ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – كيف يمكنك النوم، يا استرحيوت؟

هآرتسبقلم  دمتري شومسكي – 1/10/2020

من المعروف أن المتهم الذي يهتم فقط بمحاكمته فشل فشلا ذريعا فيمواجهة وباء الكورونا، ولكن من غير المعروف لماذا لم يقم قضاةالمحكمة العليا بمنع ذلك “.

في مقاله الاخير في يوم الجمعة الماضي أحسن يوسي فيرتر فيتعداد، الواحد تلو الآخر، السلسلة الطويلة من اخفاقات بنيامين نتنياهو فيمحاربة الكورونا منذ خفوت الموجة الاولى للوباء: “لم يحرك أي ساكن لرفععتبة القصور في المستشفيات، من 1800 – 2000 مريض في حالةصعبة. هو لم يجدد الانظمة العسكرية والطبية، وطلب منها ايجاد نظام فعاللقطع سلسلة العدوى والتحقيق الوبائي. وقد اتخذ عدة قرارات بشأن مدنحمراء واغلاقات تفاضلية وتراجع عنها جميعا. وقد أجل وتراجع عن خطةالاشارة الضوئية للبروفيسور روني غمزو، الى أن احترقت جميع الاضواء. وقد سارع الى فتح جهاز التعليم بصورة كاسحة، تقريبا بصورة فريدة مننوعها في العالمفشل تبعته استهانة” (“هآرتس، 25/9).

ما الذي يقف وراء سلسلة هذه الاخفاقات المخيفة جدا؟ يبدو أن كلالتفسيرات التي تم طرحها حتى الآن تتركز في الاساس على جانب معينفي شخصية نتنياهو. على سبيل المثال، كما ظهر في الانتقاد الذي وجههنفتالي بينيت بأن نتنياهو هو مدير سيء بطبيعته. هو قابل للخضوع للضغطوغير حاسم، كتب نحاميا شترسلر مقتبسا اريئيل شارون الذي قال بأننتنياهوهو شخص يكون مضغوط في كل حالة، ويصاب بالذعر، وأنه ينفدصبره” (هآرتس، 22/9). اضافة الى ذلك، تقريبا جميع منتقدي نتنياهو ومنيعارضونه يشيرون الى طبيعته المتهكمة والانانية بصورة شديدة. هكذا هويستغل بلا خجل وباء الكورونا بجهوده البائسة من اجل الهرب من محاكمته،وهكذا يقوم بدفع معالجة وباء الكورونا الى الزاوية.

لا شك أنه توجد خطوط رابطة وواضحة بين وضع نتنياهو القانونيوبين مواجهته المليئة بالاخفاقات مع ازمة الكورونا. ولكن مشكوك فيه اذا كانلصفاته الشخصية والقيادية أي وزن حقيقي في كل ما يتعلق بجذور الفشل. عمليا، معقول جدا الافتراض بأن كل واحد أو واحدة يجدون انفسهم فيمكان نتنياهو وفي وضعه الحالي، كانوا سيفشلون فشلا ذريعا امام تحديهذا الوباء العالمي. عفوا، حتى لو أنه مكان نتنياهو كان يوجد شخص يتميزبمهاراته الادارية والقيادية، وليست له سمعة سيئة كسياسي متهكم وكاذبمرضي، لكنه في انتظار لائحة اتهام خطيرة ضده في المحكمةالمنطق هوأن هذا الشخص ايضا سيكرس كل قواه العقلية والفكرية لهدف واحد ووحيدوهو النضال القانوني على براءته. ربما كان سيقرر الاستقالة من منصبه مناجل أن يوجه كل وقته لادارة هذا النضال، لكن لأن القانون الاسرائيلي لايمنع رئيس حكومة من الاستمرار في شغل منصبه في الوقت الذي تكونهناك لائحة اتهام موجهة ضده، يمكن ايضا أنه كان سيتصرف مثل نتنياهوويختار البقاء في الحكم. كل ذلك اذا كان هو وطاقم محاميه قد توصلوا الىاستنتاج بأن استمراره في منصبه سيخدم النضال من اجل براءته.

على كل الاحوال، من الواضح ومن المفهوم ضمنا، أن ما كان يقفطوال الوقت على رأس اهتماماته هو فقط كيفية نجاته قضائيا، وليسالقضايا التي تتحدى الدولة التي يقف على رأسها. هكذا، شاهدنا نفسالسلوك الشيطاني والمنحل في جبهة الصراع ضد الكورونا والذي يميز الآنأداء نتنياهو.

هنا نعم، بغض النظر عن شخصيته، زعيم دولة متهم بقضايا جنائيةويمثل للمحاكمة يمكن أن يكون ببساطة، يشكل خطرا على دولته وعلى سلامةمواطنيه. كل ذلك لسبب بسيط وهو أنه انسان من لحم ودم، وجد نفسه فيمشاكل مع القانون، يكون عليه الانشغال حصريا بهذه المشاكل، من خلالاهمال معظم مجالات الحياة العامة للجمهور. في اوقات الازمات مثل ايامالوباء، هذا التشخيص صالح بصورة مضاعفة. ولا شك أنه بالنسبةلصلاحيته يمكن ويجب أن يوافق على ذلك كل شخص عاقل ومنطقي ويهتمبسلامته وسلامة عائلته، مهما كانت نظرته لنتنياهو. بعد كل شيء، كلشخص عاقل ومنطقي يحق له معارضة استمرار ولاية شخص كرئيس للوزراءاذا كان هذا الشخص يشكل خطرا على بلاده وسلامة مواطنيها.

القانون الفرنسيالذي يمنح حاكم الدولة حصانة في وجه التحقيقوالتقديم للمحاكمة استهدف فعليا هذا الغرض: منع وجود وضع كارثي، فيهرئيس الدولة يعرض سلامة المواطنين للخطر من خلال تركهم لمصيرهمومستقبلهم لصالح مصيره ومستقبله القانوني. ولأنه في اسرائيلالقانونالفرنسيغير موجود، ولن يخطر ببال أحد أن يقوم بسنه بأثر رجعي مناجل الغاء محاكمة نتنياهو لأن هذا سيكون نوع من التشويه للقانون بصورةكبيرةفانه من الضروري الاعلان عن نتنياهو بأنه غير مؤهل لاسباب تتعلقبحماية سلامة الجمهور.

لم يبق سوى أن نسأل قضاة المحكمة العليا وعلى رأسهم حضرةرئيسة المحكمة استر حيوت: كيف ينامون الآن في الليل؟ ما الذي يشعرون بهازاء الفشل الشامل وغير المفاجيء لرئيس الحكومة المتهم بقضايا جنائيةوالتي شرعنوا فيها ولايته، بادارة ازمة الكورونا، يمكن ايضا الأمل بأنه اذاقدم للمحكمة العليا قريبا التماس لاسقاط نتنياهو بسبب عدم اهليته، أنيعرف القضاة كيفية تقويم الاعوجاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى