ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – هدم المنازل يستهدف نقل رسالة للفلسطينيين:مكانكم ليس هنا

هآرتسبقلم  دمتري شومسكي – 25/8/2020

كل بيت فلسطيني تم هدمه من اجل اشباع شهوة العقارات الاستيطانيةاستهدف نقل رسالة قاطعة للفلسطينيين هي: مكانكم ليس هنا “.

يصعب أن يخطر بالبال أن المستوى السياسي والمستوى الامني فياسرائيل لا يدركون أن هدم منازل العائلات الفلسطينية المشاركة في ارهابقاتل ضد مواطنين أو في قتل جنود للجيش الاسرائيلي في اطار المقاومةالعنيفة للاحتلال، لا يخلق في الجانب الفلسطيني أي ردع لاستمرار الارهابوالمقاومة. بالعكس، من المعقول الافتراض أن اسرائيل تعرف الحقيقةالواضحة والقاطعة، التي احسن وصفها جدعون ليفي قبل فترة قصيرة عندماقالمن بين انقاض كل بيت هدمته سينمو المخرب القادم” (“هآرتس،13/8)، لكنها تواصل عملية الهدم رغم هذا الادراك، ولاسباب عميقة لا تسمحلها بالكف عنها.

بالمفاهيم الجافة لتاريخ القضاء في البلاد، جذور اسلوب هدم منازلالفلسطينيين ردا على العمليات الارهابية ونشاطات المقاومة التي تزهق حياةاسرائيليين، تعود الى السياق الانتدابي. الحديث يدور عن البند 119 منانظمة الدفاع لحالة الطواريء، الذي ورثته دولة اسرائيل عن الانتدابالبريطاني والذي بحسبه يمكن مصادرة أو هدم مبنى أو ارض يوجد شكبأنه جرى فيها استخدام للسلاح بصورة تخالف القانون، أو أن سكانه كانوامشاركين في مخالفة أودعموا المخالفين“. ولكن الحقيقة هي أن الأسسالسياسيةالايديولوجية لهذا الاسلوب ترضع من مكون عنصري ومن مركزيةالعرق للروح الصهيونية، الذي يحظى بالمكانة المهيمنة في الصهيونية منذاقامة الدولة وأساسه مصادرة حق الفلسطينيين في وطن قومي بين النهروالبحر.

ابتداء من ايام النكبة التي فيها محيت عن وجه الارض قرى فلسطينيةكاملة وانتهاء بعهد الاحتلال والاستيطان، اللذان يزرعا الدمار والخراب فيالفضاء الفلسطيني على اساس يومي حتى هذه الايام، كان تدمير بيتفلسطيني خاص رمز قوي لدمار الوطن الفلسطيني القومي. نعم، كل بيتفلسطيني تم هدمه من اجل ارضاء شهوة العقارات الاستيطانية التي لاتعرف الشبع، استهدف أن ينقل للفلسطينيين رسالة قاطعة وهي: مكانكمليس هنا. ولكن من الطبيعي أن تعيد اسرائيل تأكيدها مرارا وتكرارا كوسيلةلمعاقبة معارضة الفلسطينيين العنيفة لهذه الرسالة.

من المفهوم ضمنا أن راية الروح المشوهة هذه بشأن خراب البيتالوطني الفلسطيني، اسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها برفعه جهرا،مثلا، في الالتماس ضد هدم بيت نظمي أبو بكر، الفلسطيني الذي ألقىطوبة قتلت الجندي عميت بن يغئال، في الوقت الذي اقتحم فيه جنود جيشالاحتلال بيته. قارنوا بأنفسكم: القاضية ياعيلفلنر (التي كانت في وضعالاقلية) بررت رأيها ضد اتخاذ القرار بالحاجة الى جعل الفلسطينيين يفهمونمرة والى الأبد فكرة أنه ليس لهم الحق في الوجود القومي في ارضاسرائيل، وأنه من المفضل لهم التنازل لليهود أخيرا في الصراع على هذاالحد والمغادرة بشكل طوعي مثلما حدث في العام 1948. ليس من المستبعدأنه حتى اشخاص عنصريين مثل بتسلئيلسموتريتش كان سيتحفظ من تبريركهذا، حيث أنه مثلما تعلمنا من المقابلة التي اجراها مؤخرا معه رفيت هيخت،أنه حتى سموتريتش واليمين المسيحاني يتضح لهما بأن الصورة الاخلاقيةلاسرائيل هي أمر مهم.

في المقابل، وزير الصحة يولي ادلشتاين، الذي يعرف أمر أو امرينعن العقاب الجماعي على اساس قومي من الواقع السوفييتي، كان قريبا منقول الحقيقة الايديولوجية الخفية بشأن هدم بيوت مخربين ومحاربينفلسطينيين ضد الاحتلال. “يجب اخراج بطاقة حمراء امام المحكمة العليا. قرارها يمس مرة تلو الاخرى بقيم دولة اسرائيل، هكذا غرد ردا على الغاءأمر هدم بيت أبو بكر.

ما هيقيم دولة اسرائيلتلك التي مس بها القاضي مني مزوزوالقاضي جورج قره عندما حكما بأنه يجب عدم ابقاء زوجة أبو بكر واولادهالثمانية بدون مأوى؟ هكذا قال الوزير ولم يفصل. ولكن يجب أن لا نخطيء. بقدر ما هو محزن الاعتراف بذلك، فانه مع أو بدون علاقة بالعملياتالارهابية، انقاض بيت فلسطيني تعكس بدون شك احدى القيم المنفيةلاسرائيل الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى