ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم زهافا غلئون – هل قانون كامنتس جيد لنتنياهو؟

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – 19/11/2020

” قانون كامنتس اصبح مسبحة يلوح بها نتنياهو في وجه عضو الكنيست منصور عباس من اجل أن يمنحه الامر اغلبية مؤقتة. وقد أدرك مجتمع سكاني كامل يشكل 20 في المئة من الجمهور الاسرائيلي بأن حياته ومصدر رزقه وسكنه تحولت الى عملة للاتجار بها “.

الرئيس الامريكي التارك يواصل حياته، ومؤخرا نشر في الشبكات الاجتماعية بأنه قد شطب “متابع” في تويتر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد أن اتصل الاخير من اجل تهنئة جو بايدن على الفوز في الانتخابات. هذه الشائعة خلقت في المعسكر موجات مفهومة من السرور، لكني وجدت صعوبة في قراءتها بدون أن اصاب بالاشمئزاز. لقد مرت علينا اربع سنوات طويلة جدا كانت فيها اهانات مزعجة في تويتر لاشخاص نرجسيين تم تسويقها على أنها أخبار. ربما في الولايات المتحدة انتهى هذا العهد، لكن في اسرائيل لا، اذا حكمنا حسب السيرك السياسي حول قانون كامنتس، وليس طالما أن نتنياهو هو رئيس الحكومة.

الغاء هذا القانون هو أحد حبات المسبحة التي يلوح بها نتنياهو أمام منصور عباس، من اجل أن يمنحه هذا الامر اغلبية مطلقة. عضو الكنيست عباس، كما يتبين، تم استثناءه من قائمة مؤيدي الارهاب، لأن عباس الآن جيد لنتنياهو. وردا على ذلك جمد وزير العدل تنفيذ القانون في القرى العربية. هذا قرار مناسب، لولا أنه ايضا لم يكن جزء من اللعبة الخالدة في سياسة اسرائيل: هل هذا جيد لنتنياهو أم سيء لنتنياهو.

أنا أتذكر كيف تم سن القانون المعيب المحدد هذا. لقد عقدوا من اجل ذلك جلسة خاصة اثناء العطلة. هذا أحد القوانين المثيرة للاشمئزاز والتي ولدت بالخطيئة، وانفجرت في وجوه الذين دفعوا بها قدما، ومنذ ذلك الحين هي معلقة في الهواء مثل رائحة سيئة. عندما تم سن القانون حدثونا عن “تطبيق القانون” و”زيادة النجاعة”. من الذي يمكنه معارضة تطبيق القانون وزيادة النجاعة؟ وبعد ذلك تبين أن تطبيق القانون وزيادة النجاعة ستطبق ايضا على اعضاء الموشافات وليس فقط على العرب، وبعد ذلك عشرات السياسيين المندهشين يتساءلون كيف يمكن اعادة المارد الى القمقم، أو على الاقل توجيهه بصورة افضل بحيث لا يخطيء الهدف.

20 في المئة من الجمهور في اسرائيل مخصص له 2.5 في المئة من اراضي الدولة. 97 في المئة من أوامر الهدم الادارية تم اصدارها لمبان في القرى العربية. وبصورة متعمدة قاموا باستثناء جماعة سكانية كاملة من القانون عندما لم يصادقوا لها على مخططات هيكلية، وبعد ذلك سارعوا في العطلة الى تمرير قانون مخيف بشكل خاص من اجل معاقبتها. كان هذا في 2017 في فترة قانون المؤذن وقانون الاقصاء وقانون المصادرة وقانون الاخلاص في الثقافة. سلسلة قوانين ظلامية، عنصرية بشكل واضح، استهدفت جميعها كشط عدد من المقاعد العنصرية من قعر البرميل الاسرائيلي. لقد تعودنا على تشريع كهذا ونحن لا نفكر فيه مرتين. لذلك، ترامب ايضا لم يصدم هنا أي أحد. ومع ذلك، يجدر التوضيح بأن مجتمع سكاني كامل تعلم بأن حياته هنا وكسب رزقه وامكانيات سكنه وقدرته على العبادة، كل ذلك تحول الى عملة للاتجار بها. جيد لنتنياهو، سيء لنتنياهو. لا أكثر من ذلك.

يمكننا أن نتخيل للحظة كيف كان يمكن أن تكون الحياة في اسرائيل لو كانت مصلحة نتنياهو فوق مصلحة مواطنيها. ويمكننا أن نتخيل مثلا، حكومة تخشى منذ سنوات التمييز في المصادقة على البناء وتوزيع الاراضي؛ حكومة تعرف أن مشكلة “الجريمة في الوسط العربي” هي مشكلة الجريمة في اسرائيل؛ حكومة تعتبر قتل النساء العربية مشكلة يجب ايجاد حل لها، وليست النهاية السيئة لنكتة عنصرية.

ولكن كل هذه الامور غير جيدة في هذه الاثناء بالنسبة لنتنياهو. لذلك، هي لا تعنيه. وبدلا من ذلك يتم باستمرار مناقشة مسائل مصيرية مثل: هل سينجح نتنياهو في تفكيك القائمة المشتركة، هل بينيت شعر بالاهانة عندما أطلقوا عليه اسم “كلب”، وهل هو أطلق على نتنياهو اسم “جثة”. الثرثرة معه ممتعة، لا يوجد ما نقوله. من الجيد أن يكون لديك بعض القيل والقال في وسط الوباء والركود وبدون ميزانية لثلاث سنوات. ميزانية نتنياهو غير جيدة حاليا. وأنتم ايضا لا تجلبون له الخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى