ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم زيفا شتيرنهل – من الخليج الفارسي الى مغارة الماكفيلا

هآرتس – بقلم  زيفا شتيرنهل – 17/11/2020

ربما أن زيارة السياح من دول الخليج للقطار المعلق في البلدة القديمة والسيطرة على مغارة الماكفيلا، ستحرر قليلا القبضة الاسرائيلية الخانقة على الاماكن المقدسة “.

“هذا عار سياسي ومعماري”، هذا كان عنوان التقرير الذي كتبته نوعا ريفا (“هآرتس”، 10/11)، الذي كشف المخطط لتمكين المعاقين من الوصول الى مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي). العنوان – الذي هو اقتباس من الهجوم الحاد لمن أجريت معها المقابلة، المهندسة المعمارية يفعات فنكلمان، التي حققت في الموضوع وعرفت المضايقة العنيفة التي تمارسها الدولة منذ سنوات في هذا الموقع المقدس لليهود والمسلمين – توافق مع الانطباع الذي ولده المقال. من تقرير ريفا عن التخطيط والمصادقة على طريق الوصول، مصعد وجسر، الى المبنى التاريخي، ظهرت صورة شائنة: في مناخ الغرب المتوحش السائد في الضفة يظهر امامنا الاجراء مشكوك فيه والدجل المهني الذي يميز نشاطات دولة اسرائيل التي تحاول أن تنسب لنفسها كل تراث تاريخي. احتجاجات، من داخل المجتمع الاسرائيلي وخارجه، لا تخترق درع تعتيم الحكومة، لكن ربما بالتحديد من السلام مع دول الخليج يلوح أمل بالتغيير.

من يعرف طرق عمل الدولة وبلدية القدس ويتابع مخطط انشاء القطار المعلق أمام سور البلدة القديمة، لم يتفاجأ: طرق العمل في الخليل وفي القدس متشابهة. ففي الحالتين المشاريع خصصت للسكان اليهود من اجل تعزيز الطابع اليهودي للمواقع التاريخية. وفي الحالتين تم اعداد غطاء قانوني في الوقت المناسب وتمت صياغة نصوص احتفالية، واعداد مجسمات مرضية وتم العثور على طريق ملتوية وسريعة من اجل الموافقة على الخطط التي تتجاوز قوانين الحماية الدولية. في كلا الحالتين تم اختيار مهندسين معماريين ليسوا من الصف الاول في البلاد، ولا توجد لهم خبرة مثبتة في الحماية. وفي الحالتين اعلن المهندسون الذين تم اختيارهم بأن الهدف هو ايجاد “تباين بين القديم والجديد”. والنتائج كانت متشابهة ايضا: مبان تم تشكيلها بشكل فظ، “حداثية”، وتقريبا لا علاقة لها بمواقع لها قيمة تاريخية كبيرة.

إن محاولة مهنيين ومنظمات مدنية لوقف المشاريع الفضائحية لم تساعد حتى الآن. في حالة القطار المعلق فان التجند الشامل للجهات التي تعمل في البيئة والحماية ولمهندسين معماريين مشهورين في البلاد وفي العالم لم تنجح. وتبين ايضا أنهم لم يؤثروا على وزراء السياحة الذين لا يوجد لهم عمود فقري من ازرق ابيض، اساف زمير واوريت فركش هكوهين، الذين كان يمكنهم اظهار الشجاعة ووقف المخططات وترك بصمات من فترة ولايتهم القصيرة (زمير رفض التطرق للموضوع والوزيرة الحالية تفضل تجاهله).

جمعية المهندسين المعماريين “عيمق شفيه” قدمت التماس لمحكمة العدل العليا، وعددت بالتفصيل الاخفاقات الخطيرة التي ظهرت في خطة القطار المعلق وقدمت اعتراض لمؤسسات التخطيط في الادارة المدنية، وطلبت وقف المشروع في مغارة الماكفيلا. محكمة العدل العليا لم تعط بعد قرارها بشأن القطار المعلق، لكن بلدية القدس بدأت في اعمال الاعداد لانشائه. بالطبع هم تعاملوا مع اعتراضات السكان العرب في الحالتين بعدم اكتراث. في الضفة، كما هو معروف، القانون يعتبر توصية فقط. ايضا في مدينة مثل مدينة الخليل التي اعلن عنها كموقع تراث عالمي في العام 2017، والذي يقتضي الحفاظ على قيم التراث العالمية للمكان، ويقتضي التعاون بين البلدية والاوقاف، اختارت الادارة المدنية تجاهل ذلك. العدوانية الاسرائيلية مرة اخرى تجلت هنا بكامل جلالها.

مؤخرا يستيقظ أمل جديد. يصعب التصديق أن استبدال الحكم في واشنطن سيردع اليمين، ويجب أن لا ننتظر منه أن يهديء نشاطات المستوطنين والادارة المدنية. ولكن الآن اضيف عامل لم يحظ حتى الآن بالاهتمام: السلام مع دول اسلامية. عندما سيبدأ السياح من هذه الدول بالقدوم الى اسرائيل فان التعرف عن قرب على الواقع الموجود هنا من شأنه أن يثير لديهم اسئلة غير سهلة. ايضا مجرد اللقاء مع الهندسة المعمارية الاسرائيلية من شأنه أن يخيب ظنهم. باعتبارهم جاءوا من مدن أبراج تم تخطيطها وتشكيلها بمستوى عال جدا على أيدي افضل المهندسين المعماريين في العالم، فان الزيارة في تل ابيب، التي لا تتميز معظم ابراجها بمستوى عال من التصميم، من شأنها أن تهز الصورة العالمية البراقة التي حظيت بها المدينة مؤخرا.

السياح، بالاساس مسلمين متعصبين، الذين سيأتون الى القدس والى الخليل يمكن أن يصدموا. هم لن يستطيعوا تجاهل الفجوة الكبيرة بين الاحياء اليهودية والاحياء العربية. وهي فجوة يحاول معظم الاسرائيليين تجاهل وجودها. مشروع القطار المعلق الذي يجسد هندسة معمارية من الاستخفاف بالمشهد المميز وتجاهل مطلق لسكان الاحياء العربية الذين ستمر عشرات القاطرات فوق بيوتهم، من شأنه أن يعلم السياح درس هام. في الخليل هم سيشاهدون كيف يسيطر المستوطنون على المدينة، وسيدركون بأن مغارة الماكفيلا تم الاستيلاء عليها من قبل السلطات الاسرائيلية وأن منشآت الوصول التي يخطط لها لصالح الزوار اليهود ستبرز العلاقة غير المتساوية في طرق الوصول الى المبنى الذي يقع في اراضي السلطة الفلسطينية والمقدس بالنسبة للديانتين.

شكاوى الاردن والسلطة الفلسطينية الكثيرة لا تؤثر على السلطات الاسرائيلية. ولكن لأن اجراس السلام الجديدة غالية على قلوبهم وعلى صورة نتنياهو والليكود فربما بالتحديد من الخليج الفارسي سيأتي الخلاص. يمكننا الأمل بأن زيارة لاصدقائنا الجدد ستحرر قليلا الاماكن المقدسة من القبضة الاسرائيلية الخانقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى