هآرتس – بقلم رونيت مارزيل – وحيد في المعركة

هآرتس – بقلم رونيت مارزيل – 17/11/2019
في المقابلة التي اجراها زياد النخالة، السكرتير العام للجهاد الاسلامي الفلسطيني، مع قناة التلفاز “الميادين” في 13 الشهر الحالي، كان يمكن تشخيص عدة نقاط ضعف يعاني منها هذا الشخص ومنظمته، والتي يمكنها أن تساعد في المواجهة معهم.
من اجابات النخالة على سؤال مجرية المقابلة، يمكننا أن نعرف بأن هذا الشخص يخاف جدا، على المستوى الشخصي والتنظيمي والمدني والقومي. على المستوى الشخصي النخالة يخاف من الانخفاض المحتمل في مكانته كرئيس للمنظمة. الطريقة التي عرض فيها بهاء أبو العطا في وسائل الاعلام الاسرائيلية والعربية والدولية كمقاتل مستقل وغير منضبط، اعتاد على المبادرة الى اطلاق عمليات نار ضد اسرائيل دون الحصول على مصادقة القيادة في لبنان وفي دمشق، لم تكن مرضية له على الاطلاق. كان من المهم جدا للنخالة أن يوضح، رغم أنه حذر جدا من عظمة الشهيد، بأن الجهاد الاسلامي هو منظمة تراتبية وأن أي عمل عسكري ضد اسرائيل هو نتيجة قرار من القيادة.
على المستوى التنظيمي، النخالة يخاف من امكانية أن الجهاد الاسلامي سيبقى وحيدا في المعركة مع اسرائيل. وقد أكد في الحقيقة أن المنظمة يمكنها ادارة المعركة وحدها لفترة طويلة، لكن بينه وبين نفسه هو يعرف أنه بحاجة الى حماس. وهذا لا يمكنه من التمادي لفترة طويلة. لذلك، اختار استخدام احدى القيم الاساسية في الثقافة العربية، الرجولة، من اجل التشكيك في الصورة البطولية والرجولية لحماس، واجبارها على الوقوف على يمينه في الصراع المسلح ضد اسرائيل.
في هذا الاطار يرفض النخالة بشدة محاولة أن تلقى على الجهاد كل المسؤولية للانتقام لأبو العطا. الانتقام على سفك دماء الشهداء هو من مسؤولية الشعب الفلسطيني وجميع فصائل المقاومة، أوضح. كان من الواضح أنه غاضب من حماس، ولكنه كان حذرا من تحطيم الأدوات. عندما يقول النخالة “نحن نساعد بعضنا في محور المقاوم، ولم نصل الى النقطة التي فيها يجب علينا فتح كل الجبهات”، فهو يحاول اخفاء الخلافات الجوهرية في الرأي التي توجد بين الجهاد وحماس عن الجمهور الفلسطيني، في كل ما يتعلق بطرق النضال ضد اسرائيل.
لا شك أن النخالة قلق من أن محاولة اسرائيل ومصر وقطر التخفيف من ضائقة السكان ستقوي حماس على حساب الجهاد. لذلك، هو يعرض تحويل ملايين الدولارات من قطر الى غزة وفتح الخط التجاري بين مصر وغزة في معبر رفح كاغراء اسرائيلي يمكنه أن يحرف فصائل المقاومة والسكان في غزة عن الهدف الرئيسي وهو تحرير فلسطين والعودة اليها.
على المستوى الوطني والمدني، النخالة يخاف من احتمال أن يتوقف السكان في غزة عن دعم المقاومة المسلحة. وأن يتنازلوا عن المنطق الذي يقف من وراء استمرار وجود الجهاد الاسلامي. لذلك، هو يهتم برفع معنويات الغزيين عن طريق عرضها كمنطقة صغيرة وفقيرة ومحاصرة، نجحت في شل امبراطورية اسرائيل القوية. وهو يوضح بأن القرارات لاطلاق النار على اسرائيل هي رد على العدوانية الاسرائيلية ضد المواطنين الغزيين، ويؤكد على سلوك منظمته المسؤول، التي ردت حسب قوله بقوة ضعيفة من اجل عدم تصعيد الوضع. وقد تعهد بوقف اطلاق النار على الفور اذا أوقفت اسرائيل التصفيات وتوقفت عن المس بالمدنيين المشاركين في مسيرات العودة وقامت بتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل اليها في السابق في موضوع رفع الحصار عن غزة.
وهو يؤكد بأن الجهاد الاسلامي يتحمل أساس العبء المقرون بالدفاع عن الغزيين. وهو يتوسل تقريبا لسكان غزة “نحن أبناء هذا الشعب، فصائل القدس جاءت منكم وهي تدافع عنكم. انتم الحبل الدافيء للمقاومة. بواسطة الثقة التي تمنحونا إياها سنواصل القتال وسننتصر. يجب على العدو أن يعرف بأننا سنواصل القتال طالما أنه يواصل عدوانه. هو الذي يقوم بتجويع غزة ويمس بمواطنيها. ونحن نرد بنفس الشكل. سنقصف كل المدن الصهيونية”.
إن التفريق بين نحن (الجهاد الاسلامي وسكان غزة) وهم (العدو الاسرائيلي) استهدف التأكيد على الادعاء بأن الجهاد الاسلامي هو الوحيد المستعد للدفاع عن مواطني غزة في كل الاوضاع من المسؤولين الحصريين عن معاناتهم.
الجمهور الهدف الرئيسي لهذه المقابلة هم السكان الغزيون، وبالاساس الشباب. هناك “الميادين” التي تعتبر قناة حزب الله، وقفت على يمين من يتم اجراء المقابلة معه لمساعدته في انقاذ ما تبقى من الصورة الشخصية، التنظيمية والوطنية له ولمنظمته.
النخالة يشعر بأن الانشوطة تضيق حول عنقه. وهو يعرف جيدا أن السكان في غزة، حماس، مصر، قطر واسرائيل، قد سئموا منه ومن منظمته. ولكنه كما يبدو يفهم ايضا أنه في الجهاد الاسلامي نفسه هناك شخص غير راض على الاطلاق من سياسته وسياسة ذراعه اليمنى، اكرم العجوري، التي تتأثر بايران والتي يمكن أن تؤدي الى اضعاف كبير للمنظمة. هذا الشخص يسمى محمد الهندي، الذي أراد بشدة أن يكون السكرتير العام للمنظمة، لكن ايران لم تسمح له بذلك.