ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – الشرطة اغتالت الديمقراطية في أم الفحم

هآرتس – بقلم  زهافا غلئون – 4/3/2021

” عندما يقوم رجال الشرطة بالاعتداء على المواطنين دون أن يكون هناك أي سبب مبرر، فهم يرتكبون جريمة اعتداء واضح. وهذا يصبح اكثر خطورة عندما يقومون بالاعتداء على من يدفعون رواتبهم “.

       في أم الفحم حدثت في يوم الجمعة الماضي الظاهرة المعروفة “اعمال شغب تقوم بها الشرطة”، اعمال شغب من قبل قوات الامن واستخدام القوة الزائدة ضد مواطنين يتظاهرون ضد سياسة الاشخاص الذين يدفعون لهم رواتبهم، أي حكومتهم. اثناء اعمال الشغب الشرطية تعرض رجال الشرطة لعضو الكنيست يوسف جبارين (القائمة المشتركة) وأصابوه.

       الشرطة حولت في السنوات الاخيرة المس بأعضاء الكنيست الى اجراء مقبول. في المظاهرات في بلفور قام مشاغبون يرتدون الزي الرسمي بالاعتداء على عضو الكنيست يوراي لاهف هريتسني (يوجد مستقبل)؛ حدث احتجاج صغير ونسي خلال بضعة ايام. في اعمال الشغب الشرطية في أم الحيران قتل رجال الشرطة، بدون سبب، يعقوب أبو القيعان، وأطلقوا رصاصة مطاطية مغلفة بالمعدن نحو وجه عضو الكنيست أيمن عودة. المشاغبون سارعوا الى نشر فرية تقول إن أبو القيعان كان مخرب من داعش. مادة الأدلة: عدد من صحيفة “اسرائيل اليوم”. ليتنا كنا نستطيع القول إن هذا ليس مستوى التحقيقات العادية لشرطة اسرائيل. بعد ذلك جاءت النيابة العامة، وكعادتها قامت بتنظيف القذارة عن رجال الشرطة.

       شرطة اسرائيل هي أداة مكسورة. كل مواطن يعرف منذ زمن بأنه لا توجد أي فائدة من التوجه اليها، عدا غايات التأمين. وأحد أسباب أنها غير مؤهلة للقيام بدورها هو أنها دائما اعتبرت نفسها أداة للحكومة وليس للجمهور. الجمهور يدفع الراتب ولكن الشرطة تعتبر نفسها أداة لرئيس الحكومة المؤقت. ورغم أن امير اوحانا وبنيامين نتنياهو قاما بزيادة خطر المشكلة، إلا أنها لم تبدأ بهما. الشرطة قامت بملاحقة معارضي الحكومة حتى في فترة دافيد بن غوريون.

        لقد تحولت الى مشكلة اكثر خطورة اثناء المظاهرات، التي هي للتذكير، حق اساسي لا يوجد لأي نظام ديمقراطي وجود بدونه. من ناحية الشرطة هي قبل أي شيء ازعاج، وهي تحاول التشويش على المظاهرات بكل وسيلة، قانونية وغير قانونية.

       عندما يقوم رجال الشرطة بالاعتداء على مواطنين بدون أي سبب يبرر ذلك، فهم يقومون بارتكاب جريمة اعتداء واضح. هذا يصبح اكثر خطورة عندما نتذكر ان رجال الشرطة يقومون بالاعتداء على من يدفع لهم رواتبهم. الشرطة بالطبع  اكثر عنف من المواطنين العرب. لأن ما حدث في أم الفحم ليس سلوك استثنائي لشرطي، بل هو توجيه من الاعلى. في هذا الاسبوع تظاهر جمهور غاضب من الاصوليين أمام وزارة التربية والتعليم. هناك تم عقد مؤتمر صحفي لرئيس الحكومة ووزير التعليم. شخص قتل عندما دهسته سيارة تمت مهاجمتها. لو أن هذه الحادثة حدثت في أم الفحم لكان من المرجح أن يكون هناك عدد من الجثث على الرصيف. لا تقلقوا، كانوا سيجدون لديهم عدد من صحيفة “اسرائيل اليوم”.

       توجد حصانة لمنتخبي جمهورنا. وهذه الحصانة حيوية من اجل أداء مهامها: هي تمنع الحكومة من ازعاج اعضاء الكنيست من المعارضة، وتسمح لهم بانتقادها دون الخوف من قضاء ليلة في السجن. عندما تقوم الشرطة، بتكليف من اوحانا ونتنياهو، بخرق حصانة اعضاء كنيست بصورة منهجية، وتمس بهم جسديا، فانها بذلك تقوم باغتيال الديمقراطية. واذا تعودنا ايضا على ذلك فسنكون قد انتهينا. يوسف جبارينهو عربي. لذلك هو لا يستحق الحصانة. وهاكم ما كتبه الترمان عن ذلك في العام 1949. لقد حان الوقت كي نستوعب. “حسنا: من هو توفيق طوبي؟ هو عضو كنيست/ هو شيوعي عربي/ في الكنيست هو يجلس بحق كامل وليس منّة/ … هذه هي طبيعة الديمقراطية/ من يحملون أدواتها لا يدينون بالفضل لأي أحد/ قد يكونون جزء غير بسيط منها/ لكن اذا لم تكن بديهية فهي لن تكون مفهومة لدينا أبدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى