ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حيمي شليف – أجراس فاشية ، وكل هذا في 72 ساعة

هآرتس – بقلم  حيمي شليف  – 22/9/2020

” اذا كان يبدو وكأنه فاشي، ويتحدث كفاشي، عندها كما يبدو يدور الحديث عن شخص فاشي، وبالتأكيد بإمكانية كامنة بأن يكون فاشياً، والذي بمحض الصدفة هو أيضاً صديقنا الأفضل على وجه الأرض”.

مراسل التلفزيون المخضرم علي والشي من شبكة ام اس ان بي سي جرح في ركبته في نهاية أيار من رصاصة مطاطية أطلقها شرطي خلال أعمال الشغب العرقية في مينابوليس. جرحه تم توثيقه في بث مباشر. الرئيس دونالد ترامب ولسبب ما يدعي أن وولشي جرح من عبوة غاز مسيل للدموع، وتحدث في نهاية الأسبوع حول كيف أن مطلقي النار، رجال شرطة فدراليين مسلحين، تجاهلوا وولشي الجريح عندما مروا من أمامه و قال: (هذا كان هو الأمر الأجمل).

إنفعال ترامب، والذي كان بالإمكان أن يفسر كإعلان رئاسي عن افتتاح موسم الصيد ضد الصحفيين، أثار فضيحة إعلامية، والتي مرت بسرعة. الرأي العام لم يتأثر في جزء منه، لأنه يئس من متابعة الفضائح التي يصدرها ترامب في كل يوم، وفي جزء آخر جاء ذلك من خلال الموافقة. الى هذا الحد أو ذاك، مثلما هو الأمر لدينا، لشديد الأسف. ترامب قال هذه الأقوال في لقاء انتخابي في مينيسوتا، في خطاب مرتجل استمر ساعتين ويبدو انه جاء من تيار وعي غير مفلتر. لقد استهل خطابه بسيناريو رعب عن نية خصمه جو بايدن بـ(تدمير) مينيسوتا عن طريق (إغراقها) بمئات الآلاف من اللاجئين من الصومال. وعلى صوت هتافات جمهوره الأبيض بالتأكيد، وأنهى بـ(يوجد لديكم هنا جينات جيدة. مثلما في نظرية خيول السباق).

هذه ليست هي المرة الأولى التي يذكر فيها ترامب النظرية حول إنتاج خيول سباق فائزة بواسطة تحسينات وراثية. قبل عدة شهورأثنى على (الدم المحسن) لرائد السيارات اللاسامي و مؤيد النازيين هنري فورد. حسب أقوال أحد كاتبي سيرته الذاتية، مايكل دي أنطونيو فإن والد ترامب زرع فيه من الطفولة الإيمان بأنه ورث من والديه جينات محسنة، إن لم تكن صناعية. كأنطونيو وآخرين يدعون بأن ترامب و عائلته يؤيدون نظرية تحسين النسل، والتي كانت شعبية في الغرب حتى أن النازيين استندوا عليها في برنامجهم للقضاء على (غير المؤهلين) ولتطوير الجنس الآري.

قبل يوم من ظهوره في مينيسوتا، خطب ترامب في (مؤتمر البيت الأبيض للتاريخ الأمريكي). لقد أبدى استياءه من (التعليم المسمم)، والذي فرض على أطفال أمريكا من قبل (ديكتاتوريين متطرفين) والذين يريدون تشويه الماضي الرائع بروايات كاذبة عن العبودية والتمييز العنصري. ترامب أعلن أنه سيشكل لجنة خاصة تتأكد من أن الأطفال (سيتعلمون أن يحبوا أمريكا). أمس وعد بأن يخصص للتعليم الوطني 5 مليارات دولار والتي ستحصل عليها الإدارة حسب ادعائه من الملكية على تطبيق تيك توك لشركة أوراكل.

كل هذا في 72 ساعة، والتي تمكن فيها ترامب من أن يسمع أيضا ملاحظتين ملوثتين باللاسامية، قبل أن يسقط عليه موت القاضية رود بايدر جينسبورغ وكأنه هبط من السماء. ترامب استغل الفرصة لتعيين قاضي محافظ يضمن سيطرة يمينية في المحكمة العليا لأجيال و يوحد الجمهوريينخلفه. هذا بعد أن فشل في جهوده في الغاء حماس ناخبيه عن طريق تحريض فظّ ضدّ قاتمي البشرة الذين هبوا ضدهم من أجل تدمير أمريكا الجيدة، القديمة، ومن نافل القول أن نقول البيضاء.

وكل هذا جاء من رئيس منفلت العقال يزدري الكونغرس، ويتجاهل قوانينه، ويعتبر المنتقدين كأعداء، ويهدد أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات، ويفكر بإمكانية تولي فترة ثالثة و رابعة ولا يتوقف أن يمتدح ويثني على نفسه كحكيم زمانه. ماذا قال نتينياهو في أحد المرات؟ اذا كان يبدو وكأنه فاشي، ويتحدث كفاشي ، عندها كما يبدو يدور الحديث عن شخص فاشي، وبالتأكيد بإمكانية كامنة بأن يكون فاشياً، والذي بمحض الصدفة هو أيضاً صديقنا الأفضل على وجه الأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى