ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم روغل الفر – نتنياهو لا ينوي نقل الحكم

هآرتس – بقلم  روغل الفر  – 8/3/2020

في ظل غياب التنازل ستكون حرب. وليس مؤكدا أن مواطنين اسرائيليين سيموتون فيها، ولكن من المؤكد أن دولتهم ستموت “.

المحنة التي تسود عندنا يوجد لها سبب وجيه. لا يوجد لنتنياهو أي نية لنقل الحكم. وهذا ضمن امور اخرى سبب أن بني غانتس لم يوقع معه على اتفاق تناوب بعد الجولة الثانية في ايلول. “أنا اعتقد أن نتنياهو لا ينوي احترام أي اتفاق للتناوب. هو لا ينوي مغادرة شارع بلفور، ليس في اعقاب اتفاق ائتلافي وليس في اعقاب هزيمته في الجولات الانتخابية الثلاث التي فشل فيها في محاولة الحصول على 61 مقعدا وليس في اعقاب تقديم لائحة اتهام ضده، تشمل بند الرشوة.

هل سينقل الحكم اثناء محاكمته؟ بالطبع لا. أو هل سينقل الحكم عند ادانته؟ من المخيف الاعتراف بذلك، لكن الجواب هو بالتأكيد لا. نحو نصف الجمهور واغلبية كبيرة في اوساط اليهود (الذين فقط صوتهم هو الذي يحصى في الساحة السياسية) توقفوا عن الاعتراف بأولوية سلطة القانون، ويظهرون عدم ثقة بجهاز القضاء ويتوقع أن يعارضوا بشدة ادخال نتنياهو الى السجن ونقل الحكم. لم يعد هناك في اسرائيل أي اتفاق على تفسير مصطلح “ديمقراطية”. وحسب اتباع بيبي فان لائحة الاتهام ضده غير ديمقراطية. لقد قاموا بتغيير النموذج ولا توجد قواعد لعب متفق عليه لحل الخلافات ولا توجد اجراءات مقبولة لتسوية النزاعات السياسية. فوضى.

يمكن الذهاب الى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة، لكن ما الفائدة؟ لأنه من الواضح بأن نتنياهو لا ينوي نقل الحكم. لا توجد فائدة. والدليل على ذلك هو أنه يخسر في الصناديق مرة تلو الاخرى ولا يقوم بعملية النقل. وطالما صمم ازرق ابيض على “اغلبية يهودية” فلن يكون أي اعتراف بشرعية الاغلبية الثابتة التي توجد ضد نتنياهو كي يتم أخذ زمام السلطة منه بصورة ديمقراطية. مع ذلك، ورغم أن هذا زائد، يجب الاستعداد لكون اسرائيل تتدحرج نحو انتخابات رابعة، بحكم القصور الذاتي.

في هذه الاثناء ستبدأ المحاكمة. ولأن نحو نصف الشعب لا ينوي الاعتراف بنتائجها فان المحاكمة ستزيد الانقسام فقط. وعلى مثل هذه الخلافات بين نصفي الشعب حول المسألة الاكثر جوهرية لمبنى الحكم – في الوقت الذي يردد فيه الرئيس رؤوبين ريفلين شعارات المصالحة – تندلع الحروب الاهلية.

من يعارضون نتنياهو اعتقدوا في السنة الاخيرة أنه يوجد في حالة ذعر. يفضل أن يدخلوا الى حالة ذعر. هذا هو الوقت المناسب. ليس لأنهم خسروا في الانتخابات (هم لم يخسروا)، بل لأنهم في هذه البلاد كفوا عن التحدث بلغة واحدة. ومفاهيم مثل “ديمقراطية” و”سلطة القانون” و “الفوز في الانتخابات” توجد تفسيرات مختلفة لدى المعسكرين. المجتمع الاسرائيلي نجح بصعوبة في استيعاب الشرخ والانقسام بعد قتل رابين، فقط بفضل حقيقة أن جميع الاطراف واصلت الاتفاق على هيكل النظام واحترامه. وهذا الاتفاق ضاع في السنة الاخيرة.

عندما يرفض نتنياهو الدخول الى السجن أو ينجح في أن يحبط عبر التشريع تقديمه للمحاكمة، وفي كل الحالات يواصل رفض نقل الحكم، فأي صورة سترتديها الحرب الاهلية؟ ربما أن المواطنين لن يخرجوا الى الشوارع وهم يحملون المسدسات، لكن من كل صوب سنلاحظ الطريق المسدود، نحو نصف الجمهور يشعر بالعدل في أن يفرض بالقوة رأيه على الطرف الآخر. هذا يتوقع أن يكون الشرخ النهائي. لأنه لا يوجد هنا أي احتمال للتصالح. هناك امور مبدئية لا يتم التنازل عنها.

ابراهام لنكولن لم يتنازل عن العبودية، وغانتس خلافا له، لا يتنازل عن الجلوس مع رئيس الحكومة الذي توجه ضده لائحة اتهام بسبب تلقي الرشوة. وأتباع بيبي لا يتنازلون عن اعتقادهم بأن الامر يتعلق بانقلاب لمتآمرين في “النيابة العامة داخل النيابة العامة”. في ظل غياب التنازل سيكون حرب. وليس مؤكدا أن مواطنين اسرائيليين سيموتون فيها، لكن من المؤكد أن دولتهم ستموت فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى