ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  حنين مجادلة  – هل الفشل الاخلاقي الذي يغرق فيه  اليهود في اسرائيل يسمى صهيونية؟

هآرتس – بقلم  حنين مجادلة  – 26/8/2021

” هل من المحتمل أن عدم قدرة اليهود الاسرائيليين على رؤية عنصريتهم هو الدليل على الفشل الاخلاقي العميق الذي يغرقون فيه؟ هل يعقل أن هذا الفشل الاخلاقي يسمى صهيونية؟ “.

ملايين الاشخاص الذين كما يبدو هم من المثقفين، ولديهم القدرة على الوصول الى المعرفة، ويعيشون في دولة غربية ومتقدمة كما يبدو، واجتازوا عدد من الدروس التاريخية في العنصرية، ويمكنهم التعرف عليها من بعيد، هل يمكن أن هؤلاء الاشخاص لا يعرفون في الواقع ما هي العنصرية؟.

في الاسبوع الماضي شاهدت فيلم “صندوق ازرق” للمخرجة ميخال فايتس، عن جدها رجل الترانسفير يوسف فايتس. “في الساعة التاسعة والنصف وصلنا الى القرية”، قال. “السكان استقبلونا… وبعد الجولة تمت دعوتنا الى وجبة الوداع التي أعدها العرب. اجتمعنا في بيت من الطوب تم شراءه هو وقطعة الارض… السكان المحليون أكلوا بالأيدي، مثل عادة العرب، والآخرون نظروا من بعيد. أنا كنت من بين الذين أكلوا مع قرف معين. بعد انتهاء الوجبة وقعنا على الاوراق وقطعة الارض انتقلت الينا”. بعد ذلك قال حفيده بشكل حازم بأنه بصورة قاطعة هو لم يكن يكره العرب، لكنه اعتبر نفسه صهيوني نموذجي، لا يمكن أن يكون هناك وضع فيه عدد كبير من سكان البلاد هم من العرب.

هو لم يكره، بل اشمئز فقط. غير عنصري ويقوم بالطرد، فقط صهيوني. هذا كان في الماضي. والآن؟ حسب نبأ في “هآرتس” أمس، “آباء في هرتسليا عارضوا تعيين مربية عربية: لا تستطيع أن تعلم كما يجب قيم اليهودية”. نفس هؤلاء الآباء صمموا على ذلك، وقالوا إن معارضتهم لتعيين المعلمة تتعلق فقط بدورها كمربية وليس كمعلمة.

اذا كان الامر هكذا فهم ليسوا عنصريين، بل فقط صهاينة. لتكن معلمة ولكن ليس مربية. “هكذا تفقد الصهيونية اراضي الجليل”، كتب في “المصدر الاول” في مقال عن تهويد الجليل (يئير كراوس). مرة اخرى: نحن غير عنصريين، قال سكان الموشافات القديمة. نحن مع التعايش، اوضح رؤساء المجالس. ومع ذلك، جميعهم يقلقون مما يظهر كسيطرة عربية متعمدة على مشاريع عقارية مستقبلية. بالطبع هم يشتاقون الى الايام التي كان فيها “مسموح التحدث عن تهويد الجليل”. 

جميع الامثلة تؤدي الى نفس المعادلة: أي ظلم يمكن أن يكون مبرر “لاسباب صهيونية”. هل يمكن أنه لاسباب صهيونية اليهود الاسرائيليين لا يرون عنصريتهم. 

يمكننا أن نفهم لماذا كان الاسرائيليون اليهود عنصريين مما قيل في الجمعية العمومية للامم المتحدة، وهو أن “الصهيونية هي صورة من صور العنصرية والتمييز العنصري”. في نهاية المطاف اذا كان المبدأ الذي يقف في اساس الصهيونية هو اكثرية يهودية في ارض اسرائيل فهذا يعني اقلية عربية في هذه البلاد. ومن اجل ضمان ذلك، فان دفع العرب الى خارج وحشرهم في داخلها، حتى بعد أن اصبحوا مواطنين متساوين ظاهريا بروحية وثيقة الاستقلال. الامثلة معروفة: مصادرة اراضي العرب من اجل اقامة بلدات يهودية وكيبوتسات عليها، لجان قبول، عدم تأجير البيوت للعرب في الاحياء اليهودية، معارضة تعيين معلمات عربيات في مدارس يهودية، منع دخول العرب الى برك السباحة في بلدات يهودية، قرى بدوية غير معترف بها وهلمجرا.

هل من المعقول أنه من الاسهل الاشارة الى عنصرية بعيدة والصراخ بأن “حياة السود تهمنا” و”الآخر هو أنا” و”المحبب علي: السلوك اللائق يسبق التوراة” (نفس التوراة التي وعدتكم بالبلاد؟ هل من المحتمل أن عدم قدرة اليهود الاسرائيليين على رؤية عنصريتهم هو الدليل على الفشل الاخلاقي العميق الذي يغرقون فيه؟ هل يعقل أن هذا الفشل الاخلاقي يسمى صهيونية؟.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى