ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم داني ديان – صديقي نفتالي، يجب أن لا يغريك اثبات أنك يميني

هآرتس – بقلم  داني ديان – 9/6/2021

نصيحة مقدمة لنفتالي بينيت وهي أنه يجب عليه أن يكون هو نفسه، ليس أقل أو أكثر. وأن لا يخاف من عناوين الصحف وأن لا يغريه الاثبات بأنه شخص يميني “.

مرحبا نفتالي،

يبدو أنه بعد بضعة ايام سأقوم بتغيير طريقة خطابي الودي هذا بطريقة أكثر رسمية، تناسب شخص رسمي مثل. عندها سأستغل الوقت المتبقي حتى ذلك الحين كي أقدم لك بضع نصائح ودية.

هل سمعت في أي يوم عن غيتال التي كانت تقف على سطح مبنى زوفنيك في مئة شعاريم وصرخت بصوت عال؟ يقولون إنها هي المسؤولة عن جميع التشددات في الشريعة. الحاخامات الصهاينة يخافون من التخفيف خوفا من ردود الحاخامات الليطائيين. هؤلاء يشددون من اجل أن لا يغضبوا حاخامات الطائفة الاصولية الذين يخافون بدورهم من اللسان السليط لحاكم الطائفة والوالي نفسه يرتجف من التفكير بأن تصرخ غيتال من فوق سطح زوفنيك: “يجب أن تحذر مني. هل اصبحت شخص اصلاحي؟”.

نفتالي، على مدى سنوات كثيرة جدا ما يسمى اليمين الاسرائيلي يتماشى مع صرخات المتطرفين. احيانا هم الذين يقولون إنه اذا وافقنا بالاجبار على نقل ميغرون أو عمونة الى تلة مجاورة في ارض اسرائيل فانه النهاية ستحل بكل الاستيطان. احيانا هؤلاء هم شباب وفتيات الكوخ الذي بني وهدم عشرات المرات في معوز استر، واحيانا يكونون اصدقاء الشخص الذي أدين بقتل ابناء عائلة دوابشة في دوما. يا نفتالي، تحرر منهم. أنت لست هكذا. الحاخام زوشا اعتاد القول “اذا سألوني في السماء لماذا لم تكن صدّيق مثل اخيك فسأعرف كيف أجيب. ولكن اذا سألوني لماذا لم تكن زوشا فلن يكون لدي ما اقوله”. كن نفتاليبينيت، ليس أقل من ذلك، وايضا ليس اكثر من ذلك.

المحللون يقولون إنك قمت بمغامرة سياسية كبيرة. هذا كما يبدو صحيح. مع ذلك، ربما أنت تتذكر أنني قلت لك اكثر من مرة بأنه لا يمكن أن تجتاز هوة بخطوتين. يقولون إنه لم يبق لديك أي قاعدة. المؤيدون الذين كانوا لك ذات يوم تخلوا عنك، والجانب السياسي الآخر لن يقبل بك في أي يوم. الاستراتيجية السياسية الافضل التي توجد امامك هي ببساطة أن تتميز في منصب رئيس الحكومة. إنتبه، لا أن تظهر كرئيس حكومة ناجح، بل أن تكون بحق وبصدق رئيس حكومة ناجح. من هنا أصل الى نصيحتي العلنية: اغراء أن تُظهر للمؤيدين الذين تخلوا عنك بأنهم كانوا على خطأ وأن هذه حكومة يمينية ليس اقل من سابقتها، هو اغراء كبير. ولكنك تتفق معي على أن الوضع ليس هكذا. هذه الحكومة تم تشكيلها، أو اضطرت الى أن تتشكل، لاسباب اخرى. من اجل استغلال مكانتك كرئيس للحكومة لتشكيل حكومة يمينية ستضطر الى تخييب آمال واحراج شركائك دائما. هذه ليست الطريقة للنجاح في منصبك. اجل، قم بمنع وزير التطوير القطري المرشح، عيساوي فريج، من بدء ولايته بتشويه سمعة محمود عباس في رام الله، مثلما اعلن بأنه سيفعل. لا تمكنه من احراجك. ولكن ايضا أن لا تصطدم علنا مع الرئيس الامريكي جو بايدن من اجل اثبات أنك يميني.

صديقي نفتالي، اكثر من مرة في محادثاتنا تجاوزنا الامور اليومية ووصلنا الى محطات تاريخية لشعبنا والى ما يخبئه له المستقبل. رئيس الحكومة في اسرائيل يتحمل المسؤولية الحاسمة عن مستقبل الشعب اليهودي: هذا بسيط، هذا مخيف. ادخل في كل صباح الى مكتبك الجديد برهبة وشفقة، وبدون اعتبارات خارجية وتفاخر، مع شعور عميق بالرسالة. لا تقلق من العناوين في الغد، سواء عناوين “هآرتس” أو عناوين “المصدر الاول”. يجب أن يكون خوفك الوحيد هو ما الذي ستتم كتابته عن ولايتك في كتاب التاريخ اليهودي الذي ستتم طباعته بعد 25 سنة، حسب المغرد تسفي اشكنازي: نجاحك هو نجاحنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى