ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم زلمان شوفال – يجب علينا التصويت بعقولنا

هآرتس – بقلم  زلمان شوفال – 21/3/2021

نظريا، الانتخابات غير شخصية، لكن في الواقع هي كذلك. الانتخابات هي بين نتنياهو وبين شخصية اخرى توجد على لوحة الاعلانات، والقرار غير صعب “.

بروح عيد الفصح يمكن القول: لو أن هذه كانت فقط حملة التطعيم الناجحة، وليس حقيقة أن اسرائيل خرجت من الوباء بسرعة اكثر من أي مكان آخر (حسب الاقتصادية الكبيرة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD)، اضافة الى الانجازات المهمة في المجال الامني والاقتصادي – لكنا سنقول هذا يكفي، ونكتفي بتسجيلها في كتاب التاريخ الذهبي. ولكن التحديات التي هي في طريقها الينا ليست اقل اهمية في هذه الانتخابات.

رغم المعطيات المشجعة في الاقتصاد الكلي: استقرار النظام المالي، نسبة البطالة الآخذة في الانخفاض، بيانات الدين والانتاج – بالاساس فتح الاقتصاد والتعليم والثقافة – إلا أنه محظور علينا تجاهل ازمات محتملة في المستقبل. المختصون يعتقدون الآن أنه يجب عدم الخوف من موجة تضخم. ولكن الدولاب يمكن أن ينقلب. واسرائيل يجب عليها أن تكون مستعدة لذلك. بنيامين نتنياهو عرف كيف يدير في السابق الاقتصاد نحو شاطيء الامان، وهو توجد له مؤهلات للمستقبل، في حين أن رؤساء الاحزاب الذين يتفاخرون بتحديه، يعرضون وعود فارغة، وجدعون ساعر يعلن أنه سيشكل هيئة دائمة لمحاربة البيروقراطية، أي جسم آخر بيروقراطي غامض.

من بين اكثر المتضررين من ازمة الكورونا كان المستقلون واصحاب المصالح الصغيرة، وهم يمكن أن يتضرروا مرة اخرى اذا تم تسليم زمام الحكم في الدولة لمعسكر جزء منه عديم التجربة وجزء آخر يؤيد سياسة اقتصادية مناوئة للسوق الحرة. الوباء أدى، ايضا في اسرائيل، الى ضخ اموال طائلة، لكنها مبررة للجمهور، وحكومة مسؤولة برئاسة نتنياهو ستعمل على الدفع قدما باستقرار الاقتصاد والنمو، سوية مع كبح الآثار السلبية المحتملة لهذا الضخ.

الموضوع السياسي ايضا يجب أن يشغل الناخب، بالاساس العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة، ولكن ايضا العلاقة مع اللاعب الرئيسي الثاني في الشرق الاوسط، أي روسيا. العلاقات بين الدول يتم تحديدها حسب المصالح، لكن بالذات بخصوص الولايات المتحدة هناك احيانا وزن غير قليل ايضا للصداقة بين الشعوب وبين الزعماء. والصداقة طويلة العمر بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو توجد لها بالتأكيد ميزة. بايدن وطاقمه السياسي يدركون أن اتفاقات “ابراهيم”، التي بادر اليها نتنياهو، التي تدفع قدما بالسلام بين اسرائيل والعرب وبالاستقرار في الشرق الاوسط اكثر من أي فترة اخرى، ايضا تخدم مصالح امريكا في نقل معظم جهودها السياسية والامنية من الشرق الاوسط الى الشرق الاقصى.

حكومة غير متبلورة بشراكة يمين متطرف من جهة ويسار متطرف من جهة اخرى، ولا توجد لها استراتيجية سياسية، ستؤدي الى الشلل السياسي. ادارة بايدن تتمسك بحل الدولتين وتعارض بناء اسرائيل خلف الخط الاخضر. ولكن مثلما اوضح المتحدثون بلسانها، فان المسألة الفلسطينية لا تحتل مكان متقدم في سلم اولوياتها.

الموضوع الذي توجد فيه امكانية كامنة واضحة للخلاف هو الاتفاق النووي مع ايران. ولكن خلافا لعهد اوباما، الآن في اعقاب التحالف مع العالم العربي البراغماتي، فان اسرائيل غير معزولة في المعركة والولايات المتحدة سترغب في التوصل الى حوار معها في هذا الشأن. ايضا يوجد في الكونغرس اهتمام عال بخصوص الاتفاق على جانبي المتراس السياسي.

مع ذلك، مثلما قال السناتور توماس (تيب) اونيل ذات مرة، فان السياسة كلها محلية. وهذا صحيح ايضا بالنسبة لاسرائيل. شعار الانتخابات “فقط الليكود سيشكل حكومة يمينية كاملة” لا يصيب الهدف بدرجة معينة، حيث أنه بدون دعم الوسط – يمين فان الليكود لم يكن ليصل حتى الى اغلبية نسبية. منذ تأسيس الليكود كان حزب وسط – يمين وطني – ليبرالي. صحيح أن هناك اهتمامات مختلفة بين اعضاءه، بما في ذلك في المواضيع السياسية، وتوجد لهم شخصيات مختلفة، مثلما هي العادة في حزب ديمقراطي كبير، لكن تم الحفاظ فيه على الوحدة حول المحور الرئيسي. وعدم الاعتراف بمساهمة نتنياهو، في الفترة التي وقف فيها على رأس الليكود والدولة من اجل تحقيق الاهداف التي ميزت حتى من أسسوا الحزب ورؤساء الحكومة من قبله، يعتبر خطأ وتضليل متعمد.

الليكود يعكس الاجماع الواسع في اوساط الجمهور حول الموضوع الفلسطيني، لكن نتنياهو تتم مهاجمته ليس فقط من قبل احزاب اليسار، بل ايضا من قبل أحزاب اليمين المتطرف، التي احيانا تبدو أنها أكثر مما تريد أكل العنب، تريد قتل الحارس. هذه الاحزاب توجد لها سلسلة طويلة من الاهداف العلنية، لكن لا توجد لديها اقتراحات واقعية عن كيفية تحقيقها. الامتحان الذي يحدد الزعامة القومية لا يوجد في التصريحات، بل في القدرة على التنفيذ. السياسة الثابتة والواثقة لنتنياهو التي تعتمد على اهمية الجانب الامني، مع تحقيق الاهداف الصهيونية واليهودية، اثبتت نفسها. سواء في السياسة أو في الدبلوماسية تسري القاعدة التي تقول إن من يريد الامساك بالكثير لن يستطيع الامساك بشيء: كل صوت لقوائم اليمين المتطرفة، بدلا من الليكود، يمكن أن يمس بتحقيق هذه المصالح القومية. وفي الاصل، الامكانية الواقعية الوحيدة لتشكيل حكومة بديلة هي حكومة تكون مربوطة بأنشوطة خانقة بالقائمة المشتركة.

يجب علينا عدم تجاهل الورطة القانونية التي وجد نتنياهو نفسه فيها، والتي تلعب دور في الانتخابات. بسبب الادعاءات الجوفاء فان مظاهرات التحريض في بلفور وشعار “فقط ليس بيبي” تحولت الى سلاح فتاك في أيدي المعارضين من اليسار واليمين. أنا لن أتطرق الى جوهر الاتهامات، التي هي بالنسبة لكثيرين تبدو مضحكة ولا اساس لها، هذا الموضوع أتركه للمحكمة. تكفي الاشارة الى أنه في دولة القانون يوجد افتراض البراءة. وأنه في دول ديمقراطية رائدة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لا يقدمون لمحاكمة جنائية رئيس أو رئيس حكومة في منصبه. واذا كان الامر يتعلق بشؤون قانونية، فكيف يمكن تفسير لماذا المستشار القانوني للحكومة يسمح لمرشحين للكنيست بأن يتمتعوا بضمانات مالية، احيانا بملايين الشواقل، من رجال اعمال، ويمنع نتنياهو من الحصول على مساعدة من إبن عمه بمبالغ أقل بكثير من اجل تمويل نفقات محاكمته.

من يقول إن الحملة الانتخابية تتثاءب، يتجاهل صب السم والوحل في الشبكات الاجتماعية، لكن لا يجب أن يكون هذا هو الذي سيحدد التصويت في الاسبوع القادم. يجب علينا أن نضع جانبا المواقف المسبقة والمشاعر، وأن نصوت بشكل عقلاني، من العقل. لأن أي تصويت آخر سيقودنا الى انتخابات خامسة. نظريا، الانتخابات غير شخصية. ولكن في الواقع هي كذلك. والانتخابات هي بين نتنياهو وبين شخصية اخرى توجد على لوحة الاعلانات، والقرار غير صعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى