ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم سامي بيرتس – استيقظ يا كاتس، هذه لحظة حاسمة لاقتصاد اسرائيل

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس  – 7/10/2020

” هذه لحظة حاسمة بالنسبة لاقتصاد اسرائيل ووزير المالية. والاعتبارات الغريبة تتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة وزائدة لآلاف المصالح التجارية ومئات آلاف العمال. وولاء كاتس لنتنياهو لا يمكن أن يأتي على حساب ولائه لاقتصاد اسرائيل ومصالحها التجارية وعمالها “.

آجلا أم عاجلا، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيدرك أن ضرر تقليص المظاهرات قرب مقر اقامته في القدس في ظل ازمة الكورونا، أكبر من الفائدة: حول بلفور هناك حقا عدد أقل من المتظاهرين ودرجة أقل من الضجة، لكن في المقابل تم فتح مئات بؤر التظاهر في ارجاء البلاد، التي تجذب اليها مواطنين لم يحسبوا في أي يوم مع النواة الصلبة للمتظاهرين. هم يخرجون الى الشوارع لأنه من الأسهل والأبسط التظاهر قرب البيت. لأنهم لا يثقون بادعاء الحكومة أنها تقيد المظاهرات بسبب الكورونا فقط، ولأن الامر الاخير الذي تستحقه هذه الحكومة التي تدير الازمة بصورة مشينة، هو الاعفاء من الاحتجاج ضدها.

ربما ايضا أن حقيقة أن جميع اماكن الاستجمام مغلقة تشجع أكثر على التظاهر لأنه لا يوجد شيء أفضل من ذلك لفعله. وهذا أحد الامور الفضائحية في الاغلاق الحالي. والسبب في أن آلاف المصالح التجارية ستنهار قريبا هو فقط العلاقة التي خلقتها الحكومة بين شدة الاغلاق وشدة المظاهرات. من المهم لنتنياهو تفريق الاحتجاج، والصيغة الموجودة هي: اغلاق اكثر تشديدا من اغلاق آذار – نيسان يساوي تقييد المظاهرات. وزير العدل، آفي نسكورن، كان مشاركا في وضع هذه الصيغة. وقد صمم على أنه اذا كان الاغلاق يشبه الاغلاق السابق فلا يوجد سبب لتقييد المظاهرات. هكذا تحول العدوين اللدودين في هذه الحكومة، نتنياهو ونسكورن، الى شركاء في فكرة محرجة: اغلاق مصالح تجارية مقابل تقييد المظاهرات في بلفور.

وزير المالية اسرائيل كاتس طرح في جلسة كابنت الكورونا معطيات بحسبها التكلفة الزائدة للاغلاق الحالي مقارنة مع اغلاق آذار – نيسان هي 1 – 1.8 مليار شيكل في الاسبوع. وقد طالب بأن تفتح فورا بعد الاعياد اماكن العمل التي لا يوجد فيها استقبال للجمهور. واشار بأن هذه الخطوة ستوفر على الاقتصاد 6 مليارات شيكل في الاسبوع. قد تكون قلوبنا قاسية ازاء هذا الرقم لأننا منذ بداية الازمة شاهدنا مبالغ باهظة من التكاليف والاضرار التي خلفتها الازمة. ولكن خلف هذا الرقم تقف آلاف المصالح التجارية التي تئن منذ بضعة اشهر تحت وطأة الديون والانخفاض في النشاطات التجارية وعدم اليقين النابع من الفتح والاغلاق المتتالي. مصالح تجارية كثيرة، ببساطة، غير قادرة على البقاء في ظل نموذج التشغيل هذا.

فترة “ما بعد الاعياد” هي بشكل عام فترة اتخاذ قرارات متسرعة في القطاع التجاري. شركات كثيرة بدأت في اغلاق برامج عملها للسنة القادمة، وهذا يحدث في هذه المرة في ظل ظروف عدم يقين استثنائية: الحكومة لم تصادق على الميزانية، ولا توجد لها خطة للخروج من الاغلاق وقراراتها مشوبة باعتبارات غريبة. في هذا الوضع فان تشغيل أي مصلحة تجارية تحول الى أمر خطير. العبثية هي أن الحكومة انشأت نموذج للمظاهرات الصغيرة والصلوات الصغيرة والجنازات الصغيرة (الكبيرة ايضا مثل الخاصة بالحاخام من بيتسبورغ في اسدود)، لكنها لم تخلق نموذج لادارة المصالح التجارية الصغيرة وأطر للاطفال الصغار.

توجد قيمة ديمقراطية وروحية للمظاهرات والصلوات، لكن المصالح التجارية الصغيرة توجد لها قيمة اقتصادية. وهكذا ايضا لنظام تعليم للاطفال الصغار (حتى الصف الثاني). ووضع اقتصاد المصالح التجارية الصغيرة في اسفل سلم الاولويات يعتبر فشل ذريع ومدمر. أدوات الحكومة لاعادة تأهيل القطاع التجاري – منح، قروض ودعم المصروفات – لن تفيد آلاف المصالح التجارية التي ببساطة لن تنجح في البقاء على قيد الحياة بعد اغلاق لعدة اسابيع اخرى. اغلاق كهذا هو عديم القيمة الصحية لأن بؤر العدوى هي المصالح التجارية التي توجد فيها تجمعات واستقبال كبير للجمهور. وايضا لا يوجد لها قيمة نفسية لأن الامر يتعلق بمصالح تجارية مشاهدتها قليلة. نتنياهو يدرك ذلك، لكن كل تركيزه ينصب على صراعاته الشخصية. لذلك، هو يسير مع مطالب جهاز الصحة الداعي الى اغلاق متشدد.

هذه لحظة حاسمة بالنسبة لاقتصاد اسرائيل ووزير المالية. الاعتبارات الغريبة تتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة وزائدة لآلاف المصالح التجارية ومئات آلاف العمال. وولاء كاتس لنتنياهو لا يمكن أن يأتي على حساب ولائه لاقتصاد اسرائيل ومصالحها التجارية وعمالها.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى