ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم روغل الفر – يا سنوار، أنت هنا لا تخيف أي أحد

هآرتس – بقلم  روغل الفر  – 6/11/2019

السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، مايكل اورن، نشر في يوم الاثنين الماضي مقال في مجلة “اتلانتيك”، وصف فيه سيناريو الحرب الذي ناقشه حسب قوله وزراء الكابنت مرتين في الاسبوع الماضي، وهي الحرب التي يستعد لها الجيش في الوقت الحالي حقا. هذا السيناريو يسير كالتالي تقريبا: اسرائيل تهاجم هدف حساس لايران. وزير اسرائيلي يتفاخر ويهين الايرانيين. ايران تقوم باطلاق صواريخ كروز تخترق نظام الدفاع الاسرائيلي وتصيب وزارة الدفاع في تل ابيب. اسرائيل تهاجم ردا على ذلك مقر قيادة حزب الله في بيروت.

عندها يبدأ ما يسميه اورن “الحرب الحقيقية”. فان عدد من الصواريخ سيسقط على اسرائيل بوتيرة 4 آلاف صاروخ يوميا. نظام القبة الحديدية سينهار تحت الثقل. وفي النهاية صواريخ دقيقة ايرانية ستزرع الدمار في ارجاء اسرائيل، وتتغلب على نظام “مقلاع داود” (الذي الاعتراض الواحد منه يكلف مليون دولار). اصابة قرب مطار بن غوريون تؤدي الى اغلاقه. الموانيء ستغلق. اسرائيل مقطوعة عن العالم. هجوم سايبر ايراني يؤدي الى فصل البنى التحتية للكهرباء في الدولة. ارهابيون سينقضون على بلدات قرب الحدود. الاقتصاد في اسرائيل سيتوقف عن العمل.

المستشفيات ستضطر الى العمل تحت الارض وستنهار تحت العبء. السماء ستصبح سوداء بسبب الدخان المليء بالمواد الكيميائية السامة والذي سيتصاعد من الحرائق التي ستندلع في المصانع ومصافي النفط التي اصيبت. ملايين الاسرائيليين سينزلون الى الملاجيء. مئات الآلاف سيتم اخلاءهم من المناطق القريبة من الحدود، التي سيحاول الارهابيون مهاجمتها. وزارات دولة المشاريع سيتم افراغها. حرب برية ستجري على الحدود مع لبنان وغزة. صواريخ بعيدة المدى سيتم اطلاقها من سوريا والعراق واليمن وايران، عدد منها يقع خارج مدى سلاح الجو الذي سيضطر الى التعامل مع بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، روسية، في سوريا ايضا.

هل تخافون؟ وبصدق. اذا اعتقدتم أنه في حرب يوم الغفران كان هناك خطر في أن تدمر اسرائيل، فيبدو أنهم في هذه الاثناء يناقشون في الكابنت سيناريو يجعل هذه الحرب مثل لعبة للاطفال. اسرائيل تهدد بلا توقف بقصف لبنان واعادته الى العصر الحجري. ولكن حسب هذا السيناريو فان كل الشرق الاوسط، بما في ذلك اسرائيل، سيقصف نفسه ويعود الى العصر الحجري، كانتحار جماعي. حسب مقال اورن الذي يتفاخر بالاستناد الى نقاشات الكابنت التي ترتكز على سيناريوهات الجيش، فان السؤال الرئيسي ليس هو هل ستندلع مثل هذه الحرب، بل متى.

لا توجد لدي أي فكرة اذا كان اورن محقا، رغم أن “أتلانتيك” هي مجلة جدية وليس مجلة صفراء تحب الاثارة. نحن، مواطنو اسرائيل، سنكون عاجزين تماما ازاء سيناريو مرعب كهذا، اغنام للذبح، ليس لهم مأوى وعالقون في حقل للالغام دون امكانية للهرب. ربما يكون اورن يبالغ، لا فكرة لدي. أنا لا اشارك في نقاشات الكابنت ولا اعرف من يشارك فيها. ولكن خطرت ببالي بعد قراءة المقال الافكار التالية. اولا، هذا المقال يستحق ترجمة أسسه كخدمة للجمهور، لأنها هامة بالنسبة لمواطني اسرائيل. ثانيا، حقا نحن بحاجة الى حكومة وحدة!.

بتفكير آخر، برزت لي فكرتان اخريان. أولا، ماذا سيساعد مواطني اسرائيل معرفة كل ذلك؟ ماذا سيفعلون؟ هذا مثل أن تبلغ انسان بأنه قريبا يتوقع أن يهاجمه مرض فتاك لا يوجد لديه ضده أي امكانية للوقاية. يبدو أنه من الافضل أن لا يعرف. ثانيا، بماذا ستساعد حكومة الوحدة؟ كيف ستحمي اسرائيل بشكل افضل في سيناريو كهذا؟.

عندها، فهمت كيف يفكر دونالد ترامب: لماذا لا نلقي عليه عدد من القنابل النووية هذا المساء. عندها يمكن اجراء انتخابات ثالثة في شهر آذار. أليس كذلك؟ على أي حال، لو كنت مكان نتنياهو لكنت سأصلي بأن يكون مايكل اورن محقا. يوجد هنا ايضا مبرر للغواصة السادسة (من الغواصات الاكثر تبريرا بأثر رجعي) ومبرر غير سيء لتأجيل تقديم لوائح اتهام ضده (بالاساس لأن جهاز القضاء يتوقع أن يتوقف عن العمل مدة سنة أو سنتين).

عندها سألت نفسي: من الذي سرب لاورن نقاشات الكابنت؟ ربما كوخافي وربما نتنياهو نفسه. على أي حال، يتبين أنه ايضا في سيناريوهات يتم بحثها في الكابنت تظهر اسرائيل كامبراطورية– وضعنا لم يكن في أي يوم افضل، واعداؤنا يخافون منا. هذا يعرفه ايضا يحيى السنوار الذي يهدد باطلاق الصواريخ على تل ابيب لمدة نصف ساعة، ردا على وعد غانتس بردع غزة كمدافع عندما سيصبح رئيس حكومة.

يا سنوار، أنت لا تخيف أي أحد هنا. فبعد انتهاء الايرانيين مع تل ابيب لن يبقى لك ما ستقوم بقصفه. اذا اذهب وهدد مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى