ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – روغل، هيا نجرب هذه المرة طريقنا

 هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – 11/2/2021

” لقد جربنا الاعتذار والتقوقع والاندماج، لكن كل ذلك لم يساعد. يجب علينا تجربة طريقنا وعدم اخفاء مواقفنا وعدم الخوف. عندها سننجح “.

       روغل الفر هو قزم مهني. نحن بحاجة الى اقزام من هذا النوع المفكر من اجل تحدي رؤيتنا قبل أن تترسخ. مثل هذا كان مقاله الاخير (“هآرتس”، 8/2)، الذي يلامس ليس فقط الشوفينية تجاه ميرافميخائيلي، بل ايضا يجسد مشكلة ثابتة لليسار الاسرائيلي وهي تفضيل التكتيك على القيم. الفر هو يساري حتى النخاع. وهو يدرك الى أين اليمين اليهودي، الذي منذ فترة طويلة اصبح غير اسرائيلي، يأخذنا. وحتى الآن عندما يذهب الى صناديق الاقتراع هو يفضل جدعون ساعر، الذي يبدو أنه من أكثر السياسيين عندنا  قومية وتطرفا. وتفكير روغل هو تفكير مشترك ليساريين كثيرين: اذا فقط قمنا بازاحة نتنياهو فان الامور ستكون افضل. وحول ضرورة اسقاط نتنياهو لا يوجد أي خلاف، لكن اذا قمنا باسقاط نتنياهو ووضعنا ساعر مكانه فماذا نكون استفدنا؟ انزال ميرتس الى تحت نسبة الحسم؟. هكذا، اليساري يأتي الى صناديق الاقتراع. وبدلا من تأييد احزابه، تحول الى كلاوزوفيتش حقيقي. وهو يتخيل بخياله المجنون حصار والتفافات وكمائن وحركات جريئة. والنتيجة التي يتوصل اليها هي أنه يجب تأييد شخص يميني اكثر منه من اجل اسقاط نتنياهو.

       نحن في بداية العام 2021، وسنذهب لانتخابات رابعة خلال سنتين. فقل لي يا روغل، كيف عمل تكتيكك حتى الآن؟ لقد جاء بني غانتس وكتلة اليسار حطمت حزب العمل وميرتس، تطلعا الى أن يقوم غانتس بالعمل بدلا منها: اقصاء نتنياهو. غانتس بدأ حملته في وسط غزة المقصوفة واحصى عدد القتلى، واليسار ابتلع ذلك لأنه اعتقد بأن لديه شخص يمكنه أن يسقط نتنياهو. وقد صوت له ثلاث مرات، لكن هذا انتهى بما نعرفه. وفي الطريق المصوت التكتيكي حول اليسار الى غير ذي صلة.

       غانتس لم يبدأ العملية. فمنذ قتل اسحق رابين حاول سياسيو اليسار تقنيع انفسهم بأنهم يمينيون. ومن المشكوك فيه أن يكون ذلك قد جلب لهم حتى صوت واحد. الناخب غير غبي، وهو يشخص الزوير. اليسار التكتيكي يخدع نفسه فقط. ولكن باستثناء الفشل في التكتيك، قل لي يا روغل، ما الذي سيحدث في اليوم التالي؟ ماذا سيحدث عندما يصبح ساعر بأصوات اليسار رئيس ائتلاف قومي محافظ، وميرتس يكون تحت نسبة الحسم؟ ساعر سيجسد ايديولوجيته وليس ايديولوجيتك. وعندما ستقوم بالاحتجاج، وأنت تعرف كيف تقوم بالاحتجاج، سيرد عليك ببساطة: ما الذي تريده مني؟ ألم تصوت لي؟ أنا عضو في حزب “هتحياه” الذي يضطهد اللاجئين، أنا الذي قمت بارسال الطلاب الى الخليل. أنت تعرف كل ذلك. فماذا اعتقدت بأنني سأفعل بصوتك؟

       في نهاية المطاف، يا روغل، هذه سياسة يأس. سياسة تقول بأن التغيير هو أمر مستحيل. لذلك، نحن نكتفي بأقل الشرور. لا، يا روغل، نحن يساريون، نؤمن بأن التغيير ليس فقط ممكن، بل هو ضروري. وهو سيحدث ليس عن طريق حسابات مضللة، لم تتحقق في أي يوم، بل عن طريق التصويت لمن يدفع قدما بقيمنا، وليس عن طريق اخفاءها.

       الطريق طويلة، لكن من اجل الوصول الى نهايتها، فان الامر الاخير الذي يجب علينا القيام به هو التأييد التكتيكي لليمين. يوجد لليمين ما يكفي من الاصوات. يجب علينا العودة وأن نطرح في الخطاب العام قيمنا. لذلك، نحن بحاجة الى حزب مثل ميرتس في الكنيست. وقد حاولنا الاعتذار والتقوقع والاندماج، لكن كل ذلك لم يساعد. فهيا نجرب، لمرة واحدة، طريقنا. يجب عدم الخوف أبدا: موكبنا سيرعد مرة اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى