ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم حجيت عوفران – تيدي كوليك هو رئيس البلدية الوحيد الذي اغضبه في سلوان

هآرتسبقلم  حجيت عوفران – 29/3/2021

طرد عائلات فلسطينية من بيوتها اقلق رئيس البلدية المتوفي تيديكوليك. والآن بلدية القدس تقود عملية الطرد ولا يوجد فيها أي شخص يقومبالاحتجاج على ذلك “.

قبل اسبوعين كشف نير حسون فيهآرتسعن حقيقة أن بلدية القدسترفض تأخير تطبيق اوامر هدم لبيوت 1500 شخص من سكان شرقي القدسفي حي البستان في سلوان. بهذه الخطوة تراجعت البلدية برئاسة موشيه ليون عنالتفاهم الذي تبلور بعد أن طلب سلفه هدم بيوت الحي لصالح حديقة وطنية خططلها المستوطنون. في الايام التي كان فيها سيف التهجير مسلط على رؤوس مئاتالعائلات في الشيخ جراح وحي البستان في اعقاب دعاوى قدمها مستوطنون،البلدية تعطي الآن بالتحديد لمن يطلبون الطرد ميزانيات وتساعد في الدفع قدمابمخططاتهم.

هذه السياسة التي تعمل فيها البلدية ضد سكانها، ميزات جميعرؤساء بلدية القدس على مر اجيالهم تقريبا. رئيس بلدية القدس الاسطوري،تيدي كوليك، الذي ترأسها في الاعوام  1965 – 1993، كان في الحقيقةمهندسالضمواقامة الاحياء التي تقع خلف الخط الاخضر. ولكن فينفس الوقت اظهر اهتمامه بسكان المدينة العرب. مثلا، عندما في تشرينالاول 1991 دخل للمرة الاولى مستوطني جمعية العاد الى بيوت عرب فيسلوان في الليل، خرج تيدي كوليك لوحده، بخطوة استثنائية، للتظاهر امامالمستوطنة في سلوان. رسائل تم الكشف عنها في بحث اجرته حركةالسلامالآناظهرت أنه ليس فقط الاستفزاز هو الذي اغضبه، بل هو غضب منالظلم الذي وقع على العائلات الفلسطينية.

في العام 1992 شكلت حكومة رابين لجنة كلوغمان بهدف التحقيقفي تدخل الحكومة في سيطرة المستوطنين على بيوت فلسطينيين في شرقيالقدس. اللجنة وجدت أنه بقيادة الوزير اريئيل شارون تم تشكيل جهاز يتكونمن جهات حكومية، القيم العام على املاك الغائبين وسلطة اراضي اسرائيلووزارة الاسكان والقيم العام وغيرها، الذين عملوا من اجل السيطرة علىممتلكات فلسطينية ونقلها الى جمعيات مستوطنين بتمويل من الدولة. حكومةرابين اوقفت نشاط هذا الجهاز، لكنها امتنعت عن حله والغاء ما قد تم فعله. هكذا، اضطر الفلسطينيون الذين وقعوا ضحية لهذا الجهاز الى أن يناضلواوحدهم ضد نشاطاته في المحاكم وامام جهات قوية مثل الكيرن كييمتوجمعيات المستوطنين.

تيدي كوليك لم يكن يستطيع تحمل ذلك. بعد أن لم يعد رئيسا للبلدية،بدأ في التوجه الى سلسلة طويلة من الجهات، حتى التي لم تكن تستطيعالمساعدة، في محاولة لاقناعهم بتمكين العائلات العربية من السكن فيبيوتها. مثلا كتب لوزير العدل في 4 شباط 1993: “الدولة اعترفت بأنالاعلانات حول هذه الاصول كأملاك غائبين، تمت بصورة غير قانونية“. اضافة الى ذلك، الدولة لا تتخذ أي موقف في مسألة ما هي نتيجة الغاء هذهالاعلانات وما هو حكم العقار. وحسب لوائح الدفاع، الدولة تطالب بأن هذهالعائلات العربية التي عاشت في هذه العقارات قبل الاعلان عنها كأملاكغائبين، يجب عليها احضار هذه البينات أو تلك من اجل اثبات الملكية علىهذه العقارات. يبدو أنه بعد اجراء الفحص ووجد أن الاعلان حول كونالعقارات هي املاك غائبين قد تم بشكل غير قانوني، يجب اعادة الوضع فوراالى ما كان عليه، وتمكين هذه العائلات التي سكنت في العقارات عشراتالسنين من العودة والسكن فيها“.

في 9 آذار 1993 اشار تيدي كوليك في طلب لمراقبة الدولة في حينه،مريم بن بورات،لأنه أجري فحص ووجد أن الاعلان حول كون عقار مناملاك الغائبين قد تم بصورة غير قانونيةيجب اعادة الوضع الى ما كانعليه. هناك اهمية كبيرة لرفع الظلم لعدد من السكان العرب في المدينة. والعدل يجب أن يُرى وليس فقط أن يُفعل“. في 14 آذار 1993 توجه كوليكلوزير الخارجية شمعون بيرس وطلب منه العمل على اعادة العقاراتللفلسطينيين. في الرسالة وصف باختصار نتائج تقرير كولغمان وأكد: “كلذلك حتى الآن لم تتم اعادة أي عقار للسكان العرب الذين عاشوا في هذهالعقارات في السابق. علينا يقع واجب اثبات أن العدالة ستُفعل وليس فقطالتحدث عنها في المحاكمسأتصل معك في الغد من اجل سماع ما هيالخطوات التي يمكنك فعلها في هذا الشأن“.

في نيسان 1993، بعد يومين على زيارة وزير الطاقة في حينه، امنونروبنشتاين، في القدس، كتب له كوليك: “أنا اطلب تدخلك في اطار الحكومةمن اجل أن يتم اصلاح الظلم، وأن تتم اعادة العقارات الى اصحابهاالشرعيين وهكذا سيتم فعل العدالة. اعتقد أنه حتى لو لم يتمكن اصحابالعقارات من اثبات ملكيتهم، يجب على الاقل اعادة الوضع الى ما كانعليه“.

هذه فقط الرسائل التي وصلت الينا. ونحن لا نعرف هل فعل كوليك أيجهود اخرى. ولكن يبدو أن الموضوع كان يقلقه. جهوده لم تنجح. مئاتالعائلات الفلسطينية تقع الآن في خطر الاخلاء في اعقاب دعاوى قدمهاالمستوطنون ضدها، الذين يرتكزون على الآلية التي شكلها شارون فيالثمانينيات. في بداية نيسان ستناقش المحكمة العليا استئناف عائلةسومرين من سلوان التي اعلن عن بيتهااملاك غائبينفي 1987 واعطاءهللكيرن كييمت، التي تطالب باخلائه لصالح جمعية العاد.

منذ ثلاثين سنة تحاول العائلة الصمود بمساعدة قانونية مضنية، ويبدوأنها تقترب من خط النهاية. ولكن الآن لا يوجد رئيس بلدية، ليس الآن وليسفي السابق، يقف الى جانبها. في القدس 2021 مئات العائلات تتعرضلخطر الطرد من بيوتها على قاعدة قوانين مميزة وسياسة وحشية، ولا يوجدأي جهة في البلدية وفي اروقة الحكم تقف الى جانبها وتوقف الظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى