ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم سامي بيرتس – اعتلال الانتخابات

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس – 6/1/2021

اسرائيل لديها افضليات كثيرة في معالجة ازمة الكورونا مثل السكان الشباب الذين انبثق عنهم معدل وفيات منخفض، ودولة يمكن التحكم بالداخلين اليها، وجهاز صحة جيد واقتصاد يستند الى الهايتيك. ولكن بسبب الازمة السياسية نحن نفقد الوقت، وقريبا سيستيقظ الاقتصاد بشكل طبيعي بعد استكمال التطعيمات. ولكن من اجل ضمان نمو مرتفع مطلوب حكومة لديها افق ويقف على رأسها شخص لا تملي مصالحه الشخصية اعتباراته الوطنية “.

“في ايام عادية، 70 في المئة من اتخاذ القرارات يكون على اساس مهني، و30 في المئة على اساس سياسي. منذ ازمة الكورونا 95 في المئة سياسي”، هذا ما قاله في هذا الاسبوع موظف رفيع في الحكومة،مشارك جيدا على ادارة الازمة.

في كل العالم ينفقون تريليونات الدولارات في محاولة لمواجهة الوباء، ويطبقون برامج كثيرة ومختلفة من اجل اعطاء رد على تفشي الفيروس وعلى الاضرار الاقتصادية الضخمة التي يزرعها. كل ذلك يتم بمباركة المؤسسات الاقتصادية الدولية وشركات التصنيف، التي تعرف خطورة الازمة ومعنى انزلاق العالم الى ركود كبير وطويل. اسرائيل ليست مختلفة في هذا الشأن. ايضا هي تطبق برامج مساعدة كثيرة، لكنها مختلفة في ثلاثة امور: ازمة سياسية شديدة تقودها الى حملة انتخابات رابعة خلال سنتين، ضعف تاريخي لحراس العتبة واجهزة التوازن والرقابة للموظفين المهنيين، عدم ثقة عميق يسود في كل شيء – داخل الزعامة السياسية، بين الجمهور والمستوى السياسي وبين تجمعات سكانية مختلفة. هذا احد الاسباب في أننا نعاني الآن من موجة اعتلال ثالثة.

الجنرال (احتياط) روني نوما، مسؤول الكورونا في القطاع الاصولي، اعترف في هذا الاسبوع بالعلاقة بين الانتخابات القريبة وارتفاع نسبة الاصابة في الوسط الديني وغياب انفاذ القانون من جانب الدولة: “هذه الامور مرتبطة ببعضها. جميعنا في داخل حملة انتخابية. وكل من يقول إن هذا لا يؤثر مخطيء”. حتى المدير العام السابق لوزارة الصحة، البروفيسور غابي بربش، قال في مقابلة مع “كان ب” إن “مجموعة القرارات الحكومية تتراوح بين الشلل والشعبوية. اسمها هدف. ومن الواضح ما يجب القيام به، والحكومة مشلولة. مستحيل تقليص نسبة الاصابة عندما يكون الاغلاق شبه اغلاق”.

السلوك في الاغلاق الحالي هو اخطر مما كان في الاغلاقات السابقة لأنه تم اتخاذ قرار يؤدي الى ضرر ضخم للمصالح التجارية وعمال كثيرين، لكنه لا ينفذ. هكذا، نحن ندفع ثمن اقتصادي باهظ، لكننا نحصل على نتيجة صحية سيئة. يمكن تسمية ذلك “اعتلال انتخابات”. هذا متعلق بشكل مباشر بجولة الانتخابات القريبة، والخوف من مواجهة الاصوليين. وهناك خوف من أن السلوك الحالي فقط سيشتد وسينعكس ايضا في المجال الاقتصادي.

رئيس الحكومة نتنياهو يوجد في مكان حيث يحلم السياسيون بأن يكونوا فيه: يوجد له سلطات حكومية استثنائية استنادا الى تعليمات الطواريء لمعالجة الازمة. ولكن بدلا من استخدامها في وقتها، فانه ينتظر فقط اللحظة التي لا يكون فيها امامه أي خيار؛ وفقط وظهره للحائط عندما ترتفع نسبة الاصابة بشدة يقوم بالعمل فعلا. عندها يكون الخوف العام كبير، ومن السهل سياسيا تطبيق الاغلاق.

هكذا ايضا في الجانب الاقتصادي. اغلاق وراء اغلاق، فانها تضعف المصالح التجارية الموجودة في قلب الازمة، وهذا يستدعي المزيد من برامج المساعدة. نتنياهو، ووزير المالية اسرائيل كاتس ايضا، يوجدان في المرحلة الاكثر متعة من الازمة: هم يوزعون الاموال. يمنحون القروض وبدل البطالة. يوجد لهم صناديق مخصصات لمعالجة الكورونا، وجزء منها ايضا ينزلق الى امور غير مرتبطة بالوباء. هم لا يواجهون أي جسم، لا يدفعون قدما بأي اصلاح، لا ينشغلون حتى بسلم اولويات. اقتصاد انتخابات؟ بالتأكيد.

يوجد لاسرائيل افضليات كثيرة في معالجة ازمة الكورونا: سكان، من الشباب نسبيا، الذين نتجت عنهم نسبة وفيات منخفضة، مدينة جزيرة، الامر الذي يمكن من السيطرة على حركة الداخلين، جهاز صحة يقود عملية تطعيمات رائعة واقتصاد يستند الى الهايتيك، لم يتضرر بدرجة كبيرة من الازمة. ولكن بسبب الازمة السياسية نحن نفقد وقت ثمين. عندما ستنتهي الاغلاقات ويتم استكمال عملية التطعيمات، سنشهد صحوة اقتصادية طبيعية. الاشخاص سيخرجون من البيوت وسيشترون وسيستجمون. ولكن من اجل ضمان نمو مرتفع في السنوات القادمة مطلوب حكومة قادرة على القيام بدورها ولديها افق، وليس حكومة اخرى مؤقتة – جميلة، يقف على رأسها شخص اعتباراته الشخصية تملي مرة تلو الاخرى الاعتبارات الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى