ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم رفيت هيخت – جدعون ساعر هو رجل شجاع

هآرتس – بقلم  رفيت هيخت – 2/4/2021

جدعون ساعر، الرجل ¬الذي اثبت الشجاعة بوقوفه أمام نتنياهو، سواء داخل الليكود أو خارجه، عندما رفض الانضمام اليه، يجب عليه أن يجتاز امتحان اصعب وأن يوافق على اشراك القائمة المشتركة في الائتلاف الحكومي المنوي تشكيله “.

جدعون ساعر هو رجل شجاع، يجب علينا أن نقول ذلك. لأن الشجاعة ليست رؤية مكسورة، بالاساس ليس في عالم السياسة على اجياله، الذي يسير فيه اشخاص على الاغلب يضعفون امام القوة ويروون على انفسهم القصص.

مواقف ساعر تخيفني. هذا هو الشخص الذي اراد اغلاق السوبرماركت في ايام السبت. وهو الشخص الذي يعتبر الخليل، التي توجد فيها اقلية يهودية منفلتة العقال وتصيب الفلسطينيين بالرعب، مدينة اسرائيلية شرعية مثل تل ابيب. وهو الشخص الذي في فترة توليه وزارة الداخلية تم بناء منشأة “حولوت” التي دافع عنها بتحمس، بل واراد توسيعها. أنا اعترف وبدون خجل، باستثناء الملفات ومشكلات العائلة وبعض المواضيع الاخرى، بأنني افضل بنيامين نتنياهو لأنه غير يميني مثل ساعر. من الصعب رؤية هذا الشذوذ الحاد السائد هنا، لكن من المفروض أن يكون هذا هو الموقف اليساري الاكثر منطقية.

اضافة الى ذلك، كتلة التغيير يجب أن يقودها يئير لبيد وليس ساعر (بالتأكيد ليس نفتالي بينيت). سواء لأن لبيد يترأس الحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد أو لأنه يوجد في وسط المحور غير المحتمل بين بلد ويمينا أو زئيف الكين. ولكن هذه النقاط الجوهرية لا تنتقص من حقيقة أن ساعر هو السياسي الاكثر شجاعة في عالم السياسة، والى جانب لبيد هو يحافظ على قامة منتصبة في ظل هذا القرف العام.

احدى السياسيات التي اجتازت تجارب من النوع الذي يشل أي شخص عادي، قالت ذات مرة بأن قوة السياسي لا تقاس بالضجة التي يثيرها حوله والوظائف التي ينجح في الحصول عليها، بالتأكيد ليس في المواضيع الثانوية، لشديد التشويه، مثل تشريع ورسم سياسات. قوة السياسي تقاس بقدرته على الاحتواء. كم أنت مستعد لتحمل الضرب والبقاء واقفا.

ساعر عانى من تحطيم صورته داخل الليكود، من تشهيرات قاسية ومن تهديدات، من هزيمة مهينة داخل الحزب عندما تجرأ على فعل ما لم يستطع فعله أي شخص كبير آخر، وهو التنافس أمام نتنياهو، والهزيمة المؤلمة خارج الحزب عندما قام بتشكيل حزب وحصل على عدد مخجل من المقاعد. ولكن ساعر، خلافا لبينيت، لا يتراجع ولا يتعرج. هو لا يبدو عليه الضغط أو الهستيريا. رده على خطاب نتنياهو أمس، الذي دعاه فيه ودعا بينيت الى “وضع كل الترسبات خلفهم” والانضمام الى حكومة يمينية، كان ردا واضحا جدا، بحيث أنه من الجدير أن نورده جميعه: “في الوقت الذي فيه مرة اخرى ينشر هو ورجاله ضدي وضد رئيس الدولة نظريات مؤامرة كاذبة ووهمية، يتوجه نتنياهو لي من اجل الانضمام اليه. ردي هو أنني سأقوم بالوفاء بوعودي للناخب. لن أنضم الى حكومة برئاسة نتنياهو ولن اؤيدها. واستمرار ولاية نتنياهو الذي يفضل مصالحه الشخصية على مصالح الدولة، يضر باسرائيل”.

في هذا الرد، ساعر لم يظهر فقط الاستقامة تجاه ناخبين، بل هو ايضا ميز نفسه عن نتنياهو. خلافا للقيعان المزدوجة والرسائل المخادعة والاكاذيب والارهاب النفسي والتعتيم على الوعي، فان ساعر يتحدث بصورة بسيطة وصادقة ومتسقة. هذا ما وعدت له. هذا ما اعتقده وهذا ما سأفعله.

امام ساعر يقف الآن امتحان اصعب من  امتحان الانضمام لنتنياهو. بعد أن تنازل بشكل فعلي عن احتمالية أن يكون جزءا من التناوب لرئاسة الحكومة، هو يحاول الاتفاق على تناوب بين بينيت ولبيد، يجب عليه الموافقة على تشكيل ائتلاف بشراكة مع الاحزاب العربية. لأنه في نهاية المطاف كان لدينا ما يكفي من هراءات يوعز هندل وتسفي هاوزر. الآن، في الوقت الذي فيه نتنياهو مستعد لأن يضم الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية الى ائتلاف الهرب من المحاكمة، فان سياسة الرفض هذه تبين أنها ليس فقط عنصرية، بل هي بالاساس سياسة غبية.

اذا كان نتنياهو يضر باسرائيل حقا، مثلما يقول ساعر. واذا كان هو نفسه حقا شجاع مثلما هو يظهر، فهذا هو الخيار الذي يجب عليه اختياره. بالتوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى