ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم زهافا غلئون  – حرب على الحقيقة

هآرتس – بقلم زهافا غلئون  – 5/12/2019

رفيف دروكر اقترح في هذا الاسبوع على يئير لبيد الانضمام لحكومة نتنياهو، التي ستكون حسب تعريفه “حكومة مجنونة”. واذا أردنا منع اجراء انتخابات اخرى، قال دروكر، فان هذا هو الخيار البراغماتي. هكذا يكون العمق الدقيق للهذيان الذي توجد فيه اسرائيل الآن: محلل كبير يوصي سياسي بخرق وعوده للجمهور من اجل أن يستطيع الانضمام لحكومة رئيسها متهم بتلقي الرشوة والتحايل وخيانة الأمانة. في عالم مجنون ايضا البراغماتية هي حصن الجنون.

ودروكر لم يقترح على نتنياهو التخلي عن نوبة غضبه. وهو لم يفكر في أن يقترح عليه تمكين  غانتس من أن يكون الأول في التناوب، كما يقتضي ذلك عدد المقاعد التي حصل عليها وثلاث لوائح اتهام فاز بها نتنياهو. هو لم يكلف نفسه عناء أن يعرض على الانتهازيين من الليكود التوقف عن الزحف على بطونهم في الطريق الى انتخابات ستكلف مليار ونصف شيكل. لقد توجه الى الاشخاص الذين فازوا في الانتخابات وطلب منهم التنازل عن مبادئهم، وانهاء ما تبقى من ثقة الجمهور بهم، والزحف نحو حكومة المتهم.

نتنياهو سيقوم بحل أي حكومة ينضم اليها غانتس. وسيجرنا الى انتخابات اخرى. عندها لن تفيد غانتس كلمته. لا يوجد أي شيء براغماتي في هذا الاختراع، بل خضوع فقط. ولكن عملية الانزلاق هذه، المعيارية كما يبدو، التي فيها محللون جديون وعقلانيون يقترحون على سياسيين التنازل عن مبادئهم وتبني خطة التنازل المتعفن لأن الولد من بلفور يرفض اخلاءه – السبب الذي من اجله نتنياهو هو رئيس حكومة حتى الآن.

في هذا العالم المتوازي لا يوجد لنتنياهو أي حاجة حتى كي يشرح لماذا بالاساس يجب عليه أن يكون الاول في التناوب. لا يطلبون منه شرح لماذا طلب من اهود اولمرت تقديم استقالته عندما بدأ التحقيق معه، في حين أنه هو نفسه يمكنه البقاء في رئاسة الحكومة في الوقت الذي تحوم فوقه فيه ثلاث لوائح اتهام خطيرة. لا يطلب منه الشرح، لأن لا أحد يطلب منه حتى اجراء مقابلة معه. لائحة اتهام تلو لائحة اخرى، ووسائل الاعلام ببساطة تتقبل بتفهم رئيس حكومة يرفض الاجابة على الاسئلة. احيانا رجاله يقدمون تفسير بائس – يجب أن يبقى من اجل ضم الغور أو اخلاء الخان الاحمر. وقبل ذلك قالوا إنه يجب أن يكون الاول كي ينقل لغانتس السلطة ويُعرفه على الوضع. من المهم أن يعرف غانتس أين توجد ماكينة القهوة ومن الذي يجب أن يعطيه رشوة كي يحصل على عنوان رئيس في “واللاه”.

مهمة المحللين والمراسلين هي التوسط بيننا وبين الواقع. وعدم تجاهل قفز اسرائيل البائس في بحر الجنون. إن واجب القيام بالدفاع عن الواقع هو في أيديكم. صحيح أنه لا يمكنكم منع نتنياهو وعصابته الانتهازية من جر الديمقراطية الاسرائيلية الى المجاري، لكنكم بالتأكيد تستطيعون أن تتذكروا من هو المسؤول عن الرائحة النتنة. وبدلا من ذلك، اشخاص جديون يتظاهرون بأن كل شيء جيد. واذا توقفتم جانبا وكان هناك القليل من الرياح فأنتم لن تشموا أي شيء.

لقد حان الوقت لجني ثمار الجنون. ليس فقط من نتنياهو، بل ايضا من رجاله. لقد كان لهم الخيار في أن يكونوا بيبيين أو أن يكونوا اسرائيليين. وقد اختاروا نتنياهو. يجب عليهم أن يعرفوا بأنه امامهم يقف جمهور، وهو سيتذكر لهم هذا العار لاجيال. نحن في حرب من اجل الحقيقة، ورئيس حكومة يوجد على الجانب الآخر من المتراس. لا يوجد هنا أي توازن. وكل نفاق وتظاهر بالتوازن يعني أننا نتنازل للذهان المنظم. لبيد فعل الامر الذي يجب أن يفعله هنا. فقد تمسك بمبادئه، وليس هو الذي يجب أن يكون محل للانتقاد، بل الذين من البداية لم يكن لهم أي مبدأ يتمسكون به. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى