ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  –  يجب عليكم التعود، من الآن فصاعدا ،  كل قانون سيتم تقديمه على أنه أمر يتعلق بالايمان

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي  – 10/6/2021

” من الآن فصاعدا يجب عليكم التعود على أن أي قانون أو أي أمر صغير تقوم به الحركة الدينية القومية التي يمثلها اورباخ سيتم عرضه على أنه امر ديني “.

إن الاختيار المتوقع لاول رئيس حكومة متدين – قومي يمكن أن يبشر ايضا بخطاب جديد لاسرائيل: الخطاب المتغطرس الديني – القومي اللزج والخطير والمثير للشفقة. هذا الخطاب لم يولد بالامس، بل هو يتألق على تلال الضفة الغربية منذ 25 سنة، مع كل نظرات الاستغراب الصالحة الموجهة نحو السماء، من هناك امتد الى الجيش ووسائل الاعلام ومراكز القوة التي احتلها المتدينون القوميون في السنوات الاخيرة. ومن الآن فصاعدا هي ستحتل مكانة اكثر مركزية. 

الدولة اليهودية ستتحول الى دولة الهايدشكايت. وقد قام بدور السنونو عضو الكنيست نير اورباخ. المنشور الذي رفعه من اجل أن يشرح قرار تأييده لحكومة نفتالي بينيت هو وثيقة ممتعة: ألف كلمة رائعة قيلت عن لا شيء. قرار سياسي شخصي كضوء عالمي. مزيج سياسي لشخص غير بالفعل عدد من الاحزاب في حياته كتغيير في نظام الخلق. اختيار حكومة من حكومات اليمين كأمر “قيمي”. عندما هبط موسى من جبل سيناء كان يبدو أقل غطرسة. من الآن أي تعديل على قوانين وقوف السيارات سيتم عرضه وكأنه أمر ايماني. يجب البدء بالتعود.

حركة العامل الشرقي القديمة والجيدة، التي عارض زعماؤها شن حرب الايام الستة، استبدلت منذ فترة بأشخاص جعلوا انفسهم المسيح. لا يوجد مثل اورباخ من اجل أن يدلل على عمق التغيير. في نظر نفسه هو يعتبر نائب المسيح. وما لم يورده في اقوال الشرح الموصى بها عن خطوته، بعد ايام كثيرة شارك فيها العالم بآلامه وحيرته. بالمناسبة، الحيرة دائما فقط توجد لديهم. ايضا القيم هي ملكية حصرية لهم.

كلمات المفتاح في المنشور هي: قيم الخلود والشعب الخالد (الذي لا يخاف)؛ الاموريون والتنائيين والحلم الصهيوني وافيف غيفن؛ ابراهام فريد وآلاف سنوات الشتات؛ ليس برغبة في النفس (كل شيء لديهم لا توجد فيه رغبة). الاسلوب هو الشخص، وهذا أمر جيد. ولكن انتبهوا للمضامين: عودوا الى الحديث القومي المتطرف، الرافض والمتعالي، عن “مجتمع مثالي” و”نور للاغيار”. ولأن اسرائيل منذ زمن لم تعد منارة أو حتى مصباح جيب أو حتى عود ثقاب من الاخلاق للعالم، بل هي دولة مجذومة جدا لعدة اسباب جيدة. في اليمين الديني يواصلون التضليل بالتحدث عن مجتمع مثالي. ايضا اورباخ يعتقد أننا لسنا كذلك، بل فقط في السنتين الاخيرتين، فقط بسبب أنه لا توجد لنا حكومة مستقرة. حتى ذلك الحين كنا، وبعد قليل مرة اخرى سنكون، نور للاغيار بفضل قرار تأييده لبينيت.

محظور الاستخفاف بعملية التفكير هذه. فقد تسربت عميقا في المجتمع الاسرائيلي، ابعد كثيرا من قاعدة بينيت. الكثير من الاسرائيليين ما زالوا يؤمنون بالقصة المدحوضة عن الشعب المختار وعن حقنا في هذه البلاد بسبب أن الله قد قال ذلك. يبدو أن هذا غير سيء جدا، ما هو السيء في شعب راض عن نفسه حتى الثمل؟. ولكن مثلما في كل فقدان للصلة مع الواقع، ايضا هنا الحديث يدور عن متلازمة انتحارية وخطيرة على المؤمنين وعلى محيطهم. 

عن أي مجتمع مثالي يتحدث اورباخ؟ هل يتحدث عن المجتمع الذي يقوم بطرد طالبي اللجوء؟ المجتمع الذي يقوم برمي الناس من بيوتهم بسبب انتمائهم القومي؟ المجتمع الذي يقوم بسجن مئات البشر بدون محاكمة؟ المجتمع الذي يطلق النار الحية على المتظاهرين؟ ضوء للاغيار؟ هل هذا صحيح. يكفي أن تكون اسرائيل مثل كل الشعوب. من ناحية اخلاقية هي أقل من المتوسطين فيها. وعن أي قيم خلود للصهيونية الدينية يتحدث ممثل الحركة التي تعبد الطرد الجماعي للبشر، التي تؤمن بتفوق قومية على قومية اخرى في البلاد، والتي تؤمن بأن الوعد الالهي هو تسجيل في الطابو، الامر المؤكد الذي لا يوجد غيره، وتترجم معتقداتها السامية الى عقيدة سياسية.

هم يتعالون على الاغيار وعلى العلمانيين ايضا. هم اصحاب قيم، عربتهم مليئة مقارنة بجميع العربات الفارغة. هم طلائعيون وصهاينة أكثر من الجميع. هم لا ينشغلون بصغائر الامور، بل فقط بمصير الشعب اليهودي. اورباخ غير مهم، طريقة تفكيره واسلوبه يتحولان من الآن فصاعدا الى اكثر اهمية. انتبهوا الى اضواء اورباخ: الضوء اللامع للدين، القومية المتطرفة والتعالي.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى