ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم سامي بيرتس – استقالة مريدور أصبحت لائحة اتهام قد تكلف الدولة غاليا

هآرتس – بقلم  سامي بيرتس 31/8/2020

استقالة مريدور اصبحت لائحة اتهام ضد اسرائيل كاتس. نتنياهو اراد موظفين خاضعين ينفدون ما يريد دون المطالبة باجراء نقاشات مهنية “.

مضمون الكتاب شديد اللهجة للمسؤول المستقيل عن الميزانيات، شاؤول مريدور، لا يترك أي مجال للشك بخصوص المنحدر الزلق الذي يوجد فيه الاقتصاد الاسرائيلي. ما يظهر من الخارج كتدمير للعمل المهني لوزارة المالية، قرارات خاطئة قصيرة المدى وتغييرات متواصلة في ميزانية الدولة بدون نقاش أو تخطيط – يظهر ايضا من الداخل.

في الرسالة التي ارسلها لوزير المالية، اسرائيل كاتس، كتب مريدور بأن “القدرة على القيام بمهمتي تحولت الى أمر غير ممكن”، قال واضاف “اجراءات اتخاذ القرارات في هذه الاثناء تتميز باتخاذ قرارات تتأثر بالمصالح الضيقة وغير الموضوعية وقصيرة المدى اضافة الى شل المستوى المهني، استخفاف صارخ بالعمل الجماعي المهني، وقرارات متسرعة وتحطيم الأدوات وقواعد الميزانية”.

مريدور كان مستهدفا من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ بداية هذه الازمة. نتنياهو أراد موظفين خاضعين ينفذون ما يطلبه منهم بدون ازعاجه بالاسئلة والمطالبة بنقاش مهني. هكذا اعتاد في عمله مع المقربين منه، رئيس المجلس الوطني للاقتصاد، البروفيسور آفي سمحون، ورئيس مجلس الامن القومي، مئير بن شبات.

وزير المالية اسرائيل كاتس الذي يتبين كل يوم بأنه عبد مطيع لنتنياهو تماشى معه ومع الهجوم القبيح على المستوى الوظيفي.

حتى المديرة العامة المخلصة التي احضرها من وزارة المواصلات، كيرن تيرنر، تعرضت لهجوم شخصي من الوزير، ولا نريد التحدث عن مريدور والمستشار القانوني في وزارة المالية، آسي مسينغ.

مضمون خطاب مريدور مقلق اكثر من حقيقة أنه يترك قسم الميزانيات ويعفي نتنياهو وكاتس من وجوده. مضمون الكتاب وصل بسرعة كبيرة الى مكتب المحللين في شركات التصنيف التي تتابع سياسة الحكومة الاقتصادية. وأضافوا الى ذلك حقيقة أن المحاسب العام في وزارة المالية، روني حزقياهو، قرر الاستقالة. وكل ذلك سيشكل مادة كبيرة للتفكير في شركات التصنيف. بشكل عام هي لا تهتم بمصير الشخصيات التي تشغل الاقسام العليا في وزارة المالية. ولكن عندما رسالة كهذه، التي تبدو أكثر مثل لائحة اتهام خطيرة جدا ضد سياسة الحكومة الاقتصادية، يتم نشرها، فان هذا يعتبر حدث لا يمكن المرور عليه مر الكرام.

بناء على ذلك، استقالة مريدور في هذه الظروف يمكن أن تشكل حدثا اقتصاديا بحد ذاته من شأنه أن يؤدي الى تقليل تصنيف اسرائيل الائتماني ويرفع تكاليف التمويل لنفقات الدولة. هذه وصفة لتدهور اقتصادي يثير القلق. لأن الحكومة لا تترك أي انطباع بالسيطرة على ازمة الكورونا. ليس في المجال الصحي أو المجال الاقتصادي.

من ناحية نتنياهو هذا لا يشكل انجاز هام لأن مريدور ليس الموظف الذي يزعجه حقا. وقد كان يفضل أن موظف آخر، المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت، هو الذي يقدم استقالته.

استقالة مريدور يجب أن تشعل ضوء أحمر بخصوص ادارة السياسة الاقتصادية، ولكن ايضا بخصوص مكانة الموظفين العامين في هذا الوقت. بالاساس الذين يوجدون في الصف الاول لمجموعات اطلاق النار التي يتم تشغيلها من بلفور. الضغط الذي استخدم على مريدور نجح – شجارات يومية، علاقات متوترة مع الرئيس، ابعاد واستخفاف، كل ذلك فعل فعله. وبقي فقط أن نأمل بأن ينجح نتنياهو بدرجة أقل في حالة مندلبليت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى