ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ديمتري شومسكي – نعم، ميراف ميخائيلي هي رابينية حقيقية

هآرتس – بقلم  ديمتري شومسكي – 25/2/2021

خلافا لأمل يحزقيل درور، ليس اهود باراك أو نتنياهو، بل ميراف ميخائيلي هي التي ستممكن من اعادة اسرائيل الى مسار العملية السلمية “.

البروفيسور يحزقيل درور قال في مقاله وبحق (“هآرتس”، 18/2) إن الجهد من اجل التغلب على الوهم المرضي للمسيحانية و”ارض اسرائيل الكاملة” يجب أن يكون المهمة الرئيسية للوسط واليسار في الانتخابات القريبة القادمة. ولكن البديلين القياديين اللذين يقترحهما درور على أمل التعامل مع هذه المهمة، هما في الحقيقة خاليين من المضمون والجدوى.

البديل الاول الذي يقترحه درور هو اهود باراك. بالنسبة له لو أن باراك كان يقف الآن على رأس “نوع من التحالف” بين احزاب الوسط – يسار، لكان هذا التحالف سيقود اسرائيل الى شاطيء الامان السياسي. ولكن الحقيقة هي أنه تصعب الاشارة الى شخصية اسرائيلية عامة في الجيل الأخير، ساهمت أكثر من باراك في تصفية محددة لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

كرئيس للاركان عارض باراك اتفاقات اوسلو. وعندما جلس على كرسي رئيس الحكومة في العام 1999 فعل كل ما في استطاعته من اجل تأخير انسحاب اسرائيل حسب الاتفاق عن طريق استئناف زخم البناء فيالمستوطنات. وبصفته شخص فحص العملية السلمية بنظرة ضيقة وعديمة الرؤية السياسية لشخص من جهاز الامن – وهي مقاربة لم يفطم منها بعد تسرحه من الخدمة العسكرية – قرر باراك بغطرسة أن الاتفاق الذي سيتم تنفيذه على مراحل، لن يصمد وأنه يجب انهاء النزاع بمرة واحدة.

وكما هو متوقع فان مبادرته المتفاخرة وغير الواقعية، حل النزاع القومي الذي عمره اكثر من مئة سنة خلال اسبوعين، فشلت فشلا ذريعا في قمة كامب ديفيد في تموز 2000. ولكن بدلا من الاعتراف بصورة مسؤولة بأن محاولته للوصول الى اتفاق شامل لم تنجح وأنه بسبب ذلك يجب العودة الى مسار اتفاقات اوسلو، ألقى باراك المسؤولية عن الفشل على الفلسطينيين وأعلن عن نهاية عهد العملية السياسية التي هو في الاصل استخف بها منذ البداية.

لأن امكانية أن يقف باراك على رأس معسكر اليسار – وسط هي الآن مجرد احتمالية نظرية، فان درور يركز على من يظهر له كبديل قيادي أكثر احتمالية في هذا الوقت لاتباع حل الدولتين، الذي هو حسب رأيه بنيامين نتنياهو. درور يعتقد أنه توجد لنتنياهو امكانية كامنة للاستيقاظ وفهم الواقع والبدء في السير نحو تطبيق فكرة تقسيم البلاد. وكدليل على ذلك، اشار درور الى أن نتنياهو أعلن عدة مرات بأنه يتمسك بـ “خطاب بار ايلان”، الذي أيد فيه حل الدولتين. ولكن لا يوجد لتفاؤل درور هذا ما يستند اليه. حاييم رامون في كتابه الجديد بعنوان “ضد الرياح” أحسن في أن يصوغ بدقة شديدة الصفة الرئيسية والجوهرية التي تميز سلوك نتنياهو السياسي خلال حياته السياسية بشكل عام، وفي السنوات الاخيرة بشكل خاص. “نتنياهو لا يقوم بتغيير ايديولوجيته من اجل بقائه، بل هو يسعى للبقاء كي يطبق ايديولوجيته”.

نعم، خلافا لرأي الكثيرين من مؤيدي معسكر “فقط ليس بيبي”، الذين يعتقدون أن نتنياهو هو شخص انتهازي ومتهكم، ولا تعنيه الايديولوجيا، بل ملذات الحكم فقط، فان نتنياهو كان وما زال المؤيد المتعصب بدرجة مخيفة والذكي بدرجة مدهشة، لرؤيا “اسرائيل الكاملة”.

بالتحديد تراجعه عن تطبيق عملية الضم في الصيف الاخير أوضح ذلك بدون أدنى شك: نتنياهو ادرك بأنه مع الضم ستفقد اسرائيل بشكل نهائي مظهر ديمقراطيتها، الامر الذي سيعطي الدعم لمؤيدي الابرتهايد في اسرائيل/ فلسطين وفي ارجاء العالم. في المقابل، نتنياهو يدرك أن التمسك بالوضع الراهن، الذي يغذي وهم أن الاحتلال هو مؤقت، هو الطريقة الاكثر نجاعة من اجل الحفاظ على السيطرة اليهودية في الارض الموجودة بين البحر والنهر.

بالنسبة لتمسكه المعلن بـ “خطاب بار ايلان”، الذي يتمسك به درور في خياله حول تغيير موقفه، يجدر توجيه درور الى الاقوال الرائعة لنتان ايشل، مدير مكتب رئيس الحكومة، الذي قال للوزير اوفير ايكونيس في العام 2017 اثناء زيارة الرئيس ترامب في اسرائيل: “بار ايلان كان فكرتي. لقد عرفت أن هذا سيعطيه الكثير من الهدوء. قلت لنتنياهو: أنت ملزم إما بالتحدث أو بالعمل، اذا ما الضير في أن تتحدث قليلا. وقد نجحت في اقناعه. وانظر كم من الهدوء اعطاه هذا الحديث” (كتاب “ضد الرياح”).

بدلا من تطوير اوهام عبثية والقاء الآمال على اثنين من مخربي العملية السياسية، من الافضل لمن يؤيدون حل الدولتين النظر مباشرة الى الواقع والاعتراف بأن الحزب الوحيد الذي يستطيع قيادة معسكر اليسار – وسط في الطريق الى تحسين مكانة هذه الفكرة لدى الجمهور، هو حزب العمل برئاسة عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي.

ميخائيلي هي الزعيمة الاولى لحزب العمل منذ قتل اسحق رابين، التي اعتبرت نفسها بصورة قاطعة رابينية. وخلافا لاقوال رفيف دروكر (“هآرتس”، 15/2) يجب أن لا نرى في ذلك “تقنع” بقناع الوسط، بل تمسك واضح بنهج رابين الواضح، نهج العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. والطريق التي تنتظر ميخائيلي من اجل تحقيق حلمها بتحويل حزب العمل الى الحزب الحاكم، هي طريق طويلة ومليئة بالعقبات. يجب عليها التوجه الى الاسرائيليين في الوسط – يسار، بالاساس الى مصوتي يئير لبيد الراضين عن انفسهم، واقناعهم بالحاحية وامكانية تحقق مهمة العودة الى مسار العملية السلمية. كل ذلك في الوقت الذي فيه بسبب الدعاية الكاذبة لخطاب “لا يوجد شريك”، هؤلاء الاسرائيليون يرون أن حل الدولتين هو سراب.

ولكن لا يمكن تحقيق حلم كبير من خلال اختصارات في الطريق، مثلما كتب ذات مرة آريه الياف المتوفي، الشخص الوحيد والمنفرد في حزب العمل القديم والمتغطرس، والذي رفع فور انتهاء حرب 1967 راية الدولتين: “بين الحلم وبين تجسده يجب بناء جسر من الشجاعة والحكمة والجرأة والارتجال. ولكن بالاساس العمل، الكثير من العمل ومن الايام الصغيرة” (“توين دير”، اقتباس عن يوسف غورني، “الناس هنا والآن”).

لا شك أن ميخائيلي التي أثبتت في السابق الجرأة والحكمة والشجاعة والقدرة على الارتجال، عندما خلصت من الضياع حزب الياف ورابين ودافيد بن غوريون، لن تخشى من “الايام الصغيرة” من اجل بناء الجسر بين الحلم وبين تجسده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى