وهذا هو عمله. مع ذلك، ايضا في الائتلاف لا يوجد لأي حزب مصلحة خاصة في ابراز زعامة بينيت أو السماح له بترسيخها. وزير الدفاع، بني غانتس، ذهب من اجل الالتقاء مع أبو مازن، وهكذا ايضا نيتسان هوروفيتس (رئيس ميرتس). ورئيس يوجد مستقبل، يئير لبيد، امتدح علنا، لكنه خفض السرعة وحافظ على نفسه قبل التناوب الذي سيدخله الى مكتب رئيس الحكومة. جدعون ساعر يكاد يصل الى نسبة الحسم في الاستطلاعات، لذلك هو يبقي في الهواء خيار التشريع الذي يمنع نتنياهو من التنافس مرة اخرى. افيغدور ليبرمان ينشغل في تمرير ميزانية الدولة والدفع قدما بعدد من الاصلاحات التي ستسجل على اسمه. 

هكذا، بينيت يعتبر منسق ومدير هذه الحكومة، وهو متساوي بين متساوين أكثر مما هو زعيم يتفوق على كل شركائه. ومشكوك فيه أن ينجح في تغيير هذه الصورة حتى شهر آب 2023، وهو موعد التبادل مع لبيد. هو لا يستطيع الاعتماد على أي لاعب سياسي، سواء في المعارضة أو في الائتلاف، كي يفعل أي شيء من اجل تطوير زعامته وتعزيز قوته. هذا يتعلق به فقط وبقدرته على قيادة خطوات مهمة في السنتين اللتين بقيتا له في هذا المنصب.

بينيت يوجد في موقف اشكالي. فمن اجل الحفاظ على حكومته يجب عليه التأكد بأن كل شركائه راضين. والمعنى هو أن كل واحد منهم يمكنه أن ينفذ جدول اعمال لا يتساوق بالضرورة مع رؤيته. يبدو أن هذا الامر يقلص جدا قدرته على تطوير زعامة في المجالات الاساسية التي توجد لدى شركائه في الائتلاف. ولكن يوجد ما يكفي من المواضيع المهمة التي يمكنه أن يدفعها قدما لصالح المصالح العامة دون أن يدوس على أحد. واذا نجح في ذلك فهذا سيسجل لصالحه.

القائمة غير قصيرة. معالجة العنف في المجتمع العربي هي تحد وطني دراماتيكي، الدفع قدما بمشروع المترو في غوش دان وتقديم الجداول الزمنية الملزمة التي تحتاج الى تدخل فعال لرئيس الحكومة، برنامج فعال لمعالجة العاطلين عن العمل (نسبة البطالة بقيت مرتفعة في الاشهر الاخيرة رغم الغاء اتفاق الاجازة بدون راتب)، بما في ذلك التأهيل المهني وتشجيع المبادرات، التي ستحقق عوائد اقتصادية – اجتماعية عالية (بينيت هو الذي صاغ جملة “اذا كان الامر لا يتعلق بكسب الرزق فهو غير مثير للاهتمام”)، اسعار الشقق المرتفعة هي تحد اجتماعي، وبالطبع تحقيق السيطرة الحكومية في النقب وتطويره عن طريق بناء مطار دولي آخر وتسريع نقل قرية الاستخبارات الى هناك.

ايضا في النقب استخدم بينيت حملته الانتخابية، وخلافا للخطة الاقتصادية التي وضعها، “خطة سنغافورا”، التي عليها لم يتوصل الى تفاهمات مع ليبرمان وزملائه في الائتلاف، حول معالجة النقب والتحديات الاخرى التي توجد هنا، لا يجب أن يكون هناك أي خلافات جوهرية. من اجل تطبيقها سيكون مطلوب من بينيت أن يرفع في كل مرة رأسه عن الانشغال بالكورونا والتحديات الامنية. السؤال هو هل يعنيه أن يترجم شعارات الانتخابات الى تغيير الواقع، أو أنه يكتفي بأن يكتب في سيرته الذاتية “رئيس حكومة اسرائيل”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى