ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رفيف دروكر – بينيت الصباحي وبينيت المسائي

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – 14/9/2020

بينيت يعرض مواقف متناقضة بشكل سري وعلني. وهو يراوح بين هذين الموقفين، لكن بينيت الحقيقي لم يكن ليتردد للحظة في الانضمام الى ائتلاف يبقي نتنياهو في الخارج، خاصة اذا كان سيكون في جزء من فترة الولاية هذه رئيسا للحكومة “.

باقة من الورود يجب أن يرسلها نفتالي بينيت لبنيامين نتنياهو. في العلاقات المتعبة بينهما في السنوات الـ 14 الاخيرة تبين أن نتنياهو ليس فقط هو شخص سادي، بل تبين أيضا أن بينيت هو شخص مازوشي.

نتنياهو وصل الى مستوى فيه اصبح الجميع على قناعة بأنه عبقري، غير مهم ما الذي يفعله. عندما يفوز بالتصويت في الكنيست فهذا هو نتنياهو الفائز، وعندما يخسر – لجنة تحقيق برلمانية للقضاة – فانه يكون قد أراد هذه الخسارة.

في هذا الشأن، حتى أشد المعجبين به يجب عليهم الاعتراف بأن أي اعتبار عقلاني لم يكن موجود هنا: المنطق السياسي الاكثر اساسيا كان عليه أن يجعل رئيس الحكومة السماح لوزير الدفاع بينيت بأن يكون مشاركا في ادارة ازمة الكورونا – اذا نجح فالنجاح سيكون من نصيب نتنياهو، واذا لم ينجح فان الفشل سيكون من نصيب بينيت.

نتنياهو لم ينجح في التغلب على مشاعره وعلى بيته، وسمح لبينيت بأن يكون في اكثر الاماكن راحة في العالم. داخل خيمة مع قوة وزير دفاع، لكن خارج دائرة التأثير. وبدلا من السماح بالقيام باجراء بث مباشر له في الفيس بوك كل يوم، وأن يعطي نصائح (بعضها غير عملي) والقاء خطابات (بعضها ديماغوجية)، حصل بينيت على الهالة، فقط أعطوه أي شيء ليلعقه في وجبة الغداء.

بعد ذلك ارتكب نتنياهو خطأ كبيرا، أقل منطقية من ذلك، وأبقى بينيت خارج الائتلاف. يمكن فقط تخيل ماذا كان سيكون وضعه لو كان بينيت وزير الصحة الآن – المسؤول عن القضاء على الكورونا، على رأس حزب من ستة مقاعد. ربما سيكون في الاستطلاعات قد لامس مرة اخرى نسبة الحسم.

كان يكفي بينيت 2.5 مقعد وربع تهديد بالانتقال الى الطرف الآخر من اجل أن يحصل من نتنياهو على وزارة الدفاع. ماذا يمكنه أن يفعل مع 20 مقعد أو أكثر؟ تناوب مع نتنياهو، لا أحد سيفعل ذلك بدون ضمانة بنكية. بالارقام يمكننا تخيل حكومة لبينيت، يئير لبيد، بني غانتس، افيغدور ليبرمان وميرتس، بدون العرب وبدون الاصوليين، وبالاساس بدون نتنياهو. تناوب على رئاسة الحكومة بين لبيد وبينيت. في الواقع يصعب تصديق أن بينيت سيتجرأ على تشكيل حكومة مع نيتسان هوروفيتس وتمار زندبرغ في الوقت الذي يبقي فيه كل الليكود خارج الحكومة.

عندما اندلعت تحقيقات نتنياهو اتخذ بينيت موقف اخلاقي: “للأسف، تلقي هدايا بهذا الحجم الكبير لا تتفق مع توقعات مواطني اسرائيل”. قبل فترة قصيرة على تسلمه منصب وزير الدفاع قام بينيت بانعطافة كاملة: “اذا نجح جهاز القضاء في اسقاط نتنياهو بسبب السيجار ومقالات في موقع “واللاه” فهذا سيكون ضربة شديدة للمعسكر القومي… ليس نتنياهو هو الملاحق، بل معسكر اليمين كله ورؤيتنا”. في السنوات الثلاثة التي مرت بين هذين الموقفين اتخذ بينيت موقف محتمل تقريبا. في العلن تملص بشكل عام. في الغرف المغلقة قال إن صفقات السفن مقلقة جدا وأن نتنياهو قد استنفد وهو ينشغل فقط بشؤونه الشخصية ويجب استبداله.

بشكل عام يبدو أن هناك بينيت صباحي، الذي يقوم بالقاء خطابات في احتفالات جائزة اسرائيل ويتحدث بصورة رجل الدولة عن فهمه العميق لمشاعر المعسكر الآخر، وبينيت المسائي الذي يؤيد تشكيل لجنة تحقيق للقضاة وينشر منشورات تساوي بين المحكمة العليا وحماس. المرة تلو الاخرى هو يتأرجح بين بينيت المعتدل وغير الهجومي وبين بينيت المقتنع بأنه يجب زيادة التطرف من اجل مراكمة التأثير. عندما نظم يوعز هندل مظاهرة لليمين ضد الفساد قبل ثلاث سنوات تقريبا، قال بينيت إن هذا حقا أمر جميل جدا وقيمي، لكن لا يوجد مقعد واحد لهذه الرسالة – جميعهم بيبي، هذا هو كل الأمر.

بينيت الحقيقي لم يكن ليتردد للحظة في الانضمام الى الائتلاف الذي يبقي نتنياهو في الخارج. بالتأكيد اذا كان في جزء من هذه الولاية سيكون رئيس للحكومة. المشكلة هي أن بينيت رأى في السابق عدد مكون من رقمين من المقاعد في الاستطلاعات يتبدد خلال بضعة ايام. واختبار معرفة الى أين وجهته هو اختبار سهل جدا: اذا انفصل عن بتسلئيل سموتريتش وحزبه فمن الواضح أنه يسعى الى ذلك. واذا بقي معه فان كل ناخب في الوسط يعطيه صوته يكون يعلق أمله على بينيت المسائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى