ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت  – لماذا تطالبون  ميرتس بالانسحاب؟

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – 19/3/2021

” بدلا من مطالبة ميرتس بالانسحاب والانتحار امام الصعوبات التي يواجهها في الاستطلاعات، يجب الوقوف الى جانبه ودعمه. ويمكننا تعلم ذلك من احزاب اليمين “.

       هذا المرض يصعب فهمه ببساطة. اليساريون لديهم حزب واحد، حاد وواضح ومتميز. وعندما تواجه صعوبات في الاستطلاعات، بدلا من مساعدته هم يسارعون الى تسريع موته ويطلبون منه الانتحار. هم يتنازلون عنه بنقرة اصبع وكأنه مجرد قمامة مملة. وليس الحزب الوحيد في الكنيست، باستثناء القائمة المشتركة، الذي يتجرأ اعضاءه على قول كلمة احتلال. وكأن الامور التي جلبها ميرتس الى الاجماع الاسرائيلي، مثل علمنة الفضاء العام وحقوق المرأة وقيم النسوية وشرعنة مجتمع المثليين والمتحولون جنسيا وقانون السكن العام وما شابه، الذين يوجدون في مركز معركة القيم والرموز الليبرالية، هم موضوع عديم الاهمية يمكن ادارة الظهر لهم بسهولة مدهشة.

       هذا المرض بحد ذاته هو مرض محبط. لماذا يسارع الجسم لمهاجمة وتدمير نفسه بمثل هذا الاجتهاد الثابت؟ لكنه يحسن شرح لماذا يظهر اليسار كما يظهر. هو يعكس عدم الثقة وغياب العمود الفقري، بمحاية مثل الاستطلاعات يمكن أن نزيل مثلما نزيل معطف، حزب يمثلك وتلبس جسدك جدعون ساعر أو افيغدور ليبرمان. هو يعكس فقدان المزاج والقيم التي شعرت بها في مواجهة ازدياد قوة شخصية نتنياهو. وهو يعكس ايضا عملية القص الدائمة التي لا تسمح في نهاية المطاف لأي أحد في النمو في اليسار. شرط اساسي كما يبدو لوجود كل وحدة – عائلة، قسم، مجتمع أو معسكر سياسي – هو التضامن والاخلاص. تفاصيل مختلفة تتجمع حول طوطم واحد من اجل تحقيق مصالح مشتركة. ما تفهمه كل جوقة قرود، فان النخبة اليسارية ببساطة ترفض استيعابه.

       هناك يساريون حقا اعتادوا على التعالي على الليكوديين وتشبيههم بقطيع الحيوانات عديمة الوعي والفهم. كم ستكون هذه السخرية معزية عندما نكتشف في اليوم التالي للاننتخابات مرة اخرى بأن قبضة اليمين الحقيقية تعززت جيدا، وأن رئيس الحكومة هو مرة اخرى بنيامين نتنياهو؟ قائمة اليمين المتطرف لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير تتذبذب حول نسبة الحسم. هل أحد ما من الصهيونية الدينية يدعوهم الى الانسحاب؟ نتنياهو يتسبب بشلل دولة كاملة منذ اكثر من سنتين بسبب تورطه القانوني. ناخبوه لم يتخلوا عنه ولم يطلبوا منه الذهاب. بالعكس، هم يحافظون عليه على قيد الحياة ويوفرون له اوكسجين اخلاصهم.

       نتيجة هذه العملية، التي هي مشينة جدا في اليسار، هي أن الليكود هو حزب السلطة الوحيد الآن في اسرائيل، وأن نتنياهو رغم كل المشاكل ما زال الرمز السياسي القوي والثابت في الخارطة السياسية. لا يجب استنساخ كل ظاهرة من اليمين أو تضخيمها اكثر من اللازم. مع ذلك، بين البيبية، المستعبدة لعبادة الزعيم، وبين التنكر الغريب في اليسار، يمكن ويجب أن نجد عدد من الطبقات في الوسط بحيث يمكن المكوث فيها.

       ميرتس ليس كاملا. يمكن كتابة مقال حاد – لماذا فقط واحد، يمكن كتابة سلسلة – ضد جيناته التاريخية، ضد سلوكه وقوة التصويت له. حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي يبدو الآن مثل احتمالية تبعث على المزيد من الحماس، ويمكن أن التشابه بين الاحزاب في هذه المرحلة على الاقل يزيد على ما يفرقها. مع ذلك، من الجيد أنهما لم يتحدا. جولة الانتخابات الاخيرة في السلسلة المنهكة التي نحن عالقون فيها اثبتت أن الامكانية الكامنة في الاجزاء اكبر من الكل المنكمش. هما يجب عليهما المضي قدما وتحقيق تمثيل متنوع لليسار، الذي يعاني من ضياع كبير.

       يئير لبيد هاجم منظمات حقوق الانسان عندما اعتقد أنه يمكنه الحصول على اصوات من اليمين. اعضاء الكنيست المعدودين ومن لا يثيرون الحماس لدى ميرتس، كانوا هم الوحيدون الذين تجرأوا على الدفاع عنها ضد اتجاه الريح، رغم الصعوبات وما تعرضوا له. هذه هي القصة باختصار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى