ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ديمتري شومسكي – التصويت لميرتس هو بالتحديد التصويت الاستراتيجي

هآرتسبقلم  ديمتري شومسكي – 16/3/2021

عندما يزيد حزب العمل الرابيني القديمالجديد قوته بالتدريج ويقف منجديد على طريق العملية السياسية فلن يكون له شريك اكثر اخلاصا منحزب ميرتس في هذه الطريق. ومن المناسب أن لا يتردد انصار اليسارالايديولوجي الاسرائيلي، العرب واليهود، في التصويت له “.

يمكن الافتراض أنه بفضل الرؤية الايديولوجية المثيرة التي يطرحهاالآن حزب العمل برئاسة عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي، فان عدد غيرقليل من المصوتين التقليديين لميرتس يفكرون بتحويل دعمهم الى حزب العمل. ولكن بالتحديد من اجل مساعدة ميخائيلي على تجسيد حلمها في اعادة دفةالقيادة الى حزب العمل فمن الافضل أن يضع المؤيدين لقاعدة ميرتس فيالاسبوع القادم في صندوق الاقتراع بطاقة ميرتس.

اذا كان معظم مصوتي ميرتس سيعطون في هذه المرة صوتهم لحزبالعمل فيتوقع أن يزداد عدده ببضع مقاعد، لكن النتيجة الاساسية لهذاالتطور، شطب ميرتس من الخارطة، ستكون مثابة كارثة سياسية ليس فقطلميرتس، بل بالمعنى العميق ايضا، لحزب العمل. حيث أنه اذا تعزز حزبالعمل انتخابيا بفضل مؤيدي ميرتس الذي سيختفي فهذا يعني أن الجمهورالواسع سيعتبر حزب العمل وريث ميرتس، وهكذا ستترسخ  صورته كـميرتس جديد، حزب يساري صغير. من الواضح أنه من هذا الموقع سيكونمن الصعب على حزب العمل، وحتى مستحيل، أن يتحول مرة اخرى الىحزب حاكم، مثلما تطمح ميخائيلي.

إن مخزون المصوتين المحتملين لحزب العمل يوجد في مكان آخر،وميخائيلي اشارت الى ذلك عند انتخابها لرئاسة الحزب، عندما قالتنحنلسنا في منافسة مع ميرتس“. المنافسة الاساسية والمصيرية لحزب العمل فيالسنوات القريبة القادمة هي أولا وقبل كل شيء، مع حزب يوجد مستقبلبرئاسة يئير لبيد. هذا الحزب هو نوع من الخلل الجماهيري في سياسةاسرائيل. لأن رئيسه يتبنى رؤية مشوهة لمفهوموسطوأساسه: التملصالدائم من مواجهة تحدي العملية السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. هذاخلافا لرؤية الوسط على صيغة اسحق رابين، وبعد ذلك بروح حزب كديما،الذي بشكل خاص في فترة اهود اولمرت نقش على رايته بصورة واضحةالسعي الى تقسيم البلاد.

إن تنافس حزب العمل على اصوات الوسط هو صعب وبحق، لكنه غيرمحكوم عليه بالفشل. بالعكس، على المدى البعيد توجد في هذه المنافسةفرصة كبيرة للحسم لصالح العمل بفضل رسائل رئيسية جلبتها ميخائيليللحزب. الرسالة الاولى هي الرسالة النسوية. رغم أن النضال من اجلالمساواة بين الرجال والنساء في كل مجالات الحياة لم يحقق جميع اهدافهفي المجتمع الاسرائيلي، إلا أنه لا يوجد شك بأن مكان الخطاب النسوي فياوساط الجمهور الواسع غير هامشي الآن، خاصة أنه يوجد اساسللافتراض بأن المصوتات والمصوتين لحزب يوجد مستقبل يتماهون باغلبيتهممع هذه الرسالة. لذلك، يمكنهم تأييد حزب العمل وميخائيلي.

هناك رسالة اخرى لحزب العمل يمكن أن تساعده في التنافس ضديوجد مستقبل، وهي الرسالة السياسية: التوق الى اعادة اسرائيل الى مسارالعملية السلمية، التي في نهايتها ستتم اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياةالى جانب اسرائيل. هذه الرسالة موجهة بالاساس لمصوتي الوسط انفسهمالذين يتحفظون من استمرار السيطرة على الفلسطينيين، ليس لاسباباخلاقيةانسانية، بل خوفا من اقامة دولة فلسطينية وفقدان الاكثريةاليهودية فيها. وعندما ستتمكن ميخائيلي من اقناع هذا الجمهور بأن رؤيةلا يوجد شريكليست سوى دعاية كاذبة هدفها شرعنة الضم الزاحفللمناطق، فان حلمها الكبير في اعادة حزب العمل الى السلطة بهدف أنتحرك من جديد العملية السياسية، سيتحقق. ولكن اذا حدث ذلك فمن المفهومأنه من اجل البدء في الدفع قدما بفكرة تقسيم البلاد فعليا، سيحتاج حزبالعمل الى ميرتس قوي الى جانبه.

من اجل البدء ببناء ميرتس قوي، من المهم أنه بالاضافة الى نواةمصوتيه التي ستبقى مخلصة له، يجب على كل الذين تخلوا عنه في السنواتالاخيرة لصالح القائمة المشتركة العودة لتأييده. لأن ميرتس الآن يوفر لهمجميع الاسباب لذلك: الحزب استيقظ من اتحادين خانقين وقاتلين تم فرضهماعليه في الجولات الانتخابية الاخيرة، في اطارالمعسكر الديمقراطيفيايلول 2019، والى جانب العملغيشر في آذار 2020، واجبراه علىطمس هويته الايديولوجية.

ميرتس 2021 ولد من جديد كحزب شراكة يهوديعربي، آخذ فيالتشكل، وهو يرفع مرة اخرى وبصورة حازمة اكثر راية النضال العنيد ضدمشروع الاحتلال، الاستيطان والابرتهايد. هذا ما تبين من رفض رئيسالحزب، نيتسان هوروفيتس، الانضمام الى جوقة من يشتمون محكمةالجنايات الدولية في لاهاي، التي بقرارها فتح تحقيق ضد اسرائيل للاشتباهبارتكاب جرائم حرب، رسمت مجددا الخط الاخضر كخط احمر للمحتلالاسرائيلي.

يوجد لميرتس الآن دور استراتيجي مزدوج بالنسبة لليسار فياسرائيل. اولا، وجوده كحزب ايديولوجي واضح لليسار اليهوديالعربيالذي يناضل بدون خوف من اجل السلام والمساواة وضد الاحتلالوالابرتهايد. هذا سيعمل على ابراز هوية حزب العمل كحزب وسطيساربروح رابين، الذي يسعى الى تجديد وقيادة العملية السلمية بدوافع براغماتية.

ثانيا، عندما يزيد حزب العمل الرابيني القديمالجديد قوته بالتدريج ويقفمن جديد على طريق العملية السياسية فلن يكون له شريك اكثر اخلاصا منحزب ميرتس في هذه الطريق. مقابل كل ذلك، التصويت لميرتس في الاسبوعالقادم هو بالتحديد التصويت الاستراتيجي لليسار الايديولوجي. لذلك، منالمناسب أن لا يتردد انصار اليسار الايديولوجي الاسرائيلي، العرب واليهود،في التصويت له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى