ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  رونيت مرزين – غانتس، عباس والسنوار، يجب عليكم الاصغاء للشباب

هآرتس – بقلم  رونيت مرزين – 10/9/2021

” من اجل محاربة توجه الشباب نحو التطرف يجب اعطاء الشباب العرب الشعور بأنهم جيل حر ومبدع ويوجد له افق وأنه يستطيع التعلم والتطور والمشاركة في قرارات تتعلق بمصير ابناء شعبه “.

يوجد للقاء الذي اجراه وزير الدفاع بني غانتس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس اهمية كبادرة حسن نية، لكن اذا بقيت هكذا ولم تتطور الى محادثات سياسية تتضمن ايضا قيادة حماس، ليس فقط التي تقيم في قطر بل التي تقيم في غزة ايضا، فان اهميتها ستضيع. الفلسطينيون والاسرائيليون شبعوا من لقاءات من هذا النوع التي استهدفت خفض اللهب وليس اطفاء الحريق. الشعبان بحاجة الى زعماء لديهم بقايا روح وشجاعة، بحيث يتوقفوا عن الاختباء وراء اعتبارات حزبية أو ائتلافية والخوف من ردود المعارضة؛ زعماء يقفون امام ابناء شعبهم ويقولون لهم الحقيقة: لقد حان الوقت لاتخاذ قرارات سياسية حاسمة من اجل الاجيال القادمة.

صحيح أنه في الجانب الفلسطيني يوجد انقسام عميق، وفي الجانب الاسرائيلي تسيطر حكومة وافقت على عدم الاتفاق في المواضيع السياسية، لكن لا يوجد أي خيار سوى التقدم لتجسيد حل الدولتين.

المقاربة التي تتبعها النخب السياسية والعسكرية في الطرفين، ادارة النزاع وتقليصه وبعد ذلك محاولة حسمه، فشلت مرة تلو الاخرى. يكفي كلمات “جولات عسكرية” من اجل الفهم بأن الاسلوب العسكري غير فعال. وكلما جبى ضحايا اكثر كلما يفقد شرعيته ويضعف قدرة الحكم لمستخدميه ويخرج الجمهور الى الشوارع. “الجولة العسكرية” الاخيرة، عملية “حارس الاسوار”، تمثل بشكل جيد ما ينتظرنا: سواء فتح أو حكومة اسرائيل، ستفقد قدرتها على الحكم لصالح تعزز الجهات الوطنية والجنائية.

في حالة الضفة فان ضعف فتح يمكن أن يؤدي الى تعزز اليسار الراديكالي والمنظمات الاسلامية. العلامة الاولى يمكن أن نراها في انتخاب نادية حبش، ممثلة حماس والجبهة الشعبية، لرئاسة نقابة المهندسين. في حالة قطاع غزة فان ضعف قيادة حماس يمكن أن يؤدي الى زيادة قوة المنظمات الجهادية. سيطرة طالبان في افغانستان فيما يشبه الثورة الاسلامية في ايران في 1979 تضخ الرياح في اشرعة المنظمات الاسلامية هذه. 

في الجانب الاسرائيلي فان ضعف جهات انفاذ القانون يمكن أن يؤدي الى هبوط آخر في الثقة التي يعطيها الجمهور العربي لمؤسسات الدولة، ونتيجة لذلك يتوجه الشباب الى منظمات وطنية واسلامية مجاورة، أو يبحثون عن الحماية لدى عائلات الجريمة. هذه الجهات تستغل مشاعر الاقصاء والاستخفاف بالشباب الفلسطينيين من اجل اقناعهم بأن الامر يتعلق بنزاع اساسه ديني أو كولونيالي. هم يعرضون توجهات الاندماج للمواطنين العرب في المجتمع الاسرائيلي وفي الاقتصاد، وكذلك ايضا عمليات التطبيع مع اسرائيل كظواهر سلبية، التي تفرغ الهوية الفلسطينية من مضمونها التاريخي والثقافي والاخلاقي، وتضعف نضال التحرر الوطني. 

هذه الجهات الوطنية والدينية تدعو الى الغاء الفصل الجغرافي والتمييز الذي فرضته اسرائيل على التجمعات الفلسطينية، عندما قامت بسجن سكان الضفة الغربية في “سجن اوسلو”، و”عرب 1948” في سجن “المواطنة الاسرائيلية”، وسكان قطاع غزة في “سجن الحصار” واللاجئين في “سجن المخيمات”. هم يطلبون استبدال النخب السياسية التي وقعت على اتفاق اوسلو وتخلت عن استراتيجية النضال الثوري بقيادة وطنية عليا تعمل على زيادة التضامن بين جميع الفلسطينيين اينما كانوا واقناع جميع المترددين بأنه قد حان الوقت للاعلان عن مرحلة جديدة في النضال ضد الصهيونية، حسب نموذج الربيع العربي ومسيرات اللاجئين نحو الحدود. ورد عسكري اسرائيلي سيلحق بها اضرار سياسية ودبلوماسية واخلاقية.

هذه الافكار يدعون اليها عبر القنوات الفضائية ومحطات الراديو والشبكات الاجتماعية ومعاهد الابحاث، وعبر الفنانين الفلسطينيين وحركة بي.دي.اس. الشعار الذي يتكرر في اقوالهم هو “هذا ممكن”: “اليوم، 15 ايار 2021، فان تحرير كل فلسطين من البحر حتى النهر ممكن… استقلال السلاح هو شرط لاستقلال الوطن… المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. المقاومة تقرب بيننا والمفاوضات والتطبيع والانظمة الديكتاتورية والحروب الطائفية تباعد بيننا. جميع من يؤيدون المستبدين والمطبعين هم جنود في صفوف الجيش الاسرائيلي”، قال الشاعر تميم البرغوثي في مقابلة مع قناة “الجزيرة” اثناء عملية “حارس الاسوار”. 

من اجل منع سير الشباب خلف هذه الجهات فانه يجب على السلطة الفلسطينية وحماس وحكومة اسرائيل الاصغاء للرسائل التي يقومون ببثها. ويمكن تلخيصها بكلمات ظهرت الى جانب صورة الحقيبة للفنانة مريم نوارة: “في انتظار المجهول فقدت الكثير… اصبحت شيء قديم بدأ يصدأ تحت مشاعر وتراكم الغبار والظلام الذي لا ينتهي”. يجب على غانتس وعباس ويحيى السنوار منح هؤلاء الشباب الشعور بأنهم ذخر وليس عبء؛ وأنهم جيل حر ومبدع يمكنه أن يثق بأن لديه افق وأنه يستطيع التعلم والتطور واعالة عائلة والمشاركة في قرارات تتعلق بمصير ابناء شعبه الذين يعيشون هم في انتظار مستمر لاموال الصدقات القطرية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى