ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ديمتري شومسكي – لبيد، يجب عليك اطفاء هذه النار

هآرتس – بقلم  ديمتري شومسكي – 6/6/2021

هرتسل كان واع الى أن الحرم هو قنبلة دينية – سياسية موقوتة. هو اراد اعادة بناء الهيكل ولكن في مكان آخر “.

في كانون الاول 1926 كتب الباحث في الكابلاه وأحد اعضاء رابطة “حلف السلام”، غرشوم شالوم، للفيلسوف اليهودي الالماني فرانس روزنسفايغ: “البلاد هي بركان. هي تختزن اللغة… واذا اعطينا اولادنا اللغة التي اعطيت لنا… ألن تنفجر ذات يوم القوة الدينية الكامنة فيها ضد من يتحدثونها؟… اللغة تتكون من اسماء. قوة اللغة متجمعة في الاسم، والهوة التي توجد فيها تنتهي به. بعد أن أقسمنا بالاسماء القديمة يوم بعد يوم لم يعد بامكاننا ابعاد سلطانها… الله لن يبقى صامتا ازاء لغة اقسموا فيها آلاف المرات باسمه بأنها ستعود الى حياتنا”.

في هذه الرسالة اراد شلوم التحذير من الانفجار اللاهوتي الحتمي للغة العبرية، التي انبعثت للحياة كلغة لشعب اسرائيل في ارض اسرائيل. في الشهر الماضي ادركنا الى أي درجة كان تحذير المفكر اليهودي الشاب من برلين صحيحا ودقيقا، والذي كتبه بعد بضع سنوات فقط على هجرته الى القدس. البلاد اصبحت مرة اخرى بركان، حيث في ارضها مرة اخرى ثارت البوتقة الساخنة لأحد الاسماء القديمة، وهي الحرم. اليهود العاديون الذين تربوا وتعلموا في الدولة القومية اليهودية التي تقدس ذكرى الهيكل كأحد رموز الماضي الوطني القوي جدا، لا يجب بالضرورة اعتبارهم من أمناء الهيكل من اجل أن تتسلل بين فينة واخرى الى ادمغتهم فكرة قومية – علمانية في جوهرها ودينية – ثيولوجية في جذورها، والتي تقول إن هناك شيء ما “غير سليم” في حقيقة أنه في الموقع المتماهي فوق كل شيء مع التراث القومي – التاريخي لشعب اسرائيل، والموجود الآن تحت سيادة فعلية اسرائيلية، تلوح بتفاخر بيوت صلاة اجنبية.

في المقابل، فلسطينيون عرب، من مواطني اسرائيل أو من رعاياها، غير ملزمين بأن يكون مسلمين متعصبين. وفعليا لا يجب أن يكونوا مسلمين أبدا، من اجل أن يروا في كل حضور للسيادة اليهودية في الحرم، سواء كان هذا حج اليهود للحرم بحماية من الجيش أو مهاجمة مئات المصلين المسلمين في المكان بقنابل الصوت، سعيا الى محو الأنا الجماعية الفلسطينية.

يبدو أن مؤسس الصهيونية السياسية، ثيودور هرتسل، كان على وعي كامل بأنه تحت المساجد في الحرم تكمن قنبلة موقوتة، ثيولوجية – سياسية. وقد أراد تحييدها بخطوة جريئة وحاسمة. في روايته الخيالية – السياسية “ألتنويلاند” (ارض قديمة – جديدة)، الهيكل بني مجددا في القدس، لكن ليس على ارض الحرم. احاد هعام، في انتقاده السام للرواية استخف بهرتسل وتساءل: “في أي مكان تم بناء الهيكل، حيث أن مسجد عمر ما زال يقف في مكان بيت الاختيار؟”. ولكن والد الصهيونية الفكرية لم يصل الى اعماق رأي الكاتب، الذي اراد هنا بضربة واحدة والى الأبد أن يحرر المشروع الصهيوني من عبء الماضي الديني، والذي يقيد مستقبله بموقع ديني مقدس لديانة اخرى، القائم منذ اكثر من الف سنة.

تجدر الاشارة الى انه خلافا للرواية الطوباوية فان الحل الاصلي لهرتسل لفك العقدة المستحكمة بين السيادة اليهودية والبركان القاتل الموجود على سلسلة جبال يهودا، لا يمكن أخذه  في الحسبان في الوضع الحالي. الخطوة العملية المطلوبة بروح رسالة هرتسل التي يجب اتخاذها هنا هي تقسيم السيادة في القدس بين دولة اسرائيل ودولة فلسطين مع التنازل عن حلم السيادة الاسرائيلية الحصرية في الحرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى